تحول النزاع النفطي بين السودان والدولة الوليدة في الجنوب الى حرب اقتصادية ورفعت الدولتان استعداداتهما الامنية والعسكرية على حدودهما المشتركة، واتهمت الخرطوم جارتها الجديدة بممارسة ضغوط عسكرية عبر دعم المتمردين واقتصادية بوقف ضخ النفط عبر الشمال لإحداث تغيير سياسي في البلاد. وقال مسؤول رئاسي في الخرطوم ل «الحياة» ان تحركات واشنطن لممارسة ضغوط على حكومته بسبب الاوضاع الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمتين للجنوب، واثارة المنظمات وجماعات حقوقية حصول انتهاكات في المنطقتين لم يأت مصادفة مع قرار حكومة جنوب السودان بوقف تصدير نفطها عبر الشمال. واعتبر المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ابراهيم غندور موقف رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير بوقف صادرات نفط بلاده عبر الشمال الذي تزامن مع تظاهرات مؤيدة له تصعيداً غير مبرر، وقال ان جوبا تحاول عبر دعم المتمردين في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ووقف ضخ النفط ممارسة ضغوطاً عسكرية واقتصادية من اجل تغيير سياسي في الخرطوم واعتبر ذلك «وهماً كبيراً». وعلم ان القوات الحكومية في السودان رفعت درجة استعدادها وعززت وجودها على طول الحدود مع الجنوب التي تمتد اكثر من ألفي كيلومتر، لمنع تهريب الغذاء والسلع والمحروقات الى الجنوب الذي يعتمد شماله على شمال السودان في السلع الغذائية والنفط.