أظهرت صور نشرها مشروع القمر الصناعي (سنتنيل) تدمير نحو (150) منزلاً علي الجانب الغربي من مدينة سرف عمرة، وحرق أكثر من (400) قطية، وبعض الخيام، ومعسكرات اللجوء المؤقتة في منطقة خور أبشي بواسطة قوات الجنجويد، بجانب إسقاط (17) قنبلة وسط ست قري في منطقة جبل مرة بواسطة الطيران الحكومي. وقالت نشرة حديثة للمشروع " ان انماط الدمار قادت محللي الصور إلي خلاصة مؤداها ان الإضرار الذي لحق بسرف عمرة كان متعمداً وليس من قبيل الصدفة". وأوردت النشرة، التي أصدرها مشروع القمر الصناعي (سنتنيل)، واطلعت عليها (الطريق) الثلاثاء، "يعاني أهالي دارفور مرة أخري من تنافس مليشيات للسيطرة علي الأراضي، والموارد, فالهجمات في سرف عمرة أدت، وفقا لتقارير اخبارية، إلي مقتل (19) شخصاً، وجرح (60) وتشريد نحو (65,000)، وفقا لمنظمات انسانية دولية. أما الهجمات علي المناطق المحيطة بسرف عمرة فهي تتصاعد في وقت يتنافس فيه بعض القيادات من أجل السيطرة علي ولاية شمال دارفور. ويبدو كذلك ان الجديد في هذه التطورات هو ان الاقتتال الداخلي بين القوات المتنافسة المدعومة من الحكومة صار أكثر كثافة، مع اندلاع الاشتباكات القبلية. فاستراتيجية الخرطوم طويلة الأمد لمكافحة التمرد بناء علي قاعدة "فرق تسد" لا محالة تتضح في أحداث العنف الأخيرة. فالدعم المالي من الحكومة السودانية للمجموعات المسلحة التي تهاجم المدنيين يثبت قبول الحكومة بالسلوك الاجرامي لهذه المليشيات التي تمولها, إذ ان ثقافة الإفلات من العقاب قد شجعت جميع الجهات الفاعلة المسلحة بما فيها الموالون و غير الموالين للحكومة علي تفاقم العنف في الاقليم". وبحسب النشرة، فقد ابلغ شهود عيان مشروع كفاية، " ان الهجمات الاخيرة في سرف عمرة – التي بدأت صبيحة 3 مارس – كانت بفعل مليشيا موالية للزعيم القبلي، موسي هلال ، الذي عاد مؤخرا من الخرطوم بهدف السيطرة علي السلطة في شمال دارفور، وقد ساعدت تحركاته علي تأجيج المخاوف من تجدد العنف. وتقدمت مليشيا هلال، في نهاية فبراير، نحو سرف عمرة، وقامت بتمشيط الطرق، وإبعاد المليشيات الموالية للحكومة نحو اماكن حول جبل عامر في محاولة للسيطرة علي المنطقة. وعند وصول موسي هلال لسرف عمرة حاول مقاتلوه إقالة معتمد عينته الولاية، والذي فر خلال الاشتباكات التي اسفرت عن مقتل العديد من الموالين لهلال". وقالت النشرة، " ان مصادر مشروع كفاية أشارت إلي مقتل عدد من مجموعة هلال والخلاف حول الديات أثارت الاشتباكات القبلية في سرف عمرة وسط الأبالة، والقمر ، والتاما وتضررت عدة أحياء، وأحرقت منازل، وقامت المليشيات بنهب السوق – يوم 7 مارس – ومنعت المواطنين من الوصول الي مصدر المياه الوحيد بالمنطقة، الار الذي أدي الي فرار الآلاف من المدنيين". وأظهرت صور أخري ، قالت النشرة انها التقطت يوم 26 مارس، حرق أكثر (400) قطية، وبعض الخيام، ومعسكرات اللجوء المؤقتة بواسطة قوات الجنجويد المدعومة من الحكومة السودانية في معسكر خور أبشي للنازحين، القريب من قاعدة حفظ السلام . وقالت النشرة، " أسفرت الغارات الجوية للطيران الحكومي، وهجمات الجنجويد، عن تفاقم الظروف المأساوية لنحو (215,000) شخصا، والذين نزحوا حديثا من دارفور منذ مطلع العام الجاري". وكشفت النشرة، عن صور أخري التقطت بواسطة القمر الصناعي أبرزت آثار القصف الجوي بواسطة الطيران الحكومي علي قري بمنطقة جبل مرة. وقالت النشرة، " وفقاً للقانون الدولي يمثل هذا الاستخدام العشوائي الجديد للقصف الجوي في المناطق المكتظة بالسكان في المنطقة نوعا من جرائم الحرب". وبينت الصور، إسقاط ما لا يقل عن (17) قنبلة وسط ست قري، بواسطة الطيران الحكومي، بجانب تدمير وحرق أكثر من (311) قطية، في منطقة شرق جبل مرة بواسطة (قوات الدعم السريع) – المعروفة شعبيا بالجنجويد – وأظهرت الصور أيضا، حرق نحو (95) قطية، في جانب من قرية دولما، التي تبعد نحو 63 كيلومترا جنوب غرب الفاشر، وقالت النشرة، " ان هذه القري احرقت في الفترة ما بين 5 فبراير – 21 مارس من العام الجاري.