هبط سعر صرف الجنيه السوداني أمام الدولار إلى مستوى قياسي جديد في السوق السوداء إلى ثمانية جنيهات وثمانين قرشاً، في حين يصل سعر الصرف الرسمي اليوم إلى 5.68 جنيهات لكل دولار واحد حسب الموقع الإلكتروني للبنك المركزي السوداني. ويقول متعاملون إن المستوردين والمسافرين يواجهون صعوبة في الحصول على العملات الأجنبية بسبب شح المعروض منها، وكان البنك المركزي أعلن في الثاني من الشهر الجاري أنه وفر موارد إضافية من النقد الأجنبي متمثلة في رسوم عبور نفط دولة جنوب السودان، بالإضافة إلى عائدات صادرات الذهب وموارد أخرى. وأوضحت الإدارة العامة للأسواق المالية في البنك المركزي حسب بيان منشور في الموقع الرسمي للبنك أنه سيتم ضخ مبالغ مقدرة للمصارف العاملة لتغطية احتياجات صغار المستوردين وبصورة مستمرة وذلك بغية ضمان استقرار سعر الصرف، كما نفى المركزي السوداني في الثلاثين من الشهر الماضي ما أوردته صحيفة محلية من أن البنك قد سمح للصيارفة بتلبية التزامات المواطنين للعلاج والدراسة بالخارج بسعر صرف غير السعر المعلن. "النقد الدولي سبق أن اعتبر أن الفرق الواسع بين سعر الصرف في السوقين الرسمية والسوداء من مشكلات الاقتصاد السوداني" مشكلة اقتصادية ويعد الفرق الواسع بين سعر الصرف في السوقين الرسمية والسوداء من تجليات الصعوبات التي يواجهها اقتصاد السودان حسب ما ذكره صندوق النقد الدولي في تقييم نشر آخر الشهر الماضي، إذ أشار إلى أن السودان يجابه صعوبات اقتصادية جمة منذ انفصال دولة جنوب السودان في صيف العام 2011، ومنها ضعف النمو الاقتصادي وتفاقم معدل التضخم الناتج عن ارتفاع العجز المالي والحسابات الخارجية للبلاد. وبسبب حجم مديونيته الضخم فإن السودان لا يستطيع الاستفادة من أغلب مصادر التمويل في الأسواق الدولية، كما أنه غير قادر على الحصول على تمويل صندوق النقد الدولي بسبب تراكم متأخرات مساهمته المالية في موازنة المؤسسة المالية الدولية. يشار إلى أن السودان حصل مطلع الشهر الجاري على وديعة من قطر بقيمة مليار دولار، وذكرت وزارة المالية السودانية أن تلك الوديعة ستدعم احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي.