استمرت المفاوضات بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية شمال بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، لكن لم تحز اي تقدم مع تعهد الوسيط امبيكي بأن تكون المفاوضات مستمرة دون توقف الى حين التوصل الى اتفاق . وتبادل وفدا الحركة الشعبية والحكومة المواقف التفاوضية المكتوبة ، وشرع الوفدان في دراستها . واكد وفد الحركة الشعبية ان المؤتمر الوطني لايحمل اي جديد ، وقال مبارك اردول الناطق الرسمي بإسم وفد الحركة الشعبية للمفاوضات لراديو دبنقا من اديس ابابا ، ان وفد المؤتمر الوطني لايحمل اي جديد وانما يسعي لحلول جزئية للمشكلة ، واضاف مبارك قائلا (المؤتمر الوطني شغل الناس عن استعداده لاجراء عملية تغيير شاملة لكننا اختبرناه وامتحناه في اديس ابابا ) . ومن جهة اخرى قال الناطق باسم اقليم جبال النوبة جاتيقو أموجا دلمان ( النظام ليس لديه ما يقدمه للشعب السوداني بعد ربع قرن من الجبروت والقتل والتشريد والاغتصاب ) ، وأكد أن النظام شن هجمات جوية عنيفة علي مدار يومين شملت أكثر من عشرين موقع في أربعة محافظات هي ( البرام،هيبان، دلامي،أم دورين) أدت الي مقتل عشرة مدنيين من بينهم ثلاثة نساء وطفلين،وأردف" هذه هي حصيلة مفاوضات النظام مع الحركة الشعبية ،مشيراً الي أن البشير يشرف بنفسه علي حملة إبادة شعب النوبة في وقت يتفرج فيه المجتمع الدولي علي معاناة أكثر من مليون مواطن يعيشون أوضاعا انسانية بالغة الصعوبة . ووصف يوسف حسين الناطق الرسمي بإسم الحزب الشيوعي مقترح الحركة الشعبية بتوحيد المنبر التفاوضي بأنه سليم ( ... الطريق السليم (بدل ما ) ينفرد المؤتمر الوطني بحزب الامة والمؤتمر الشعبي وغيره ، فإن توحيد المنبر التفاوضي احسن وافيد واختصار للزمن ليكون بذلك الحوار جماعي في مؤتمر شامل تحضر له وترأسه شخصيات قومية مستقلة ) . واكد ان هذا الطريق هو الذي يقود للحل بصورة سريعة ولبر الامان. ورحب كمال عمر عبدالسلام الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي رحب بشدة بالدعوة المطروحة بتوحيد المنبر التفاوضي ، وقال ان وجود منبر واحد لمناقشة كل قضايا الهامش وكيف يحكم السودان مطلوب لانه سيقود الى الحل الشامل لازمة البلد . ودلل كمال عمر على ذلك بقوله ان الازمة ليست ازمة دارفور او جنوب كردفان والنيل الازرق ، وانما الازمة هي ازمة مركز شمولي استبدادي حلها يتم بصورة شاملة وليست جزئية . وعبر كمال عن اعتقاده ان كل التصورات المطروحة في الساحة السودانية توحدت في التصور الذي وضعته الحركة الشعبية في خطابها بالجلسة الافتتاحية لمفاوضات اديس ابابا يوم الجمعة بالدعوة لمنبر تفاوضي موحد. ومن جانبها وصفت هيئة محامي دارفور الدعوة لمنبر واحد بأنها سليمة وموضوعية وعملية لان ذلك ما سيؤدى للحل الشامل المطلوب لا الحل الجزئي او القطاعي المحبب والمرغوب للمؤتمر الوطني . وقال المحامي محمد عبدالله الدومة رئيس هيئة محامي دارفور ان الخلاص هو في الحل الشامل وهو ما يجب ان تكون عليه المفاوضات ، مشيرا الى ان الحديث عن حلول جزئية لحركات دارفور في الدوحة والحركة الشعبية في المنطقتين لن تجدي . واكد ان الحل الشامل يتطلب ان يكون في منبر دولي تأتي اليه كل الحركات المسلحة لكي تتفاوض في منبر واحد ، ويكون الحل شاملا والا كما يقول الدومة (بكرة توقع الحكومة اتفاق مع جهة مسلحة لتنشا بعدها حركة اخرى مسلحة) ، مشيرا في ذلك لتجرية دارفور المريرة في الحلول بالقطاعي والاتفاقيات الجزئية التي لم تنتج اي سلام. وقال فاروق ابوعيسى رئيس تحالف قوى الاجماع ان خلق منبر تفاوضي بين الجبهة الثورية والحكومة السودانية فقط دون اشراك حقيقي في الطاولة لكل القوى السياسية السودانية سينتهي بمثل ما انتهي اليه اتفاق نيفاشا الثنائي الذي عزل القوى السياسية ، وقاد في نهاية المطاف لانفصال الجنوب . واكد ان المطلوب والصحيح هو ان تطالب الحركة الشعبية بمنبر موحد يجمع كافة القوى السياسة السودانية (الجبهة الثورية وقوى الاجماع وغيرها ) لمناقشة كل قضايا السودان في مؤتمر قومي شامل . وكرر ابوعيسي الدعوة مرة اخرى للحركة الشعبية ووفدها المفاوض للاخذ بهذا المقترح الذي اكد بانه مأخوذ من الوثائق المشتركة بين الجبهة الثورية وقوى الاجماع ، ممثلة في ( وثيقة الفجر الجديد ، وميثاق البديل الديمقراطي ).