لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باتريك نيكولوزو : حاولنا إقناع عبد الواحد لفترة ثلاث سنوات ويمكنكم سؤاله لماذا رفض الانضمام إلى السلام؟
نشر في سودانيات يوم 17 - 07 - 2011

باتريك نيكولوزو : السفير الفرنسي بالخرطوم
روتين العلاقة مع السودان متطور وإيجابي ونقود حوارا ثنائيا منذ 2009م هناك معارضون زاروا فرنسا كثيرا ولن أعطي أسماء!
منعنا النقاب لأسباب أمنية والحجاب منعه من قواعد الطيران المدني حاولنا إقناع عبد الواحد لفترة ثلاث سنوات ويمكنكم سؤاله لماذا رفض الانضمام إلى السلام؟
بملامح فرنسية واضحة، ولغة عربية رصينة، وابتسامة خفيفة ليست مصطنعة، تحدث السفير بالخرطوم باتريك نيكولوزو، بأريحية عن ماضي وحاضر ومستقبل العلاقات السودانية- الفرنسية بعد انفصال جنوب السودان وتكوين دولته المستقلة، فأشار إلى حدوث تطور إيجابي في الشأن السياسي بين البلدين، رافضا قبول الانطباع الذي رسخ لدى الحكومة السودانية حول تبني فرنسا موقفا متشددا تجاهها خاصة في أروقة مجلس الأمن.. أسئلة عن السياسة الفرنسية، الدولة الوليدة، دارفور، الديمقراطية في السودان، التشدد الديني في فرنسا.. كانت حاضرة بقوة خلال الحوار الذي أجرته (الأخبار) مع السفير الفرنسي بمكتبه في الخرطوم.. فإلى ما قاله السفير الذي تنقل في عدد من الدول العربية والأفريقية..
- غطت الصحف الفرنسية حدث انفصال الجنوب باهتمام، وتساءلت عن مستقبل علاقة فرنسا بدولة جنوب السودان.. كيف تنظر لها؟
فرنسا مثلت في احتفالات الجنوب على مستوى وزير الخارجية آلان جوبيير، حيث قدم للرئيس سلفا كير رسالة خطية من الرئيس ساركوزي تضمنت اعتراف فرنسا بجنوب السودان كدولة، والوزير وقع مع وزير التعاون الدولي دينق ألور، تبادل رسائل لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. فرنسا وجنوب السودان ستكون بينهما علاقات دبلوماسية عادية، وسيكون هناك تعاون حسب إمكانياتنا المالية، لكن نحن مستعدون أن نؤيد هذه الدولة الجديدة بما أنها قامت باتفاق سلام مع الحكومة السودانية واعترافها.. جنوب السودان سيكون في إطار العائلة الدولية، ونتمنى أن تكون علاقاتنا حسنة، لكن هذا لا يقلل من نيتنا بأن نقيم علاقات حسنة وتعاونا مستمرا مع السودان لأننا نعتقد أن له إمكانيات كبيرة.. علاقتنا مع السودان ستبقى أمرا مهما، ونتمنى أن لا يقللها انفصال الجنوب.
- قلت إن العلاقة مع السودان لن تضعف، لكن يرى البعض أن العلاقة ستظل روتينية كما هي عليه، في حين ستشهد تطورا مع الجنوب؟
ليست روتينية. أنا سفير منذ عامين ونصف العام وأستطيع أن أقول إنه لا توجد روتينية، هناك دائما مفاجآت وتطورات. صحيح كان هناك توتر بين السودان وفرنسا قبل سنتين أو ثلاث، لكننا الآن أدرنا حوارا سياسيا في أواخر 2009م، وفي يناير الماضي زار وزير الخارجية علي كرتي باريس. الحوار السياسي بين فرنسا والسودان رجع إلى تطور.. في فترة التوتر تلك كان هناك خلافات حول بعض المواضيع السياسية، لكن هذا لم يكن يعني أي تقليل لنيتنا في التعاون، فالتعاون الثقافي والتقني بقي متطورا، والشركات الفرنسية ظلت تعمل. إذن الروتين روتين متطور وإيجابي.
- الأشياء التي كانت توتر علاقة البلدين، والتي كان من بينها المحكمة الجنائية الدولية، هل قلّ اهتمام فرنسا بها؟
الخلافات التي كانت موجودة كانت على نقاط يختلف موقف السودان فيها عنا، الآن نجري حوارا حول مواضيع أخرى، بالنسبة للمشاكل التي كانت موجودة، كان هناك انطباع لدى السودان أثناء توتر علاقاته مع تشاد أن فرنسا تقف وراءها، والآن عادت علاقة حسن الجوار بين تشاد والسودان وتأكد أن فرنسا ليس لديها مانع في حسن علاقات بين البلدين، بل بالعكس، هذا يساعد على استقرار المنطقة، وساعد على إعادة الحوار بين فرنسا والسودان، وكان هناك انطباع خاطئ.
- هل تعتقد أن سياسية السودان الخارجية تتقاطع مع رؤية فرنسا؟
بالعكس، هناك مجالات كثيرة فيها حوار وبيننا تبادل رأي، مثلا في العلاقات الدولية هناك مواضيع كشؤون الطقس والبيئة والطاقة، الموقف السوداني متساوٍ فيها مع الموقف الفرنسي.. هناك عدة مواضيع مشتركون فيها.. أنا اختلف مع من يقولون إن السودان وفرنسا متعاديان في الميدان الدولي.
- عفوا.. سأعود مرة أخرى إلى الجنوب.. ما هو التحدي الأول الذي يواجه الدولة الجديدة برأيك؟
أكبر التحديات أن يبنوا دولة جارة، واقتصادا. هذه كانت منطقة حرب لا توجد فيها بنية تحتية أو تعليم، نسبة الأمية عالية. إذن التحدي الأكبر هو التحدي البشري لبناء دولة جديدة.
- هل يمكن أن تطلعنا على شكل الدعم الذي كانت تقدمه فرنسا إلى السودان، شماله وجنوبه؟
إلى ما قبل أيام، الدعم كنا نقدمه إلى كل السودان.. وكان في العام يساوي خمس ملايين يورو، مليونان في الجنوب وثلاثة في الشمال.. هناك دعم للشؤون الإنسانية في السودان وللإغاثة والصحة واليونيسيف، ودعم مباشر لمنظمات غير حكومية سودانية، وقسط كبير من الدعم يذهب لقوات حفظ السلام الأممية. هناك تعاون مباشر بين فرنسا والسودان على المستوى الفني والثقافي والتعليمي، النشاط الثقافي عن طريق المركز الثقافي في الخرطوم، ومنظمات سودانية تعمل في التبادل الثقافي بين البلدين موجودة في بورتسودان والأبيض وود مدني ونيالا.. وأيضا في دعم اللغة الفرنسية في أكثر من عشرين جامعة، ولدينا مشروع جديد لدعم تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الثانوية، لأنه لاحظنا مع وزارة التعليم وجود مشكلة في المدرسين على المستوى الثانوي، وهناك تعاون جامعي في عدة ميادين خاصة في العلوم والبيطرة وطب الأشعة.. العام الماضي وزعنا 60 منحة دراسية لطلاب سودانيين في الجامعات، وبعض الجامعات بعثت طلابا إلى فرنسا بمنح من الجامعة.. هناك جناح آخر للتعاون الجامعي والعلمي يزيد من الخمسينيات وهو مستمر في مجال الآثار، لدينا بعثة أثرية مستديمة موجودة في إدارة الآثار السودانية تعمل معهم وفي عدة مناطق أثرية، وفي عام 2010م تم افتتاح معرض كبير في متحف اللوفر في فرنسا عن الآثار السودانية، وهذا مجال تاريخي للتعاون الفرنسي- السوداني.. التعاون في عدة مجالات ونحن منفتحون في كل إمكانيات التعاون الممكنة في إطار إمكانياتنا المالية.
- هل نفهم من حديثك أن الدعم الذي كان، سيظل للسودان، وسيفرد دعم جديد لدولة جنوب السودان؟
كما ذكرت، كان هناك قسط يذهب إلى الجنوب خاصة في المجال الإنساني، وكان هناك تعاون مع جامعة جوبا، وهذا سيبقى، سنرى الإمكانيات المتاحة التي يمكن أن نقدمها لكلا البلدين.
- ألا تعتقد سعادة السفير أن السودان يحتاج اليوم إلى دعم فرنسا السياسي أكثر من أي دعم آخر، خاصة أن بعض المسؤولين يرون أن فرنسا تتبنى أكثر المواقف تشددا تجاه السودان وخاصة في مجلس الأمن؟
أنا لا أوافق على هذا الانطباع- أن فرنسا تقود حملة ضد السودان- مجلس الأمن يهتم بالمشاكل السودانية في كثير من الأحيان، وقرارات مجلس الأمن تأتي بالأغلبية ودون "فيتو". إذن قرارات مجلس الأمن ليست قرارات فرنسية إنما قرارات من المجتمع الدولي وبدون اعتراض أي من الأعضاء الدائمين وبموافقة أغلبية مجلس الأمن. إذن لا توجد حملة فرنسية ضد السودان. الذي نحاوله في بعض القرارات أن نساعد عمليات السلام في السودان، والذي يهمنا أن يكون السلام في السودان شاملا. اشتركنا بشكل فعال ونشط بشأن الوساطة التي تمت في الدوحة بالنسبة لحرب دارفور، نتمنى أن يكون هناك سلام في أسرع وقت ممكن، البعثة الدولية ستذهب، أهم شيء أنه حينما تذهب كل البعثات يعني أن السودان رجع إلى السلام، وهذا الذي يهمنا.. بالنسبة لهذا الانطباع، لا بد أن نقول وننبه إلى أن فرنسا والاتحاد الأوروبي ليس لديهما أية عقوبات ضد السودان غير منع بيع الأسلحة. نعتقد أن مشكلة السودان هي الحروب وكثرة الأسلحة، لذا امتنعنا نحن كأوروبيين عن بيع أسلحة في السودان، أما فيما يخص العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية والتعاون والسياسية فهي مفتوحة.
- السؤال جاء لأن الرئيس البشير وصف في إحدى المرات جاك شيراك أنه كان صديقا للسودان، في حين اعتبر ساركوزي متشددا.. فهل تعتقد أن هذه القضية أو هذا الانطباع جاء فقط لتشدد فرنسا في قضية المحكمة الجنائية أم أن هناك أشياء أخرى وترت العلاقة؟
لا يوجد فرق كبير بين الرئيس السابق جاك شيراك والرئيس الحالي ساركوزي في السياسة تجاه السودان، الفرق الكبير بين الرئيسين هو على السياسة الأفريقية الشاملة.. وساركوزي حينما تولى السلطة قال خطابا مهما في كيب تاون بأفريقيا الجنوبية وأصدر قرارات تغير من السياسة الفرنسية في أفريقيا. من القرارات أن اتفاقيات التعاون العسكري بين فرنسا وبعض الدول الأفريقية لم تكن سرية وكانت منشورة في الجرائد الرسمية في فرنسا. إذ نريد أن تكون سياستنا سياسة أكثر وضوحا وأكثر شفافية بالنسبة لاتفاقيات التعاون العسكري، نريد أن نعطي أكبر مسؤولية للأفريقيين أنفسهم في الدفاع والسلام، ونزيد جهدنا لتدريب وتأهيل القوات المسلحة في البلدان الأفريقية. والجانب الثالث نعتقد أن تعاوننا للمساعدة في التطور مهم، لكن الفاعل الأكبر للازدهار في البلدان النامية، هو الاقتصاد والشركات، والجانب الثالث الذي أدخله ساركوزي، أننا نعطي قسطا كبيرا من التمويلات كمساهمة من الحكومة لتمويل الشركات الأفريقية.. هذا اتجاه جديد للتعاون الفرنسي في أفريقيا.
- نعم، ولكن العلاقات بين فرنسا والسودان شهدت تطورا أمنيا ملحوظا خاصة في منتصف التسعينيات، وكان هناك تنسيق بين مخابرات كلا البلدين أهمها في حادثة القبض على الإرهابي كارلوس، إلا أن التعاون قل عن السابق.. هل تعتقد أن السياسية ألقت بظلالها على شكل هذا التعاون؟
السؤال يعطيني انطباعا في حادث معين، وهي حكاية كارلوس.. كارلوس كان موجودا في السودان، وقامت الحكومة بتسليمه إلى فرنسا.. لحسن حظكم لم يعد هناك إرهابي فرنسي موجود في السودان، وهذا أيضا من حسن حظنا.. لكن هذا التعاون أيضا لازال مستمرا، وهناك تعاون لتدريب الشرطة السودانية.
- كيف ترى مدى تطبيق الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان هنا في السودان؟
حالة الحرب في مناطق سودانية كثيرة هي نقطة اهتمام كبير بالنسبة لحقوق الإنسان، وكذلك في موضوع اللاجئين والنازحين.. في حالات الحرب هناك أعمال ضد المدنيين وهذا مرفوض لدينا.. وهذا الموضوع كبير بالنسبة لنا في السودان، في الدستور المؤقت كان يفترض إقامة لجنة وطنية لحقوق الإنسان، إلا أنها لم تقم، ونتمنى أن تقام لجنة من هذا النوع وتعيد النظر حول المؤسسات الدستورية بعد الانفصال ويؤخذ في الاعتبار، كما نتمنى أن تبقى في الدستور القادم.
- نذهب إلى دارفور.. هل طردت فرنسا عبد الواحد؟
يعني... السيد عبد الواحد نور كان في فرنسا قبل ثلاث سنوات، وفي هذه المدة حاولنا أن نقنعه أن يدخل في تفاوض مع الحكومة السودانية، وهذه كانت نيتنا حينما وافقنا أن يبقى في فرنسا، كان يمكن أن نتشاور معه بصورة أسهل ونحاول أن نقنعه، لكن لسوء الحظ فشلنا ورفض أن يذهب إلى الدوحة والآن ذهب إلى بلد آخر وليست لدينا الإمكانية أن نضغط عليه لنواصل جهودنا لإقناعه، هو غادر إلى بلد آخر، وهذا يشير إلى موضوع الشكوك التي من قبل السودان تجاه فرنسا.. لكن رؤيتنا أن عبد الواحد سواء كان في فرنسا أو في بلد آخر، لابد أن يقبل الدخول في التفاوض.. لأنه لا سلام دون تفاوض، والمهم أن يكون هناك سلام في دارفور.
- هل غادر بضغوط أم طردتموه حينما تأكدتم أنه لا يريد السلام؟
بإمكانك أن تسأليه.
- هناك اتهام مباشر بأن اهتمام فرنسا بدارفور يأتي لانعكاسات دارفور على تشاد والتي توليها فرنسا اهتماما خاصا؟
هذا كان انطباع أكثر الناس حينما كانت العلاقة متوترة بين السودان وتشاد. الآن العلاقات بين البلدين رجعت إلى طبيعتها السلمية وحسن الجوار، والمشاكل في دارفور لازالت مستمرة.. بالنسبة لنا لدينا علاقات حسنة مع تشاد وعلاقات تاريخية، لكن هذا لن يمنعنا أن تكون لدينا علاقات حسنة مع السودان.. المهم هو السلام في دارفور التي هي جزء من السودان.. لكن ليس انعكاسا، كون اهتمامنا بالسودان يأتي لاهتمامنا بتشاد.
- السبب الآخر أيضا.. أن الولايات المتحدة اهتمت بالجنوب فاهتمت فرنسا بدارفور حتى تثبت للمجتمع الدولي عدم انقيادها للسياسة الأمريكية ولرعاية مصالحها في المنطقة؟
فرنسا اهتمت بالجنوب أيضا.. أيدنا من البداية اتفاقية السلام الشامل وشاركنا بتأييدها في كل النواحي. اهتمامنا بدارفور أيضا قوي، لكن لا أرى أن الدول الأخرى لا تهتم بدارفور.. كل البلدان تهتم بدارفور وليس فرنسا فقط خاصة حينما نرى الاهتمام الكبير الذي يعطيه الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.. دارفور نقطة اهتمام للمجتمع الدولي ككل.
- إن لم نقل إنه انقياد وتبعية لها.. هل تنسيق فرنسا مع الولايات المتحدة فيما يخص سياستها تجاه السودان أكبر من تنسيقها مع الدول الأوروبية الأخرى؟
أولا فرنسا عضو في الاتحاد الأوروبي، وهناك تنسيق مستمر بين (27) عضوا على مستوى السياسة الخارجية والتعاون والتمويل المشترك.. والتنسيق الفرنسي مع الأوروبيين هو تنسيق وثيق، حتى إن كانت هناك نقاط يختلف فيها اهتمام البعض.. مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأ حديث وثيق وحميم ولن ننسى الدعم الأمريكي في فرنسا في الحربين العالميتين في القرن العشرين، كما أن الأمريكيين لا ينسون الدعم الفرنسي في إقامة الولايات المتحدة الأمريكية واستقلالها في القرن الثالث عشر.. أن نكون حلفاء وأصدقاء لا يمنع أن نختلف معهم، ونقول كأصدقاء نحن لسنا متفقين معكم. تتذكرين أن الأمر كان واضحا أيام الحرب في العراق.. نعم لدينا تشاور مستمر مع الولايات المتحدة، لكننا نقول رأينا بوضوح.
- سعادة السفير.. أكثر من منظمة فرنسية تم طردها من السودان أو دارفور بالتحديد، لقيامها بأدوار مشبوهة حسب وصف الحكومة.. كيف ترى الأمر.. وهل تابعتم مدى صحة الاتهام؟
المنظمات الطوعية غير الحكومية أكثرها لديها نوايا إنسانية بحتة.. صحيح قد يحصل أحيانا أن يقوموا بأعمال بنوايا أخرى، ولدينا مثال المنظمة التي عملت في تشاد وكان الهدف المنشور مساعدة الأطفال الأيتام وكان هدف تجاريا، وهذا طبيعي ويحدث، وتكون هنالك عقوبات، وهذه المنظمة تجري بخصوصها محاكمات في تشاد وفرنسا.. بالنسبة لعمل المنظمات في السودان صحيح أن أغلبها في جنوب السودان ودارفور والشرق لوجود مشاكل جوع وصحة، إلا أننا نقول إن أكثرها له نوايا إنسانية بحتة. نعطي تمويلات لبعضها وهي تأخذ تمويلات من مصادر أخرى.. عندما زرت بعضها في دارفور كانوا يعملون أعمالا إنسانية في مجال التدريس والصحة، وعملهم عمل إيجابي، وحينما طردت بعض المنظمات كانت هناك مشكلة كبيرة للسكان، هذه المنظمات في بعض الأحيان تعمل عملا كبيرا وإنسانيا وتستحق تقديرنا. - في فترة من الفترات اعتقد التسعينيات.. كانت باريس ملاذا لأطياف المعارضة السودانية، إلا أن الزيارات ثم الحوار معهم انقطع ولم يظهر على الأقل إعلاميا خلال السنوات الأخيرة سوى عبد الواحد.. هل هو نتاج سياسة فرنسية أم ماذا؟ أرى أننا نعطي تأشيرات لكل الناس معارضة أو عدم معارضة إلى فرنسا.
- أنا أقصد كحوار مع المعارضة؟
كانت هناك زيارات من أعضاء المعارضة إلى فرنسا عدة مرات في السنة الماضية.. الحوار مستمر، طبعا هذا النوع لا يصدر في الجرائد لأن المعارض لا يأخذ صفة الوزير.. لكنها موجودة ولن نعطي أسماء. - هل تعتقد أن فرنسا والسودان يمكن أن يلجآ في أحيان كثيرة لتطوير علاقتهما السياسية الاقتصادية والثقافية التجارية، إن كانت العلاقات السياسية غير متطورة.. وهل تعتقد أنها يمكن أن تنعكس إيجابا في فترة لاحقة على العلاقات السياسية؟ العلاقات السياسية المتطورة تسهل علاقات اقتصادية واجتماعية، والعلاقات الاجتماعية تسهل علاقات اقتصادية وسياسية، لأنه في الحياة الدولية الصداقات بها تبادل منافع وهذا يعمل في الاتجاهين.. في فترات تحصل فيها توترات، التبادل التجاري مثلا بين السودان وفرنسا قلّ لكن ليس لأسباب سياسية إنما نتيجة للأزمة الدولية.
- قرأنا في الصحف أن السفارة الفرنسية أو القنصلية رفضت أن تعطي تأشيرة لفتاة بسبب الحجاب.. هل هذا تشدد ديني من قبل فرنسا.. وما مدى صحة هذا الحديث؟
يمكن أن تمنع السفارة منح التأشيرة لأي شخص دون أن تفسر السبب، وهذا حق سيادي.. بالنسبة لهذا الموضوع، هناك حاجة لازم نعرف من هو الشخص من خلال صورة الوجه.. لطلب تأشيرة الدخول إلى فرنسا نطلب صورة والصورة يجب أن توضح الوجه كاملا. القاعدة هي قاعدة دولية لمنظمة الطيران المدني، لازم تكون صورة الوجه دون وجود شيء على الرأس باستثناء الالتزامات الدينية، لازم نرى الوجه كله والشعر ليس ضروريا.. (ثم قام السفير بإطلاعي على أمثلة تأشيرات ممنوحة لمحجبات) كانت حادثة الفتاة سوء فهم، نحن طلبنا أن تجري صورة أخرى.. هذه الحادثة محاولة لإظهار فرنسا على أنها تعاني من تشدد ديني.
- ماذا عن النقاب؟
تم منعه لأسباب أمنية، لازم الشرطة أو الناس تعرف من الذي أمامهم، نخاف بأن نسمح بالنقاب، في الشوارع والمكاتب وتكون هناك مشاكل.
- نصيحة أخيرة توجهها للسودان وجنوب السودان؟
جنوب السودان بعد التاسع من يوليو ليس في إطار سلطتي، فلا يمكن أن أتدخل في شؤون زميلي في جوبا.. السودان ككل يجب أن يجد طريقا السلام بين كل المناطق السودانية، والاهتمام أكثر بالتنمية الاجتماعية والازدهار، والسودان بعد الانفصال له إمكانات اقتصادية وبشرية، وأهم شيء تنوع الناس، التنوع الديني والإثني واللغوي، وهذا شيء يمكن الاستفادة منه لقيام بلد مزهر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.