القاهرة - اشتبك متظاهرون ورجال شرطة في القاهرة لليوم الثاني الثلاثاء في شارع يؤدي إلى ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك مطلع العام 2011. ورشق المتظاهرون عددا من رجال الشرطة تحصنوا بمبنى تابع للجامعة الأميركية بالقاهرة التي يطل مبناها على التحرير بالحجارة ورد رجال الشرطة بالحجارة وقطع من الخشب والزجاج وقنابل الغاز المسيل للدموع. وخلال الاشتباك الذي دار في شارع محمد محمود هتف مئات المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل يا مرسي" في إشارة إلى الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي يقول نشطاء إنه لم يغير الكثير من سياسات مبارك التي ثاروا عليها. ومنذ سقوط مبارك يوم 11 فبراير/ شباط عام 2011، تمر مصر باضطراب سياسي وتراجع اقتصادي وانفلات أمني. وأمر النائب العام المصري، الثلاثاء، بالتحقيق في اشتباكات ومصادمات وقعت بالقاهرة. وكلَّف النائب العام المصري لوسط القاهرة، المستشار عبد المجيد محمود، بالتحقيق في اشتباكات وقعت الاثنين، بمناطق في وسط العاصمة المصرية. وشهدت مناطق في وسط القاهرة اشتباكات ومصادمات عنيفة بين عناصر من الأمن، وبين مئات من المتظاهرين احتشدوا بميدان التحرير في الذكرى الأولى لمقتل وإصابة عدد كبير من المصريين في الحوادث المعروفة إعلامياً بإسم "أحداث محمد محمود". وأسفرت تلك الاشتباكات والمصادمات عن مصابين من الجانبين. واضطرت الحكومة المصرية أمام تنامي حالة الغضب الشعبي إلى إغلاق 8 مدارس بمحيط الداخلية والتحرير المواجهة لشارع محمد محمود، ووضعتها تحت تصرف قوات الأمن ليستخدموها كثكنات مؤقتة في مواجهة المحتجين. وتقول الداخلية المصرية إنها اضطرت إلى تحويلها لثكنات بعد ان استغل بعض المتظاهرين هذه المدارس فى إلقاء قنابل المولوتوف على قوات الأمن. وقال اللواء حسام أبو المجد، رئيس الادارة المركزية للامن بوزارة التربية والتعليم، ان الوزارة قررت ارجاء الدراسة بالمدارس القربية من شارع محمد محمود وإغلاقها حفاظا على ارواح الطلاب، وذلك حتى تستقر الاوضاع بمحيط وسط البلد، مشيرا الى تواجد أمني مكثف بهذه المدارس. وكان متظاهرون ورجال شرطة اشتبكوا الاثنين في معارك كر وفر في شارع محمد محمود وشوارع أخرى تؤدي من التحرير إلى مبنى وزارة الداخلية استخدمت فيها الحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع مما تسبب في سقوط عشرات المصابين من الجانبين بعضهم بطلقات خرطوش بحسب هشام أبو عيشة الطبيب بمستشفى قصر العيني الذي تحدث لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 19 متظاهرا. ووقعت اشتباكات الاثنين بعد احتشاد ألوف المتظاهرين في شارع محمد محمود لإحياء ذكرى مرور عام على بدء اشتباكات فيه بين نشطاء والشرطة تلت فض اعتصام بالقوة في ميدان التحرير. وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل عشرات النشطاء. واستمرت الاشتباكات حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء. واستخدم فيها الجانبان القنابل الحارقة بين وقت وآخر. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل زار الثلاثاء المصابين من رجال الشرطة في المستشفى. وكان مئات من النشطاء اعتصموا في ميدان التحرير يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني العام 2011، مطالبين بإنهاء حكم المجلس العسكري الذي أدار البلاد لفترة انتقالية وفي اليوم التالي هاجمتهم الشرطة وأزالت خيامهم مما أدى لوقوع اشتباكات استمرت أياما. ويتهم نشطاء جماعة الإخوان المسلمين بأنها خذلتهم في 2011، حين تركتهم يواجهون الشرطة وانشغلت بانتخابات مجلس الشعب التي بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني. وبرأت محاكم الجنايات الأغلبية الساحقة من رجال الشرطة الذين حوكموا بتهم تتصل بقتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة لكن محكمة جنايات القاهرة عاقبت مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لإدانتهما بتلك التهم. ويتهم سياسيون الجماعة بعقد صفقة مع المجلس العسكري ضمن بها العسكريون خروجا آمنا من الحكم قبل تسليمه لمرسي الذي فاز في أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر. ونفت جماعة الإخوان والمجلس العسكري ذلك. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الشرطة ألقت القبض على أربعة متظاهرين الاثنين خلال اشتباك بين عشرات المتظاهرين والشرطة أمام مبنى مديرية الأمن بمدينة الإسكندرية الساحلية. وبينما تتضارب المعلومات حول عدد المصابين من المتظاهرين والتي يتحدث بعضها عن 40 مصابا، فقد أعلنت وزارة الداخلية المصرية في آخر بيان أصدرته الثلاثاء أن عدد المصابين من رجال الشرطة بلغ 9 ضباط و20 جندياً أصيبوا بطلقات خرطوش وهم حالياً بالمستشفيات لتلقي العلاج. وأشارت الوزارة إلى "أنه تم ضبط 19 من مثيري الشغب والمحرضين عقب تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة لضبطهم".