ضوء على فعالية (مفروش) بالخرطوم الخرطوم – محفوظ بشرى "جاء اختيار يوم الثلاثاء لتنظيم المعرض بدلاً من يوم السبت الذي أقيم فيه (مفروش) في البداية بسبب أن المنظمين – كما يقول مأمون التلب – أرادوا إبعاد الفعالية عن الأحداث السياسية التي كانت تتخذ من يوم الجمعة منطلقاً لها" دعوة مفروش "الشاعر حسام الكتيابي أن ما يجعل (مفروش) مميزاً هو "فكرة التبادل، المكتبة، قطعة اﻷثاث التي لم تعد تعمل ﻷسباب تربوية، وأخرى خضراء تجلس في الشارع، ويمكنها أن تنام في أي مكان؛ هذا هو الإمكان الجبار للفكرة" الثلاثاء 4 فبراير الجاري..الساعة الخامسة مساء.. تتحرك أقدام الكثيرين صوب ساحة مقهى (أتينيه) (أثينا بالإغريقية) الواقع عند تقاطع شارعي القصر والجمهورية، فثمة حدث تشهده هذه الساحة المميزة بمساطبها متعددة الاستخدام، وهو حدث يتخذ من الثلاثاء الأول في كل شهر ميقاتاً، ل(مفروش) الذي يعرِّفه كرت الدعوة الإلكترونية المبثوث في مواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، ورسائل (sms)؛ بأنه (معرض بيع وتبادل الكتاب المُستعمل)، وإن كان هذا التعريف صار في ما بعد أضيق من أن يحتوي ما يحدث في ساحة (أتينيه)، وما تُحدثه هذه الساحة من رجٍّ لساكن المشهد، وإن كان ذلك مرّةً واحدة في الشهر. جانب من فعاليات معرض مفروش على الرغم من تعدد أنشطة (جماعة عمل الثقافية)، الموزعة بين الندوات والورش؛ إلا أن (مفروش) يمثل الفعالية الأكثر تأثيراً وذيوعاً من بين جميع تلك الأنشطة، فهو لدى الكثيرين أكبر من كونه معرضاً للكتاب بمصاحبة فعالية مسائية، إذ يأخذ أبعاداً أخرى كما يوضح ذلك الصحفي المعروف بهرام عبد المنعم، الذي يقول إن (مفروش) على الرغم من كونه معرضاً ثقافياً اجتماعياً متكاملاً زاخراً بكل أنواع الكتب في مختلف حقول المعرفة؛ إلا أنه لا يذهب إليه من أجل الكتب فقط، إذ يمثل المكان جزءاً من المعنى الكلي ل(مفروش)، فهو يتخذه ملتقى مع أصدقاء ضيَّق إيقاع الحياة من فرص لقائهم على فترات متقاربة، وكذلك يحب (بهرام) التسوُّق من التحف والأنتيكات المعروضة في المحال التي تفتح على ساحة المعرض، والمشغولات اليدوية التي صارت جزءاً مكتمل الأصالة ضمن فعالية معرض (مفروش). "تقول (جماعة عمل الثقافية) في تعريفها لنفسها إنها تهتم بجانب تنظيمها للنشاطات الثقافيَّة المختلفة بتطوير قدرات المبدعين في كافة الحقول عبر ورش العمل والكورسات التقنيّة" وغير بعيد عن ما يمثله المعرض ل(بهرام)، وإن كان بكلمات أقل، تقول راما المهدي، وهي مهندسة ذات حضور دائم في (مفروش)؛ إن (مفروش) "فكرة سمحة شديد". وإنها كقارئة تحب أن تمسك الكتاب في يدها لذا تفضل الكتاب الورقي الذي يتوافر في المعرض، إضافة إلى "لمة الناس والأصحاب". رواد مفروش يطالعون بعض الكتب بالمعرض حظي معرض (مفروش) بتغطية كبيرة منذ انطلاقته من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، إذ شكل مادة لكثير من الصحف والمجلات والقنوات الفضائية، وهو أمر نادر الحدوث لفعالية ثقافية وسط كل الاهتمام المنصب على الحروب والأزمات وتدافعات الساسة في العالم. عضو المكتب الإعلامي لجماعة عمل، مأمون التلب، يقول إن المعرض حظي بتغطية واسعة بسبب مشاركة عدد كبير من الكتاب والمثقفين والفنانين في الفعالية، وإن التغطية استمرت بسبب أن المعرض لفت الانتباه إلى أزمة كتاب تواجه القراء في السودان. ويذهب (مأمون) إلى أن التغطية المميزة التي حظي بها (مفروش) أسهمت كثيراً في استقراره واستمراره حتى يكاد يكمل عامين بعد أشهر قليلة. "يمثل إصدار مجلة (الخيوط) التي تعكف عليها جماعة عمل التحدي الأبرز وربما القطعة الناقصة في بازل الفعل الذي تضطلع به بصبر ومثابرة حتى الآن" يصف رئيس جماعة عمل الثقافية؛ التشكيلي عبد الله محمد الطيب، الجماعة التي تأسست في مارس 2012م بأنها "محاولة لاختراق الشرط القاسي الذي يحيط ويحبط مختلف أوجه العمل والمشاريع الإبداعية"، وهو الشرط الذي يوضحه بأنه "التجاهل واللا مبالاة" رسمياً وشعبياً. حديث (عبد الله) يفسر دأب جماعة عمل وهي تنظم ندواتها وورشها ومعارضها، في واقع يصفه الكثيرون بأنه "مثبط" للعاملين في الحقل الثقافي، لكن يبدو أن ثمة نجاحاً نسبياً تصيبه فعاليات الجماعة المتنوعة، لاسيما (مفروش)، بعد حوالي العامين من انطلاقتها. وهو نجاح قد يدفع إلى مزيد من الدأب على محاولة اختراق الشرط القاسي للمشاريع الإبداعية الذي تحدث عنه رئيس الجماعة، التي تضم في عضويّتها مجموعة من الفنانين والكتّاب والموسيقيين والسينمائيين. http://www.altareeq.info/wp-content/uploads/2014/02/41.jpg جانب من فعاليات مجموعة عمل الثقافية الثلاثاء 4 مارس المقبل. الساعة الخامسة مساء. كثيرون – بالتأكيد- سيكونون قبل هذا التاريخ في انتظار الإعلان البسيط المتسلل إليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والرسائل الهاتفية القصيرة؛ عن: (مفروش.. معرض بيع وتبادل الكتاب المستعمل) . جانب من الكتب المعروضة بمفروش