أكد الرئيس السوداني عمر البشير حرص الحكومة على تعزيز خيار الوحدة عبر الاستفتاء القادم لجنوب السودان، وتحقيق السلام الدائم في دارفور قبل نهاية العام الحالي .. ووصف البشير مرحلة الاستفتاء بأنها من أهم المراحل التي تمر بها البلاد بعد ايقاف الحرب وتحقيق السلام .. وأستعرض الرئيس البشير الجهود التي بذلت لتحقيق السلام باعتبار أن الحرب وعدم الاستقرار من الأسباب الأساسية للعديد من المشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية .. واشار الرئيس البشير لما واجهته الحكومة خلال السنوات الماضية من حصار وضغوط خارجية لا يقاف المسيرة السلمية والتنموية. وأضاف أن كل تلك المحاولات لم تحقق أهدافها بل كانت نتائجها ايجابية ادت لمزيد من الإنجازات في مختلف المجالات .. وفي سياق آخر أعلن الرئيس البشير رفض حكومته لوساطه اعلنت الحركة الشعبية المتمردة سابقا في الجنوب انها ستقوم بها بين الحكومة ومتمردي دارفور. واوضح عماد سيد احمد السكرتير الصحافي للرئيس ان البشير اكد أن الحكومة لا تقبل وساطة الحركة الشعبية بينها والحركات المتمردة في دارفور باعتبار أن الحركة الشعبية جزء من الحكومة. وكانت الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب اعلنت ان زعيمها سلفاكير ميارديت الذي يشغل منصب النائب الاول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب سيقود اتصالات مع زعماء الحركات الدارفورية للتوسط بينهم وبين الحكومة بغية الوصول لحل لازمة الصراع الدائر في اقليم دارفور منذ عام 2003. وكان البشير اعلن مؤخرا ان مفاوضات سلام دارفور الجارية في العاصمة القطرية الدوحة ستكون اخر محطة للتفاوض مع المتمردين وحدد لها سقفا بحلول نهاية العام الحالي وبعدها لن يكون امام المتمردين سوي خيارين اما الحوار مع الحكومة داخل البلاد او الحرب. تباطوء في ترسيم الحدود في الاثناء وصف المؤتمر الوطنى حديث بعض قيادات الحركة الشعبية عن عدم ارتباط اكمال ملف ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب باجراء الاستفتاء لاهل الجنوب لتقرير مستقبل البلاد بين الوحدة والانفصال بانه حدبث غير منطقي .. واكد المؤتمر على لسان الدكتور قطبي المهدى امين امانة المنظمات بالحزب فى تصريحات للصحفيين ان موقف الحزب ثابت وواضح حول ضرورة تحديد وترسيم الحدود اولا ومن ثم يتم الاستفتاء .. وتساءل قطبي على ماذا يتم الاستفتاء واذا كان الجنوب غير معروف حدوده واضاف ينبغى ان نحدد اولا ماهو الجنوب الذى نريد له ان يتوحد او ينفصل واذا لم يتم هذا فلن يكون هناك استفتاء ، واشار الى ان الحركة الشعبية هى من يتباطأ فى التنفيذ لانها لم تحدد ممثليها فى مفوضية الحدود وقال نحن الان نصر على ان يتم الامر باسرع فرصة ممكنة .. ونفى د. قطبي المهدي تسبب الحزب فى اى تاخير او تباطؤ فى تنفيذ اتفاق السلام الشامل وقال اننا بالنسبة لابيي نعمل على ان تتم الخطوات بصورة تستوعب هموم مواطن المنطقة وضمان عدم وقوع احداث غير مرغوب فيها . من جهته قال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع امس ان موقف امريكا الداعم للمحكمة الجنائية الدولية ضد السودان يتعارض مع الحديث عن اي عمل امريكي ايجابي تجاه السودان و يقلل من جدواه. وشدد نافع في تصريحات صحفية عقب لقائه المبعوث الامريكي الخاص للسودان سكوت جرايشن على ان موقف امريكا تجاه السودان فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية تنقصه المصداقية. وقال "امريكا استثنت نفسها من الجنائية لكي تحمي عساكرها الذين يقتلون الابرياء في انحاء مختلفة من العالم وتحرم الاخرين من قيامهم بواجبهم في حفظ الامن والسيادة في السودان". واعتبر نافع تصريحات الناطق باسم الخارجية الامريكية التي دعا فيها الحكومة السودانية الى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بتسليم الرئيس البشير بانها تعبير عن عدم المبدئية في المواقف. وقال نافع "ابلغنا المبعوث جرايشن بضرورة دعم امريكا والمجتمع الدولي لجهود القوى السودانية بالداخل من اجل قيام استفتاء حر ونزيه لتقرير مصير الجنوب دون تدخل من الاخرين ودون ممارسة الارهاب اوالاغراء في حق المواطنين الجنوبيين لتغيير رغباتهم". واضاف "انا اثق تماما لو كانت هناك حرية حقيقية للمواطن الجنوبي في ان يدلي برايه حول الوحدة والانفصال دون تاثير او ضغوط او ارهاب فان النتيجة ستكون لصالح الوحدة". في غضون ذلك أجرى جرايشن محادثات في الخرطوم تركزت على الوضع في إقليم دارفور، والترتيبات الخاصة بالاستفتاء لتقرير مصير الجنوب. وعقب الاجتماع مع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، انتقد د. غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني ومسئول ملف دارفور، موقف واشنطن من قرار المحكمة الجنائية الدولية بإضافة تهمة الإبادة الجماعية للبشير.. وقال صلاح الدين في تصريحات صحفية إن ما بدر من تصريحات من بعض المسئولين في الإدارة الأمريكية بدعوة الحكومة السودانية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية أمر مرفوض وغير مقبول من جانبنا.. ووصف د. غازي الموقف الأمريكي بهذا الشأن بأنه غير مقبول ولا مفهوم ، وقال إن الولاياتالمتحدة تسعى لاستغلال هذه القضية ضد السودان. وأوضح مستشار الرئيس السوداني أنه تم إثارة هذه القضية مع المبعوث الأمريكي وأن الخرطوم طلبت من الإدارة الأمريكية إبداء رأي واضح حول مواقفها تجاه السودان، وقال إن واشنطن ترفض ميثاق المحكمة وتريد من السودان التعامل معها وهذا نعتبره استغلالا للمواقف. وكانت الخارجية الأمريكية طلبت من السودان التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن تسليم الرئيس السوداني الذي أصدرت المحكمة مذكرة ثانية بتوقيفه. من جهته التقى الممثل المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي بدارفور د. إبراهيم جمباري امس في الخرطوم، المبعوث الأمريكي للسلام في السودان سكوت جرايشن الذي يزور السودان حالياً.. وبحث الجانبان، القضايا المتعلقة بالنواحي الأمينة والسياسية في دارفور.. وأوضح جمباري في تصريح صحفي عقب اللقاء، أنه بحث مع المبعوث الأمريكي المسائل التي تقود إلى إعادة التأهيل والتنمية في دارفور. يذكر ان المبعوث جرايشن وصل الخرطوم امس الاول في زيارة تستغرق عدة ايام شارك خلالها في اجتماع دولي للتشاور حول القضايا السودانية كما اجري امس سلسلة لقاءات مع المسئوليين السودانيين ورئيس بعثة حفظ السلام في دارفور. وتركزت مباحثات المبعوث الامريكي حول ملف دارفور وتنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب والترتيبات المتعلقة باجراء الاستفتاء على تقرير المصير لسكان جنوب السودان المزمع اجراؤه في يناير المقبل. الرسالة