نها مباراة الكلاسيكو بكل ما للكلمة من معنى. ممتعة كانت هذه المباراة على عكس سابقتها في سانتياغو برنابيو. صحيح ان برشلونة تأهل الى الدور نصف النهائي، الا ان المهمة لم تكن سهلة كما خيّل للبعض، وقدم ريال مدريد مباراة كبيرة بالفعل اظهر فيها صورة مغايرة لتلك التي ظهر فيها في مباراة الذهاب التي انتهت بفوز برشلونة 2-1. المفاجآت بدأت باكراً بعد ان قرر مدرب الريال جوزيه مورينيو اشراك بيبي كأساسي، عكس كل التوقعات، والمفاجأة الثانية كانت اشراك الثنائي مسعود اوزيل- كاكا اللذين اظهرت الارقام ان وجودهما سوية هو فأل خير على الفريق الملكي (وهو امر استمر اذ لم يخسر الريال). اما من ناحية برشلونة، فلم تكن هناك من مفاجآت في التشكيلة التي كانت متوقعة وبصفوف كاملة. المفاجأة الثانية اتت على ارض الملعب، حيث ضغط الريال منذ اللحظات الاولى وسيطر بشكل شبه كامل على مجريات المباراة حتى منتصف شوطها الاول حتى انه حرم من هدف اكيد لاوزيل تكفلت به العارضة، اضافة الى فرص كثيرة ضاعت على رونالدو وغونزالو هيغواين. وبدا ان خيار اوزيل- كاكا كان صائباً، كما ان اللاعبين اعتمدوا على الجري في جميع انحاء الملعب فكان رونالدو مثلاً مدافعاً ومهاجماً، وكان الفريق يتحرك كاملاً في الهجوم والدفاع.، وهو ما اعطاه افضلية واضحة. في المقابل، كان برشلونة متفاجئاً بالصورة التي ظهر بها خصمه، وهو لم يستوعب الموضوع الا بعد مضي نحو نصف ساعة على بدء المباراة او اكثر بقليل، قبل ان ينظم صفوفه وينطلق بسلسلة هجمات على مرمى كاسياس، كان عمادها كالعادة الارجنيتي ليونيل ميسي بتمريراته واختراقاته السحرية. وشهدت الدقيقة 28 خروج اللاعب انييستا المصاب ودخول بيدرو مكانه. واعتقد الجميع ان برشلونة سيتأثر مباشرة بهذا النقص المعنوي، الا ان الامور تحولت في الدقائق الاخيرة، وشهدت الدقائق الخمس من الشوط الاول انقلاباً صريحاً بعد هدف من بيدرو بمجهود فردي كبير من ميسي وبتمريرة لا تحتاج سوى رجل اي لاعب من برشلونة لانهائها في المرمى. ولم يفسح البرشا المجال امام الريال لالتقاط انفاسه، اذ سجل داني الفيس هدفاً رائعاً بتسديدة من خارج المربع عانقت شباك كاسياس الذي وقف عاجزاً. الشوط الثاني كان ممتازاً وشهد اثارة غير مسبوقة، اذ كانت الامور شبه منتهية وكان على النادي الملكي تسجيل 3 اهداف دون السماح لبرشلونة بتسجيل اي هدف اضافي حتى يتأهل ريال الى الدور نصف النهائي، وبدا من غير المنطقي حصول ذلك. الا ان العزم والارادة، اضافة الى "اطمئنان" لاعبي برشلونة الى النتيجة، قلبا التوقعات وسجل الريال هدفاً عبر رونالدو اعاد النفس الى الملكيين، ومع خروج هيغواين ودخول كريم بنزيمة ازداد الحماس. وقد يكون المدرب بيب غوارديولا قد اخطأ باخراج سيسك فابريغاس رغم انه لم يتألق على غرار المباراة السابقة، اذ سرعان ما سجل بنزيمة هدف التعادل والهب المباراة قبل 20 دقيقة على نهايتها. ولم تمر الدقائق ال20 كما يجب اذ ان الحماس فعل فعله، وشهر الحكم بطاقته الصفراء 5 مرات والحمراء مرة واحدة (بوجه سيرجيو راموس) علماً انه انذر 9 لاعبين، فيما تكتل برشلونة دفاعياً معتمداً على الهجمات المرتدة (التي كادت تثمر)، بينما اضاع الريال فرصاً عدة كادت تعطيه الفوز والتأهل. ولعل ابلغ مشهد عن الحماسة الزائدة، كان التأمل في القلق البادي على وجوه مشجعي برشلونة في المدرجات، الا ان الامور حسمت في الدقيقة 93 مع اعلان الحكم صافرة النهاية وخروج ريال مدريد حامل اللقب من المنافسة، وتأهل برشلونة الى الدور نصف النهائي.