شن نواب البرلمان هجوماً عنيفاً على ديوان الزكاة واتهموه بالتقصير في حق الفقراء والمشردين وقالوا إن القائمين على امره يبحثون فقط عن الأضواء. وكان البرلمان ناقش تقريرا مشتركا للجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والطفل ولجنة الأمن والدفاع قدمه رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية محمد احمد الفضل. ووجه الفضل انتقادات لاذعة لبنك السودان بشأن التمويل الأصغر وطالب بارجاع «12» مليار تم تحصيلها لتمويل العملية وقال خلال مداولات النواب بالاثنين حول تقرير اللجنتين بشأن إجابة وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد أمام البرلمان حول قضية الاسبرت التي راح ضحيتها العشرات مؤخراً مافي حاجة اسمها تمويل أصغر لأن الإجراءات «بتكرّه أي زول». وأثار التقرير جدلاً بينه وبين رئيسة الجلسة سامية احمد محمد نائبة رئيس البرلمان التي قالت بأن التمويل لا دخل له بقضية المشردين الا ان الفضل اكد علاقته بالأمر وانتقد في الوقت ذاته ديوان الزكاة وقال الزكاة ما قائمة بدورها والا لما وجدنا فقيراً او مشرداً في السودان، واستعجل وزارة الداخلية مدهم بالنتائج النهائية.وقال عضو البرلمان ابوبكر محمد زين ان الزكاة تبحث عن الأضواء وقال هناك ظروف مليانة توزع لأناس لا يحتاجونها، مشيراً الى معاناة المرضى والمشردين عند حاجتهم للزكاة التي لا يحصلوا عليها بسهولة ودعا العاملين عليها الى البحث عن الأمر الذي جعل وزيرة الرعاية تدافع عن الديوان وتؤكد رعايته لعدد من المنظمات الخيرية وقالت «الديوان ظلم ظلم بين» وأضافت من حق البرلمان المطالبة ببيان عن الزكاة لتوضيح جهوده. ومن جانبه أعلن وزير الداخلية المهندس ابراهيم محمد حامد تحديد الجناة المتورطين في القضية وحصرهم في «4» متهمين تحت المواد «21/26/29/139» من القانون الجنائي والمادة «15» من قانون الصيدلة والسموم وقانون المواصفات.وقال الوزير في رده على النواب إن التحري لا زال جارياً للبحث عن بقية المتورطين وذلك بالتنسيق مع اللجنة التي كونتها وزارة العدل.. مؤكداً بأن نتائج التحقيق النهائية لم تظهر حتى الآن. وكان الفساد في ديوان الزكاة مادة العديد من الكتابات الصحيفة منذ العام الماضي، فقد انتقد عديدون تبرع الديوان بمبلغ خمسين ألف دولار لقناة فضائية لم تر النور بعد سنوات من ذلك التبرع، مع انتهاك ذلك التبرع للمصارف المعروفة والمحددة للزكاة، وانتقدوا إشارة الأمين العام للزكاة لأن الحساب حول التقصير سوف يكون أمام الله يوم القيامة، فكتب الأستاذ فتحي الضو حينها تحت عنوان (الحساب يوم القيامة). وفي ذات السياق نشر الكاتب الساخر أستاذ الفاتح جبرا أمس في زاويته (ساخر سبيل) حوارا جرى مع أمين عام الديوان حول ذات الموضوع. وقال جبرا في المقال إنه أدار ندوة بعنوان (أطفال المايقوما.. من المسئول) وطرح سؤالا في الندوة على عضو (هيئة علماء السودان) الشيخ محمد هاشم الحكيم نصه: أليس توفير إحتياجات هؤلاء الأطفال من صميم مسئولية ديوان الزكاة ؟ وهل من الإسلام فى شئ أن يموت المسلم ولا يجد العلاج بينما ديوان الزكاة يمتلئ بالمليارات؟ (وقد كان رد الأخ عضو هيئة علماء السودان بأن الزكاة تذهب فى مصارفها وأن بند العاملين عليها ينال نصيباً كبير جداً في إطار تغطية نفقات الصرف على المرتبات وهذه مشكلة أولى، أما الثانية فتكمن في تعدد المصارف في الوقت الذي يعتبر فيه القائمون على أمرها أن لهم الاولوية) . ثم أورد طرفا من الحوار الذي نشر مع الأمين العام لديوان الزكاة حول المال الذي سلمه للقناة المزعومة والتي أكد البعض أنها وهمية، بما يفيد تأجيل الحساب حولها حتى يوم القيامة، مؤكدا أن أمين عام ديوان الزكاة يعد التبرع لقيام القنوات الفضائية مصرفاً من مصارف الزكاة، وأنه يمكن لأى (ناس خيرين) أن يجتمعوا به فيستجيب بالتبرع لمشروعهم متى ما إقتنع بأنه مشروع خير فينفرد بقرار التبرع بدون طرح الأمر على مؤسسته، وأنه يعتبر عدم قيام وإنشاء القناة وبالتالى (ضياع أموال المسلمين) ليست مسئوليته بل مسئولية الجهة المتبرع لها، ويرى أن المساءلة حول ذلك التجاوز سوف تكون أمام الله يوم القيامة، وطالب في نهاية المقال أن تعاد الأموال الآن وقبل يوم القيامة. وقد سبق وأكدت (حريات) إن نظام (الإنقاذ) يشكل التعدي الأبلغ على قيم الدين لأنه فتح الباب مشرعا للأكل من تحت أكمام المساجد وما الإعلان عن ست مليارات صيانة جامع الخرطوم الكبير إلا مأكلة جديدة، والمآكل من تحت أكمام الحج فقد كذّبت جهات حكومية عديدة تقرير هيئة الحج والعمرة بأنها أرسلت حجيجا بالمجاني من تلك الهيئات بالأعداد المذكورة، وتكشف المداولات والكتابات حول ديوان الزكاة كذلك المآكل تحت عباءة الزكاة. جانب من اللقاء مع الأمين العام لديوان الزكاة أدناه. نشر الحوار بصحيفة (الحرة) العدد رقم 273 الصادر بتاريخ الأربعاء 10 فبراير 2010م، أجرته الصحيفة مع الأمين العام لديوان الزكاة : س : نود أن نسألك عن المبلغ الذى قمتم بدفعه لقناة (الضحى) الفضائية ؟ ج- أنا تحدثت عن ذلك قبلاً ولكننى أقول مجدداً أنا دعيت لإجتماع مع عدد من الخيرين وذكروا لى أنهم بصدد إنشاء قناة دعوية وأولئك فيهم أناس ممن يشهد لهم بالثقة تماماً وتبرعوا لهذا العمل وطلبوا منا أن نتبرع لهم ، وقلت لهم إننى سأدفع ولكننى أشترطت عليهم عندما تبدأ القناة البث أن تقدم نشاط الزكاة وكل ما يتعلق بها فى السودان ولقد قدمت لهم مبلغ 50 (خمسين ألف دولار) س- لكن يا بروف مر زمن طويل ولم تقم القناة؟ ج- هذه ليست مسئوليتى ولقد كتبت إلى القائمين على أمرها وقلت لهم (عرفوا بأنفسكم أذكروا للناس لماذا لم تقم القناة حتى الآن؟) س- بروف هل إسترددت ما دفعته للديوان؟ ج- لم أسترده ولكنى سألت عنه وأنا عندما دفعت هذا المبلغ إستندت إلى علمى وفقهى وثقتى فى هؤلاء الأخوان وإشتراطى المسبق بمشاركة الديوان فى القناة عندما تبدأ بثها وذلك بنشر أعمال الزكاة فى السودان وكتبت أسأل أكثر من مرة عن سير العمل فيها خاصة بعد نشر (الحرة) المتكرر لهذه المسألة ولقد ذكروا أنهم بصدد العمل وإنهم فى شأن إكمال التمويل مع إحدى شركات الإتصال فى البلاد وأظنهم كتبوا لكم أو لغيركم فى ذلك بعد أن قلتم أنها قناة وهمية ، وأقول لكم الآن ربنا يسألنى عن هذا المبلغ إن لم تقم تلك القناة ويسألهم عنه كذلك يوم القيامة.