أعلن جيمس واني إيغا رئيس برلمان جنوب السودان رسميا قيام"جمهورية جنوب السودان" لتصبح احدث دولة في العالم بعد ستة أشهر من استفتاء على ذلك بموجب اتفاق سلام ابرم عام 2005 وأنهى عقودا من حرب اهلية. وتلى إيغا امام الاحتفال الرسمي بهذا الإعلان بيان الإعلان عن جنوب السودان "دولة مستقلة ذات سيادة" مضيفا أن "ممثلي الشعب المنتخبين ديمقراطيا, واستنادا الى ارداة شعب جنوب السودان, وكما اكدته نتيجة استفتاء تقرير المصير, نعلن جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة". وأكد أن الدولة الجديدة ستكون متعددة الأعراق وتحترم حقوق الإنسان وتلتزم بالاتفاقات الدولية وقواعد القانون الدولي. وقال ايغا ان جنوب السودان سيسعى "كأولوية استراتيجية" للانضمام الى الأممالمتحدة, والاتحاد الافريقي, ومجموعة بلدان شرق افريقيا(إيجاد) وغيرها من المنظمات والمحافل الدولية. وعقب ذلك تم رفع علم الدولة الجديدة وأدى سيلفا كير ميارديت اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية جنوب السودان. ووقع كير الدستور الانتقالي ووعد ب"تعزيز تطور شعب جنوب السودان ورخائه". وجرى الاحتفال عند ضريح الزعيم الجنوبي الراحل جون غارانغ بحضور عدد من قادة العالم بينهم رئيس جمهورية السودان عمر البشير والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقد أكد بان كي مون في كلمته أن الدولة الجديدة ستتمتع بعضوية كاملة في الأممالمتحدة.لكنه أشار إلى أن عملية السلام لم تكتمل بعد فيما يتعلق بقضيتي أبيي وكردفان. وحضر ثلاثون زعيما افريقيا الاحتفال بميلاد الدولة المستقلة الرابعة والخمسين في قارتهم. وكذلك ايضا وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولين باول والمندوبة الأمريكية الدائمة في الأممالمتحدة سوزانا رايس وقائد القيادة الإفريقية في الجيش الأمريكي الجنرال كارتر هام. ويقول ويل روس مراسل بي بي سي في جوبا إنه تم تنحية مشاكل البلاد جانبا للاحتفال بإعلان الاستقلال. وقد اصبح السودان الجنوبي دولة مستقلة رسميا ابتداء من اول دقيقة من التاسع من يوليو/تموز، دولة ولدت نتيجة صراع طويل افضى الى اتفاقية سلام انهت عقودا من الحرب الاهلية ازهقت ارواح نحو مليوني انسان. ونزلت حشود غفيرة الى شوارع في السعهجوبا عاصمة الدولة الجديدة. وهتفت الجموع "نحن احرار". "وداعا ايها الشمال". واضاءت العاب نارية سماء المكان في وقت جاب السائقون شوارع المدينة رافعين اعلام السودان الجنوبي ومطلقين العنان لابواق سياراتهم. وقد توالى اعتراف دول العالم بالدولة الوليدة وكان في مقدمتها مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال أوباما في بيان رسمي "اعلن بفخر ان الولاياتالمتحدة تعترف رسميا بجمهورية جنوب السودان دولة تتمتع بالسيادة ومستقلة". كما أعرب البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا)، عن ترحيبه بميلاد الدولة الجديدة. وأكد اوغلو ضرورة الحفاظ على علاقات سلمية بين الدولتين، وتعزيز الروابط القوية بين الخرطوموجوبا بهدف ترسيخ السلام، ودعم التطور الاقتصادي والاجتماعي في البلدين. كما دعا الدولتين إلى التوصل في أقرب الآجال إلى تسويةٍ تفاوضية للقضايا العالقة في اتفاقية السلام الشامل. وكانت حكومة السودان قد اعلنت الجمعة اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان. ويقول مراسل لبي بي سي إن الحفاظ على استقرار الشمال والجنوب مستقرين بعد انتهاء الاحتفالات يشكل تحديا كبيرا. ويقول محللون إن الأولوية أمام الخرطوم هي التوصل إلى اتفاق يرضيها حول عائدات النفط، حيث أن معظم آبار النفط موجودة في الجنوب. ويتم حاليا اقتسام العائدات بالتسوي. وتحتفظ الخرطوم ببعض النفوذ حيث أن معظم أنابيب النفط تمر عبر الشمال إلى مرفأ بور سودان على البحر الأحمر. كما أن مسألة الجنسية لم تحسم بعد وهي من المسائل الشائكة. وكان البرلمان السوداني قد أصدر مرسوما بسحب الجنسية من جميع الجنوبيين. وحثت المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين الحكومتين المعنيتين على الحيلولة دون بقاء أي شخص بدون جنسية.