تجري الخرطوم مفاوضات مع بكين بشأن إمكانية إجراء التبادلات التجارية بين البلدين على اساس الجنيه السوداني واليوان الصيني بدلا عن الدولار الأمريكي، حسبما أكد محافظ البنك المركزي السوداني الأربعاء. وياتي الكشف عن هذه المفاوضات عقب انخفاض قيمة الجنيه السوداني بصورة كبيرة أمام الدولار في السوق السوداء منذ انفصال جنوب السودان في يوليو/ تموز الماضي. يذكر أن السودان فقد حوالي ثلاثة أرباع انتاجه النفطي، البالغ 500 ألف برميل يوميا، عقب انفصال دولة جنوب السودان. وتعد الصين مستثمرا رئيسيا في دولتي السودان وجنوب السودان في مجالات مختلفة من بينها التشييد والنفط. وقال محمد خير الزبير محافظ بنك السودان أمام الصحفيين "تقدمنا بطلب رسمي إلى الصين للتعامل معهم بالجنيه السوداني واليوان الصيني، ومن الممكن بعد فترة قصيرة أن نتخلى عن الدولار نهائيا". "عما قريب" وأضاف قائلا "لقد صار الدولار ضعيفا ومتراجعا". وأكد الزبير أن بنك السودان يناقش الأمر مع البنك المركزي الصيني، لكنه لم يكشف عن جدول زمني أو تفاصيل أخرى بشأن الترتيبات المقترحة. وتابع قائلا "نعتقد أن الصين ستصير القوة الاقتصادية الأولى في العالم عما قريب". يذكر أن فقدان الحكومة السودانية لعائدات النفط أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء والواردات الأخرى مما ضاعف معدلات التضخم. ويعاني الاقتصاد السوداني أصلا من عقود من الحرب الأهلية وضعف إدارة الموارد والعقوبات التجارية الأمريكية. ويقول المسؤولون السودانيون إنهم يسعون إلى تطبيق برامج تقشفية وتخفيض الانفاق الحكومي واستغلال الموارد الزراعية والذهب وغيرها لتعويض فقدان عائدات النفط.