قال مسؤول أمريكي رفيع يوم الثلاثاء ان بلاده تخشى احتمال حدوث مجاعة واسعة النطاق في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين المضطربتين وانها تضاعف الضغوط على الخرطوم لقبول مساعدات والا ستواجه عملية إغاثة دون موافقتها. وقال برينستون لايمان المبعوث الخاص لادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما الى السودان للصحفيين "نواجه ضغطا كبيرا لبحث سبل نقل المساعدات عبر الحدود دون موافقتهم اذا لم يفتح الباب لدخول دولي." وأشار لايمان الى تقارير خبراء جاء فيها أن الأزمة المتفاقمة التي أدت بالفعل الى نزوح مئات الالاف من السكان من ديارهم يمكن أن يتسع نطاقها ليصبح أكثر من ربع مليون شخص على حافة مجاعة بحلول شهر مارس اذار. وقال "قد تكون هذه كارثة كبيرة جدا." وقال السودان في مطلع هذا الاسبوع انه مستمر في عدم السماح الا بدخول محدود لوكالات الامم لمتحدة وجماعات الإغاثة في الولايتين الحدوديتين حيث تحارب القوات الحكومية متمردين منذ يونيو حزيران العام الماضي قبل قليل من اعلان جنوب السودان انفصاله في اطار اتفاقية سلام أبرمت عام 2005. وتتاخم الولايتان حدود جنوب السودان ويعيش فيهما عشرات الالاف من المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم ضمن صفوف جيش الجنوب خلال الحرب الأهلية. وتتهم الخرطومجوبا بمساندة المتمردين لكن جنوب السودان ينفي ذلك. وقال مسؤولون أمريكيون ان من المنتظر أن يزور بيل بيرنز نائب وزيرة الخارجية الامريكيةجنوب السودان الاسبوع المقبل ضمن جولة في أفريقيا قبل أن يتوجه الى اثيوبيا لحضور قمة الاتحاد الافريقي التي ستعقد يومي 29 و30 يناير كانون الثاني حيث يتوقع أن يمارس ضغطا من أجل رد فعل اقليمي أقوى لأزمة الغذاء في السودان. وشدد لايمان على عدم صدور قرار بعد بخصوص ارسال مساعدات غذائية أمريكية وقال ان أي محاولة لتوصيل مساعدات دون موافقة الخرطوم ستواجه مخاطر. وقال "نعلم أن الحكومة ستعارض ذلك. اذا كنا نريد أن نفعل شيئا قبل مارس وبحث نقل مواد غذائية وما الى ذلك.. فالامر يستغرق وقتا طويلا.. لذا فان لم يحل اجتماع (الاتحاد الافريقي) هذه المشكلة بحلول نهاية يناير سنصبح في موقف خطير." وقال الخبراء أيضا ان خيارات الولاياتالمتحدة ستكون محدودة اذا أصرت الخرطوم على الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات وعبروا عن مخاوفهم من احتمال أن ترد الخرطوم باستهداف عمليات الاغاثة الجارية في منطقة دارفور بغرب السودان. وقال محلل باحدى منظمات الاغاثة مشترطا عدم نشر اسمه لحساسية الموقف "عمليات الاسقاط الجوي غير قابلة للاستمرار لان نسبة التكلفة الى الحجم ستكون مرتفعة." وأضاف "ربما تكون لديهم فكرة عما يريدون أن يفعلوه ولا يطلعون عليها أحد. لكن المؤكد أن المنظمات غير الحكومية العاملة ليست لديها صورة واضحة عن الخطة." وقال لايمان ان واشنطن تضغط أيضا بقوة لحث الخرطوم على تسوية خلاف مع جنوب السودان بخصوص النفط أوقفت بسببه الحكومة الجديدة في جوبا انتاج الخام لخلاف على اقتسام العائدات. ويحتاج جنوب السودان - وهو دولة حبيسة - الى استخدام خط أنابيب الى الشمال وميناء بور سودان لتصدير انتاجه من النفط لكنه فشل في الاتفاق مع الخرطوم على رسوم عبور فصادر السودان شحنات من الخام تعويضا عن مستحقاته. وذكر مسؤولون في نوفمبر تشرين الثاني أن جنوب السودان ينتج نحو 350 ألف برميل من النفط يوميا. والصين هي أكبر مستورد للنفط من البلدين واشترت نحو 13 مليون برميل العام الماضي أي خمسة في المئة من حجم الواردات الصينية من الخام. والصين هي أيضا أكبر مستثمر في حقول النفط بجنوب السودان. وذكر لايمان أن وسطاء يقودهم رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي سيطرحون اقتراحا جديدا لمفاوضين في أديس أبابا فيما وصفه بأنه محاولة أخيرة لتسوية نزاع قد يؤدي الى فوضى اقتصادية على الجانبين. وقال "هذا وضع بالغ السوء ويمكن أن يلحق ضررا بالغ الشدة بالجانبين" مشيرا الى تحليلات أشارت الى أن توقف ضخ النفط لبضعة أيام يمكن أن يجعل استئناف الانتاج في غاية الصعوبة مع ارتفاع التكلفة. وقال "أستطيع أن أتفهم الغضب ورد الفعل. لكني أخشى أنهم يكونوا يسيرون على حافة الهاوية في هذا الموضوع."