المريخ يتعاقد مع السنغالي مباي وبعثته تصل تنزانيا    هذه الحرب يجب أن تنتهي لمصلحة الشعب السوداني ولصالح مؤسساته وبناء دولته    مليشيا الدعم السريع تستدعي جنودها المشاركين ضمن قوات عاصفة الحزم لفك الحصار عن منطقة الزرق    البرهان يهنئ الشعب السوداني والأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى    إيطالية محتجزة في المجر تعود إلى بلادها بعد فوزها بمقعد في البرلمان الأوروبي – صورة    الخراف السودانية تغزو أسواق القاهرة    كان في وداعها نائب الرئيس للشؤون الرياضية..البعثة الحمراء تغادر الي دار السلام برئاسة كابو    شاهد بالفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع عمر جبريل ينعي القائد علي يعقوب ويؤكد: (لم يتزوج وعندما نصحناه بالزواج قال لنا أريد أن أتزوج من الحور العين فقط وهو ما تحقق له)    شاهد بالفيديو.. الفنان عمر إحساس يغني للممرضات وهو طريح الفراش بإحدى المستشفيات بالولايات المتحدة    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابط القوات المشتركة الذي قام بقتل قائد الدعم السريع بدارفور يروي التفاصيل كاملة: (لا أملك عربية ولا كارو وهو راكب سيارة مصفحة ورغم ذلك تمكنت من قتله بهذه الطريقة)    كيف ستنقلب موازين العالم بسبب غزة وأوكرانيا؟    مدرب تشيلسي الأسبق يقترب من العودة للبريميرليج    ترامب: لست عنصرياً.. ولدي الكثير من "الأصدقاء السود"    مسجد الصخرات .. على صعيد عرفات عنده نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم"    «السوشيودراما» و«رفَعت عيني للسَّمَا»    مواصلة لبرامجها للإهتمام بالصغار والإكاديميات..بحضور وزير الشباب والرياضة سنار افتتاح اكاديميتي ود هاشم سنار والزهرة مايرنو    حلمًا يدفع منة شلبي للتصدق على روح نور الشريف.. ما القصة؟    بالأرقام والتفاصيل.. بعد ارتفاع سعر الجنيه المصري مقابل السوداني تعرف على سعر "خروف" الأضحية السوداني في مصر وإقبال كبير من المواطنين السودانيين بالقاهرة على شرائه    بالفيديو.. تعرف على أسعار الأضحية في مدينة بورتسودان ومتابعون: (أسعار في حدود المعقول مقارنة بالأرقام الفلكية التي نسمع عنها على السوشيال ميديا)    رئيس وأعضاء مجلس السيادة يهنئون المنتخب القومي لكرة القدم    بالصورة.. المريخ يواصل تدعيم صفوفه بالصفقات الأجنبية ويتعاقد مع الظهير الأيسر العاجي    صالون لتدليك البقر في إندونيسيا قبل تقديمها أضحية في العيد    غوغل تختبر ميزات جديدة لمكافحة سرقة الهواتف    بعرض خيالي .. الاتحاد يسعى للظفر بخدمات " محمد صلاح "    "أشعر ببعض الخوف".. ميسي يكشف آخر فريق سيلعب لصالحه قبل اعتزاله    امرأة تطلب 100 ألف درهم تعويضاً عن رسالة «واتس أب»    القصور بعد الثكنات.. هل يستطيع انقلابيو الساحل الأفريقي الاحتفاظ بالسلطة؟    "فخور به".. أول تعليق لبايدن بعد إدانة نجله رسميا ..!    الهروب من الموت إلى الموت    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    اللعب مع الكبار آخر قفزات الجنرال في الظلام    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسنين: الميرغني والمهدي يريدان أن يورثا أولادهما .. وهم نكرات، الميرغني خرج عن الخط النضالي
نشر في سودانيات يوم 24 - 01 - 2012


القيادي الاتحادي السوداني البارز علي حسنين
الثورة في السودان لن تأتي بالإسلاميين إلى الحكم بل ستحاكمهم وتحاسبهم وتعزلهم
الاحتجاجات في مدن السودان " بروفات تسخين " للثورة
لثورة في السودان لن تأتي بالإسلاميين إلى الحكم بل ستحاكمهم وتحاسبهم وتعزلهم
الاحتجاجات في مدن السودان " بروفات تسخين " للثورة وتحاسبهم وتعزلهم
ماهي قيمة عبدالرحمن السياسية أساساً حتى يكون مساعداً لرئيس الجمهورية
الجبهة العريضة اصطفاف من كافة الكيانات السياسية الرافضة للنظام
الثورة وشيكة وعندما نخرج لن نرجع إلا وقد انتصرنا.. متحسبون للعنف ولن نضع أبناءنا ضحية للعنف أمام نظام مجرم.
حاوره - طارق الشيخ :
يزور دولة قطر هذه الأيام السيد علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية السودانية العريضة ضيفًا على قناة الجزيرة. وعلي لمن لايعرفه جيدًا يعد أحد الوجوه البارزة في الحياة السياسية السودانية على مر عقود.عرف عنه مواقفه الثابتة والرافضة للنظم العسكرية التي مرت على السودان منذ أيام عبود فالنميري الى عمر البشير.
وقد شغل الى وقت غير بعيد منصب نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني ، ثم طالته يد السلطة الباطشة ووجهت إليه كما هو معتاد عند منعطفات تاريخية معينة تهمة ثقيلة وهي التآمر لقلب نظام الحكم .واجه هذه التهمة مع السياسي البارز مبارك الفاضل أحد قياديي حزب الأمة سجنًا ثم أفرج عنهما ، وكما كان الاعتقال والاتهام مثيرًا للاهتمام كذلك كانت السهولة التي صرف بها عنهما هذا الاتهام .
وبقي مبارك داخل السودان غير أن عليًا واجه مصيرًا مختلفًا فقد ضيقت عليه الأجهزة المسلطة فرص البقاء فآثر أن يختار مصيرًا سبقه إليه كثير وكثير جدًا من السودانيين. فرؤيته الواضحة تجاه الوضع السياسي جعلت أمر بقائه في السودان أمرًا عصيًا واختار في عمر تجاوز السبعين عامًا أن يخرج برايته المعارضة الى فضاء المنافي . وأسس مع آخرين تنظيم الجبهة الوطنية السودانية العريضة التي يعلنها واضحة فاقعة أن لامجال سوى لإزالة نظام الحكم في الخرطوم .وقد كان لالراية هذا اللقاء الصريح والمفتوح والمثير مع السيد علي حسنين .
لنبدأ من آخر تطور في الحياة السياسية بتعيين ابن محمد عثمان الميرغني مستشارًا للرئيس عمر البشير ومشاركة الاتحادي الديمقراطي في الحكومة ؟.
- الاتحادي لم يشارك في هذه الحكومة ، صحيح هناك مشاركة من البعض ولكن هذا خارج إطار الحزب وليس باسم الحزب .فالحزب تحكمه مقررات مؤتمر المرجعيات لعام 2004 والذي عقد في مايو بالقناطر الخيرية في مصر . فالمادة 3 من هذا الدستور تلزم كل عضوية الحزب برفض النظم الشمولية عسكرية كانت أم مدنية ، وتلزم الحزب وعضويته بالنضال ضد هذه النظم بصلابة وتصميم .ومن الدستور تنبثق الشرعية وهي ملزمة للجميع. ويجب أن يقاتل أعضاء الحزب بإيجابية لإسقاط هذا النظام ، والسلبية مرفوضة.. وإذا تعدى الأمر السلبية الى الحوار فهذه جريمة كبرى ، وإذا تعداها الى المشاركة في الحكم فهذه خيانة كبرى . والإرث التاريخي للحزب يقول بذلك .
لكن ماهو الخطأ في خطوة الميرغني ؟ .
- لقد خرج الميرغني عن الخط النضالي الصحيح للحركة الاتحادية التي ترفض مبدئيًا التعامل مع النظم الشمولية . وتاريخ الحركة الاتحادية وزعيمها إسماعيل الأزهري قاتل النظم الشمولية منذ الاستعمار ونظام عبود ونظام النميري واعتقل ومات بسجنه في نظام مايو للنميري . كل عضو في هذا الحزب ليس أمامه سوى خيار واحد وهو القتال والنضال المتصل ضد أي نظام شمولي .
التقيت بالميرغني رئيس الحزب الاتحادي في القاهرة قبيل شهر رمضان الماضي وقلت له إنني أسعى لإسقاط هذا النظام تمشيًا مع مبادئ الحزب وتحت راية الجبهة الوطنية العريضة التي أترأسها .وسألته عن موقفه وقال إنه لن يشارك في هذه الحكومة مطلقًا . قلت له مهما كانت الإغراءات ؟ فقال نعم . ومهما كانت العروض أجاب بنعم . وأكد موقفه بوضوح ، وكان هذا في حضور عدد من قيادات الحزب في القاهرة . وهو التزم بما هو مفروض أصلاً الالتزام به .
لكن قد تكون هناك مبررات ؟ .
- ليست هنالك أي مبررات إلا أن تكون مبررات شخصية يعرفها هو وحده . نحن ملتزمون بالدستور وأجندة قضايا الحركة الاتحادية وفوق هذا وذاك رغبة القاعدة الاتحادية التي ترفض جميعها هذه المشاركة بل هي منخرطة في هذه الجبهة الوطنية العريضة وتعد العدة للانتفاضة الكبرى لمواجهة هذا النظام .والسيد محمد عثمان يعرف هذه الحقيقة . وعندما كان يجتمع بجنينة الميرغني كانت جماهير الاتحاديين تحاصر المكان وتهتف وبوضوح بعدم مجرد التفكير بالمشاركة في هذا النظام .كذلك في هذه المشاركة خروج عن الموقف الديمقراطي للاتحاديين وليس هناك ما يجعل الميرغني أو غيره يقبلون بالمشاركة في هذا النظام .
لم يكن الميرغني وحده فابن الصادق المهدي أيضًا شارك ؟.
- سوف أتحدث عن حزب بمعزل عن هذا . فليس هناك مؤسسة داخل الحزب الاتحادي اتخذت قرارًا بالمشاركة . وهو استند في المشاركة إلى الهيئة القيادية ،وليس هناك في تاريخ الحزب شيء اسمه الهيئة القيادية .هذه مجموعة من الناس الذين عينهم الميرغني ليكونوا مستشارين له وبالتالي فهي ليست مؤسسة للحزب الاتحادي.
لماذا أحجمت قيادات أخرى في الحزب عن إبداء مثل هذا الرأي الواضح الذي تقول به ؟ .
- هذا يسألون عنه هم . لكن مسؤوليتي كنائب لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وحاربت كل النظم الشمولية وقضيت أحد عشر عامًا من عمري في معتقلات هذه النظم الشمولية موقفي ثابت وواضح والتزام يجعلني أقول رأيًا بوضوح . لسنا حيران - اتباع - لأحد . نحن قيادات شامخة في الحزب بالنسبة للرئيس أو غيره .أكرر وبكل الوضوح أن الحزب لم يشارك في هذه الحكومة مطلقًا .هناك أناس كانوا في الحزب أو محسوبين عليه دخلوا في الحكومة .
كيف ترى مبررات القيادتين الميرغني أو الصادق المهدي في هذه الحكومة عن طريق الأبناء ألا يشكل ذلك ظاهرة جديدة في الحياة السياسية في السودان ؟ .
- هذه ظاهرة تعكس التخلف السياسي .إنهم يسيرون عكس التاريخ .كلُ يريد أن يصعد ابنه لتهيئته لمواقع في داخل كياناتهم السياسية.وهذا دليل على أنهما يسيران ضد التطور الطبيعي للحركة السياسية السودانية.يريدون أن يورثوا أولادهم ..وأولادهم نكرات بالنسبة للقيادات السياسية السودانية .يريدون أن يصعدوا أولادهم الى مراكز حتى لو كان هذا على أشلاء الحركة النضالية والقيم الوطنية في السودان .يريدون أن يخرجوا من عالم الضباب والعدم ليعرفهم المجتمع السوداني لعل وعسى هؤلاء الناس يحتلون مواقع متقدمة في أحزابهم في يوم ما.
لكن حزب الأمة قال إن مشاركة عبدالرحمن الصادق المهدي شخصية ولاعلاقة للحزب بها ؟.
- لا أستطيع أن أفهم أنه عضو في حزب الأمة وعبدالرحمن لايزال عضوًا في الحزب وكيان الأنصار يشارك في الحكومة. ولايهمني مايقال .. عبدالرحمن عضو في حزب الأمة وشارك وبعلم وموافقة والده كما قال والده بنفسه. فإذا كان الوالد قد علم بهذه المشاركة ولم يعترض عليها بل وصف ابنه بأنه الفارس وسيقوم بملفات الجنوب وحلها .. لايمكن أن يكون الصادق المهدي بمعزل عن هذه المشاركة . ولو خرج ابن الصادق عن خط حزبه فكان الوضع الطبيعي أن يفصل من الحزب .ولم يفصل من الحزب ولايزال عضوًا في حزب الأمة حتى هذه اللحظة . ودعك عن الكلمات والمصطلحات فعبدالرحمن ما كان ليصل الى هذا لولا أنه ابن الصادق المهدي .وماهي قيمة عبدالرحمن السياسية أساسًا حتى يكون مساعدًا لرئيس الجمهورية ،وإن كنت أرى أن رئيس الجمهورية نفسه ليس له من مؤهلات. وأنا هنا لا أتحدث عنه كمستشار للبشير كرئيس للجمهورية لكن على افتراض عام في ظل وضع طبيعي. لكن كما يقال " إتلم المتعوس على خائب الرجا " .
- إذن لماذا لاتعلنون موقفكم بصراحة وتعلنون أن الميرغني قد أخطأ ؟ .
- هذا ليس بخطأ .. الخطأ يمكن مراجعته .. لكن أنا قلت أنه خروج على الحزب وعلى الإرث النضالي للحزب ، وعلى رغبة قواعد الحزب . فهذا أكبر من الخطأ .
هل أضر ذلك بالحركة المعارضة في السودان ؟ .
- لا.. لم يضر بها لأنها تعمل وتسير. ومجموعة صغيرة شاركت وتجمدت عضويتها في الحزب الاتحادي ولم تعد تمثله .والحركة الاتحادية اليوم في اقوى حالاتها وتوحدت كما لم يحدث في تاريخها من قبل وبجميع فصائلها. واقول بصراحة إن الحركة الختمية تقود المعركة الرافضة للمشاركة في النظام داخل الحزب .هناك بعض الختمية يدينون بالولاء لشيخ الختمية ، وهذا حقهم . وأنا لا أتحدث عن الشيخ محمد عثمان الميرغني بل أتحدث عن الاتحادي الديمقراطي المؤسسة السياسية.
تقول إن المعارضة في أحسن حالاتها .. ودكتور نافع مستشار الرئيس يتحدث عما بات يعرف " بلحس الكوع " ؟
- هكذا كل دكتاتور ونظام شمولي يقول مثل هذه الكلمات وكأنهم قد تخرجوا من مدرسة واحدة .سمعت هذا من معمر القذافي ومن حسني مبارك ، وزين العابدين بن علي ،وعلي عبدالله صالح وسمعته من الأسد .إنها لغة واحدة مكررة . نحن عندما رأينا هيمنة قيادات تقليدية وليست ذات فكر ثوري بالضرورة قررنا إنشاء الجبهة الوطنية العريضة. وهي ليست واجهة للحزب الاتحادي أو لأي حزب آخر . هي اصطفاف من كافة الكيانات السياسية وحتى من ليس لديهم انتماء سياسي والمستقلين والحركات السياسية الرافضة للنظام كلها في داخل هذه الجبهة العريضة. وليس بالضرورة أن يتخلى العضو عن انتمائه الحزبي، يحتفظ به داخل هذه الجبهة العريضة . ولا أرى تعارضًا في هذا الأمر .أردنا أن ننفذ الى الشارع وأن يأخذ المواطن العادي القضية بيده .وهذا نهج جديد وتنظيم محكم لا تسيره العفوية. ونحن نتجه بصورة واضحة وسريعة نحو الانتفاضة الشاملة والعارمة.
الحكومة تشكك في قدراتكم على الفعل ؟.
- الحكومة تشكك كما شاءت ونحن لن نخرج بأمر الحكومة .. ولا بإذنها. سنخرج في توقيتنا وعلى طريقتنا.. ولن يكون هذا بعيد ولن يستغرق وقتا طويلا حتى تندلع الانتفاضة .فهناك مؤشرات كثيرة على ذلك فهناك تظاهرات في العديد من مدن السودان وفي كل أحياء العاصمة الخرطوم وفي الجامعات . هذه كلها عبارة عن " بروفات تسخين " لعمل الانتفاضة . في يوم ما وفي وقت ما وقريبا جدا سوف تتلاحم كل طلائع الأمة السودانية في ثورة لن ترجع .. وعندما نخرج لن نرجع إلا وقد انتصرنا .
بالنظر إلى الثورات الشبابية في العالم العربي ..فانتفاضة أبريل 1985 في السودان كانت الحركة النقابية متقدمة على القوى السياسية واليوم الشباب في الجامعات السودانية وغيرها هو من يتقدم الصفوف هل تتوقع أن تكون الثورة السودانية التي أشرتم إليها شبابية الطابع وأين موقع القوى السياسية منها ؟
- القوى السياسية التقليدية في كل البلاد العربية لم تكن هي المبادرة في صناعة الانتفاضة. في تونس جاءت متأخرة وكذلك في مصر واليمن .الجبهة العريضة تتولى التنسيق بين كل هذه القوى الشبابية في السودان .ونسير على نفس خطى البلدان العربية . لكن الفرق هو أن في دول الربيع العربي سقط رأس النظام ولم يسقط النظام . في تونس سقط النظام بعد صراع . وفي مصر لم يسقط النظام حتى الآن . نحن في الجبهة العريضة نرى إعادة هيكلة الدولة السودانية وأن تكون دولة مدنية فيدرالية الحقوق والواجبات على أساس المواطنة ، وألايستغل الدين أو العرق في السياسة ، وأن يكون مصدر التشريع هو الإرادة الحرة للمواطنين عبر الانتخابات الحرة . وأن يقسم السودان الى ستة أقاليم يربط بينها نظام فيدرالي وهي دارفور وكردفان والإقليم الأوسط والشمالية وشرق السودان والعاصمة القومية الخرطوم .
وضعتم سيناريو للثورة .. وهناك من يعتقد بمواجهة عنيفة من قبل الحكم ؟ .
- نحن متحسبون للعنف ولن نضع أبناءنا ضحية للعنف في الشوارع أمام نظام مجرم .لكننا نعتقد أن النظام اليوم في أضعف حالاته وليس له غير كذبه وإعلامه ولسانه ، وحتى داخل الحزب نفسه اليوم تململ . والنظام معزول دوليًا وقائم على اللصوصية والسرقة والنهب .
تململ قواعد المؤتمر الوطني ألا ترى أنها محاولة جديدة للالتفاف على التحرك والتململ الواسع في الشارع السوداني ؟.
- نعم إنهم يحاولون تصحيح وضع النظام وإزالة بعض الشخصيات والقيادات حتى يستمروا في الحكم .لكن المصيبة التي حدثت عام 1989 ( أي انقلاب البشير ) لن نسمح لها أن تستمر ولن نسمح لها أن تتكرر .وسوف نعمل على محاسبة كل من شارك في هذا النظام أمام محاكم تنطلق في كل مدن السودان المختلفة .ولن يكون التغيير هذه المرة كما حدث في اكتوبر 1964 أو في ابريل 1985 ولابد من القصاص .ولن نقتص من منطلق الانتقام أو الثأر فنحن نريد العدالة دونما انتقام ويحاسب كل بجريرته . وما أضعف الحركة السياسية في السودان أنه وكلما قامت ثورة شعبية تنجح في إزالة النظام فوقيا وتبقي على النظام كما هو .فكثير من الذين شاركوا في النظم الشمولية واغتنوا منها عادوا من خلال الأحزاب ويعودون للحكم مرة أخرى . وهذا ما لن نسمح بتكراره هذه المرة . نريدها ثورة نهائية حاسمة تقضي على الدائرة الجهنمية في الحكم بالسودان - ديمقراطية ثم دكتاتورية .
أذكر أنك في مرة تحدثت عن ظواهر للردة في السودان وهذا ما أكد عليه الصادق المهدي مرة هل لديك أسانيد على ذلك ؟ .
- الآن الدعوة لرفض الدولة الدينية أصبح لدى البعض رفض للدين نفسه .نحن في السودان لسنا ضد الدين ودستور السودان عام 1956 أو 1964 ليس فيه كلام عن الإسلام أو مصادر تشريع للإسلام وحده والناس كانوا مسلمين ولم يكونوا ضد الإسلام . الآن هؤلاء الناس وضعوا الاسلام في مواجهة مع الشعب السوداني ، ومواجهة مع قضية الحريات والعدالة ، ووضعوه مع أساليب الفساد لذا كثير من الناس الان أصبحوا لايريدون ان يسمعوا شيئا عن الدين .هذه الردة التي اتحدث عنها . ولذلك فتعبير العلمانية أصبح يتردد كثيرا في السودان وبطريقة واضحة حتى ودون ان يعرف كثير من الناس معنى ماهي العلمانية . والعلمانية لها حيثيات تاريخية لاتنطبق على السودان . وأنا لا أؤمن بالعلمانية ولكن اؤمن بالدولة المدنية ، وهناك فرق كبير بينهما . الآن يتردد هذا التعبير عن العلمانية لدى كثير من المثقفين وحتى المناضلين في الحركات المقاومة للنظام . نحن في الجبهة العريضة وصلنا الى أننا لسنا مع العلمانية لكننا مع عدم استغلال الدين والعرق في السياسة .لأن العرق أصبح مهددا للسودان مثل استغلال الدين . فهناك حركات معارضة قائمة على اساس استغلال العرق . بل النظام نفسه يستغل العرق كوسيلة من وسائل التفرقة بين الناس . لذلك رأينا عدم استغلال الدين او العرق في السياسة .
الفساد يعتبر الدافع الرئيسي وراء حركة الشباب المناهضة للحكم كيف هو مستوى الفساد من منظورك ؟ .
- الفساد في السودان أصبح ممنهجا ومؤسسة وليس سقوطا فرديا . في مصر الفساد كان في الطبقة الحاكمة ، وفي تونس كان زين العابدين بن علي وزوجته وبعض المقربين اليه ، في السودان الآن اصبح الفساد منتشرا في قطاع واسع بدءا من رئيس الجمهورية " وهو شيخ الفاسدين " الى المتعاملين مع النظام . أصبح اكثر من حالة فردية . ونعد لمحاسبة المشاركين في الفساد السياسي والاقتصادي والاعلامي وبطريقة علمية واضحة وفصلنا ذلك .
فعندما يملك رئيس الجمهورية وإخوته يملكون مايعرف بحوش ود بانقا في الخرطوم وعمارات وقصورا تبنى ، ونحن نعلم من أي بيئة جاؤوا وماذا كان لديهم قبل هذا الانقلاب . اليوم يملك الحكام ومن حولهم القصور والعمارات لهم ولأبنائهم وزوجاتهم. أصبح إخوة الرئيس يديرون دولاب الاقتصاد بالدولة وهم لاعلاقة لهم بالمال ولا مجالاته.
الرئيس رد على مثل اتهاماتك بطلبه الدليل ؟.
- دليل في ظل وجود النظام لايمكن .. الدليل يمكن تقديمه فقط عندما يسقط النظام وتعقد المحاكمات العادلة . الحاجة الى دليل هي عنوان لرئيس يكذب ونظام يكذب .هناك مؤسسات لاتخضع للمراجع العام وهو جهة رسمية حكومية . هناك مؤسسة السدود مثلا صدر قرار جمهوري رئاسي يعفيها من المساءلة والمراجعة . هذا قرار يدمغ الرئاسة بالفساد وقد تلوت نص هذا القرار في ندوة داخل حزب الأمة على الأمة السودانية كلها .البينات واضحة لكن المشكلة في الحاجة الى الجهة التي تنفذ والمحاكم التي تحكم والجهة التي تطبق العدل . وهذا لن يتم من خلال هذا النظام . هذا يتم في ظل النظام البديل .
نخلص من حديثك الى أن السودان دولة فاشلة أم فاسدة ؟
- الاثنتان معا . السودان الرابع في الفساد عالميا من اسفل القائمة والثالث في الفشل عالميا سابقا والرابع عالميا من حيث جودة الحياة .هذه موجودة في احصائيات عالمية من مؤسسات مثل الشفافية الدولية وصندوق النقد الدولي وغيرها . فاذا كان السودان في هذه القوائم العالمية في المؤخرة فماذا بقي لنا . وفي النهاية التقدم ينعكس في هذه الأشياء الثلاثة . نعرف أن عدد من هاجر خارج السودان في ظل هذا النظام يصل الى 8 ملايين شخص . أي ربع السودان ترك البلاد الى المهاجر .
في إطار الخلاصات الربيع العربي أنجب حكومات بغالبية إسلامية .. السودان الدولة الحضارية التي ترفع الإسلام شعارًا ماذا ستنجب لنا ؟ .
- هناك خلط بين أمرين في دول الربيع العربي فقد ثار الشعب من اجل الديمقراطية ولم يثر من أجل الاسلاميين . الاختيار الشعبي في تونس ومصر وفي ليبيا كما يتوقع ان يحدث هو شأن محلي . وبروز التنظيمات الاسلامية على ضوء الربيع لايعني أن الناس قد ثارت من أجل أن تتقدم هذه الأحزاب على المسرح السياسي . في السودان الصورة مختلفة ، في ليبيا وقع انقلاب عسكري قبل 42 سنة ، وعندما نظم القذافي انقلابه عام 1969 لم يكن هنالك نظام ديمقراطي في ليبيا ، ولم توجد احزاب هناك . زين العابدين بن علي في تونس قبل 23 عاما لم ينقلب على نظام ديمقراطي بل على الحبيب بورقيبة الذي كان يقود نظاما قهريا واستبداديا . وحسني مبارك جاء بعد أنور السادات لم يسقط نظاما ديمقراطيا . في السودان الوضع مختلف تماما فهؤلاء بين قوسين "الاسلاميين " قاموا بانقلاب على نظام تعددي ديمقراطي وحكومة منتخبة في انتخابات لم يطعن في نزاهتها . الصورة في السودان مختلفة نريد إسقاط النظام في الخرطوم حتى نعيد الديمقراطية التي كانت موجودة .راشد الغنوشي في تونس كان يقاتل نظام بن علي ونفي لمدة عشرين عامًا . الإخوان في مصر قاتلوا نظام مبارك ودخلوا السجون وقاوموا ، وفي سوريا الاخوان مع قلتهم قاتلوا نظام الاسد أما في السودان فنحن نقاتل الإخوان المسلمين لأنهم سبب البلاء وهم من اتى بالطغيان والفساد في السودان . الثورة في السودان عندما تأتي فلن تأتي بالإسلاميين الى الحكم بل ستحاكمهم وتحاسبهم وتعزلهم على عكس ماحدث في بلدان الربيع العربي .عمر البشير يقول إن دول الربيع العربي جاءت بالإسلاميين وإنهم إسلاميون يبقى مافي داعي لربيع عربي في السودان وهذا جهالة مطبقة وتزوير للحقائق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.