تعرضت مناطق عديدة في إقليم النيل الأزرق طوال الأسبوع المنصرم إلى قصف متواصل ويومي بطائرات الأنتنوف واستهدفت الغارات الجوية كعادتها مناطق المدنيين والمناطق المأهوله بالسكان بما فيها مدينة الكرمك عاصمة محافظة الكرمك وإحدى المدن الكبيرة بالإقليم، والكيلى، وسالى، ولم يسلم من ذلك حتى مناطق تجمعات النازحين والفارين من القتال. ففي يوم 12 أكتوبر تعرض للقصف بقنابل الأنتنوف مناطق بلدربو، وتورناسى، حيث يتجمع أكثر من ثلاثة آلاف من النازحين أغلبهم من الأطفال والنساء قادمين من مناطق سالبل، وديرنق، وفادمية، بجبال الانقسنا بعد ان قطعوا أكثر من مائة كيلو متر سيرا على الأقدام هربا من القتال. وقد أدى ذلك إلى هجرات ثانية بحثا عن مناطق أكثر أمانا. واستهدف القصف أيضا منطقة يابوس البعيدة التي تبعد مائة كيلومتر جنوب الكرمك وأكثر من مائتين وخمسين كيلومترا من مناطق القتال. ففى يوم 10 اكتوبر الماضى أسقطت طائرات الأنتنوف خمسة قنابل أسقطت العديد من الضحايا، وفر السكان المذعورون إلى الخيران والغابات، وعبر عديدون الحدود الأثيوبية. وصرح المك عبيد محمد سليمان أبوشوتال القيادي البارز بالجيش الشعبي والحركة الشعبية بأن استهداف المدنيين والنازحين وقتل السكان فى المناطق البعيدة عن جبهة القتال يكشف عن همجية نظام الخرطوم وعن نيته استئصال شعب النيل الأزرق، وهو دليل قاطع لارتكابه جريمة الإبادة وجرائم ضد الإنسانية وطالب المجتمع الدولي بإجراء تحقيق مستقل لحمل مرتكبي الجرائم إلى العدالة الدولية كما طالب بفتح الممرات الآمنة لإغاثة المتضررين الذين يعانون من نقص الغذاء والأدوية وتنتشر بينهم أمراض الملاريا والنزلات المعوية والتي أدت الى العديد من الوفيات خاصة وسط الأطفال، وأدان بشدة سياسة النظام التي تمنع دخول المنظمات لإغاثة المتضررين وأضاف أنها دليل آخر على نية النظام على إبادة شعب النيل الأزرق وأكد عزم الحركة الشعبية لمواصلة النضال حتى تخليص الشعب السوداني من نظام الإبادة والقمع وفتح الطريق لسودان جديد تسوده العدالة والكرامة والمساواة والحرية. وكان القائد مالك عقار أعلن في 10 أكتوبر أن ضحايا القصف الجوي بلغوا 74 قتيلا ومائة جريحا.