القاهرة لقى شاب مصرعه متأثراً بطلق خرطوش في الرأس، مساء الثلاثاء، في الاشتباكات التي دارت بمحيط ميدان التحرير خلال إحياء ذكرى أحداث "محمد محمود". هذا واقتحمت قوات الأمن ميدان التحرير مساء الثلاثاء، بعد أن ازدادت حدة الاشتباكات بينها وبين المتظاهرين، حيث قامت قوات الأمن بالانتشار بقواتها من مدرعات وأفراد أمن مركزي داخل ميدان التحرير لمطاردة المتظاهرين. وهرب عدد من المتظاهرين بميدان التحرير إلى شارع محمد محمود وطلعت حرب بعد محاولات الأمن السيطرة على الميدان، فيما شهدت الشوارع الجانبية من الميدان حالة من الكر والفر بين صفوف المتظاهرين، وسط إطلاق قوات الأمن لعدد من القنابل المسيلة للدموع، ورد المتظاهرون بزجاجات المولوتوف والحجارة. وكانت قوات الشرطة قد فرقت بالغاز المسيل للدموع مئات المحتجين في ميدان التحرير بالقاهرة بعد مناوشات واشتباكات بين عناصر من الإخوان تجمعوا لإحياء ذكرى أحداث "محمد محمود" ومناصرين للجيش كانوا يقومون بمسيرة قريبة من ميدان التحرير. وأكدت هيئة الإسعاف المصرية أن عدد المصابين في اشتباكات الذكرى الثانية لأحداث "محمد محمود"، بالقاهرة والمحافظات، بلغ 42 مصاباً. التعدي على مبنى جامعة الدول العربية وقامت مجموعة من المتظاهرين بالتعدي على مبنى جامعة الدول العربية ومحاولة اقتحامه وتحطيم زجاج المبنى، مما دفع قوات الأمن المركزي إلى إطلاق بعض قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تلك الجموع وإبعادها عن المبنى. هذا وأصدرت وزارة الداخلية بياناً قالت فيه: "في أعقاب الفعاليات التي شهدها ميدان التحرير مساء الثلاثاء.. قامت مجموعات من عناصر الشغب بالتعدي على مقر جامعة الدول العربية ومحاولة اقتحامه وتحطيم بعض الأبواب والنوافذ والواجهات الزجاجية الخاصة بالمقر.. فقامت قوات الأمن المعينة لتأمين المنطقة بفرض سياج أمني لحمايته والتعامل مع عناصر الشغب لإبعادها وحالت دون إتلافه أو اقتحامه.. وتمكنت من ضبط 14 منهم، بحوزة أحدهم فرد خرطوش.. وقامت بفرض السيطرة الأمنية بمحيط ميدان التحرير وإخلائه من تلك العناصر عقب حدوث بعض المناوشات، استُخدمت خلالها زجاجات المولوتوف وطلقات الخرطوش والألعاب النارية تجاه القوات، مما نتج عنه وقوع عدة إصابات برجال الشرطة.. وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية". من جانبه، قال السفير هاني صلاح، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن الحكومة تدين أعمال العنف التي لجأت إليها بعض العناصر التخريبية في محيط مبنى جامعة الدول العربية وميدان التحرير في ذكرى يوم هام وهو ذكرى "محمد محمود". وأضاف أن الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، وجه بضرورة التعامل بحسم وحزم مع العناصر التخريبية التي تهدف لزعزعة أمن واستقرار البلاد، مؤكداً أن المواطن المصري الذي يخشى على مصلحة وأمن بلده لا يمكن أن يكون شريكاً في مثل تلك النوعيات من أعمال العنف التي يشهدها محيط مبنى جامعة الدول العربية من إلقاء مولوتوف وحجارة على المنشآت الحكومية. وتوافد عدد من المتظاهرين، الثلاثاء، على ميدان التحرير بالقاهرة في ذكرى اشتباكات "محمد محمود"، والتي خلّفت وراءها عدداً من القتلى والمصابين. ونصبوا على أحد مداخل الميدان لافتة كتب عليها "ممنوع دخول الإخوان والفلول والعسكر". واحتشد عدد من المواطنين المؤيدين لخارطة الطريق أمام النصب التذكاري في ميدان التحرير حاملين صور وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي للاحتفال بعيد ميلاده الذي يصادف اليوم. أما جماعة الإخوان المسلمين فدعت مؤيديها إلى التوجه إلى مناطق متاخمة لميدان التحرير، ومحاولة دخوله. اشتباكات متقطعة واندلعت اشتباكات متقطعة بين المحتفلين بذكرى أحداث "محمد محمود" ومناصري السيسي من جهة، وعناصر الإخوان من جهة أخرى، في ميدان التحرير ومناطق أخرى من القاهرة، مما دفع قوات الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع. وسقط العشرات من المتظاهرين باختناقات جراء إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وتم نقلهم إلى سيارات الإسعاف لتلقى العلاج. وتسبب إطلاق القنابل المسيلة للدموع في حالة من الهياج بين المتظاهرين بالتحرير، وتجمعوا على رأس الشارع الذي ترابط به قوات الأمن، ورددوا هتافات منددة بوزارة الداخلية. وضبطت أجهزة البحث الجنائي أربعة أشخاص كانوا في طريقهم للدخول إلى ميدان التحرير وبحوزتهم 12 قنبلة محلية الصنع وتسع زجاجات مولوتوف وفرد خرطوش وفرد رصاص وطلقات خرطوش. وفي سياق آخر، يقيم الإخوان تجمعات في مناطق أخرى من القاهرة، حيث يفترشون الطريق أمام قصر القبة وأغلقوا طريق النصر وأقاموا تظاهرات داخل جامعتي الأزهر وعين شمس. وكان عدد من المتظاهرين قد قاموا أمس الاثنين بتحطيم النصب التذكاري الذي تم تدشينه لضحايا ثورتي 25 يناير و30 يونيو. يُذكر أن أحداث "محمد محمود" التي حدثت قبل عامين جاءت إثر اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين طالبوا في ذلك الوقت المجلس العسكري الذي كان يحكم مصر آنذاك بالتنحي عن الحكم. وردّت حينها الشرطة بإطلاق الخرطوش والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى سقوط أكثر من 40 محتجاً خلال الاشتباكات التي دارت في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير.