حذرت حركة العدل والمساواة، كبرى حركات المعارضة السودانية المسلحة من أنها قد تهاجم العاصمة الخرطوم في وقت قريب، إذا استمرت الحكومة في رفض التفاوض حول اتفاقية السلام في إقليم دارفور، في حين ردت الخرطوم بالقول إن خطوة مماثلة ستكون بمثابة “محاولة انتحار" للحركة، مشككة في قدرتها على تنفيذ تهديدها. وقال أمين العلاقات الخارجية بحركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، في رده على أسئلة CNN عبر البريد الإلكتروني، إن الحركة تفضل التوصل إلى سلام من خلال الضغط على الرئيس عمر حسن البشير لدفعه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات من جديد. ولكنه أضاف أن الحكومة في الخرطوم فشلت في إقناع الحركات في دارفور بجديتها في التوصل لاتفاق سلام، رغم أن المفاوضات معها بدأت منذ ما قبل اندلاع النزاع المسلح بين الجانبين عام 2003. وتابع إبراهيم بالقول: “إذا لم ننقل الحرب إلى عقر دار النظام في الخرطوم فإن الحكومة لن تهتم على الإطلاق بإصلاح الأوضاع أو السعي الجدي للوصول إلى اتفاق سلام." وكشف إبراهيم أن زعيم الحركة، خليل إبراهيم، الذي عاد مؤخراً إلى دافور بعد عام قضاه في ليبيا، يقوم بترتيب الأوضاع في الإقليم والتحضير لتحالف يمثل الحركات المسلحة والتجمعات السياسية على حد سواء، وسيضم التحالف فصائل من “حركة تحرير السودان" قوية التأثير. من جانبه رد وزير الدولة بالرئاسة السودانية، أمين حسن عمر، الذي كان الرئيس البشير قد كلفه مؤخراً إدارة مكتب متابعة السلام في دارفور، بالتقليل من أهمية تهديدات إبراهيم. وقال عمر، في اتصال مع CNN: “لا نعتقد أن لديهم القدرة أو القوة على تنفيذ هذه التهديدات،" وأضاف أن السعي لتنفيذ ما تلوح به الحركة سيكون “محاولة انتحار" من جانبها. ورفض عمر اتهامات إبراهيم للخرطوم بالامتناع عن الدخول في مفاوضات سلام، وقال إن اتفاقية السلام الموقعة في يوليو الماضي مع فصيل واحد هو “حركة التحرير والعدالة" تمثل “وثيقة لكل شعب دافور." وأكد عمر أن الخرطوم سبق لها دعوة حركة العدل والمساواة إلى جولة مفاوضات في العاصمة القطرية، الدوحة، ولكن الحركة رفضت ذلك وفضلت “التهديد باستخدام القوة." وكانت حركة العدل والمساواة قد قامت في مايو 2008 بشن هجوم مباغت على العاصمة الخرطوم، في ما أطلقت عليه اسم “عملية الذراع الطويل"، واصطدمت قواتها بوحدات من الجيش وأخرى أمنية في ضواحيها، ما أدى لمقتل أكثر من مائتي شخص. ولكنها شكلت سببا للمساءلة للقوات المسلحة حول فشلها في صد هذه القوات التي قطعت طريقا بريا طويلا من حدود السودان الغربية مع تشاد وحتى العاصمة الخرطوم في ضلعها الأم درماني. وأعلن وزير الدفاع السوداني آنذاك، الفريق أول، عبد الرحيم محمد حسين، أن المهاجمين “تلقوا هزيمة ساحقة،" مع تدمير عشرات العربات التابعة لهم وسقوط أكثر من 90 قتيلاً في صفوفهم، إلى جانب عدد مماثل من عناصر الجيش والشرطة. فيما تنوقلت داخل البرلمان شكاوى الجيش من سطوة القوات الأمنية وضعف الإمدادات للقوات المسلحة. وكان (حريات) أوردت في الشهور الماضية تلقي الجيش لمزيد من الضربات التي أضعفته والمتمثلة في تصفية أفضل ضباطه بسبب تزايد الضجر وسط الضباط من ملفات الفساد والمحسوبية داخل النظام. يشار إلى أن إقليم دارفور يشهد مواجهات واضطرابات أدت منذ عام 2003 إلى سقوط ما لا يقل عن 300 ألف قتيل، بينما نزح أكثر من مليوني شخص، وقد صدرت مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير واثنين من كبار أعوانه على خلفية هذه القضية.