قال الرئيس السوداني عمر البشير إن التوتر بين السودان ودولة جنوب السودان يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب بينهما، متهما الدولة الوليدة بمحاولة دفع السودان للانهيار عبر إيقاف ضح النفط عبر أراضيه. وردا على سؤال في مقابلة مع التلفزيون السوداني عما إذا كان من الممكن اندلاع الحرب مع جوبا، قال إن هذا محتمل. وأضاف أن السودان يريد السلام، لكنه سيضطر إلى دخول الحرب إذا أجبر على دخولها. وأوضح البشير أن جنوب السودان مدين للسودان ب74 ألف برميل من النفط يوميا، متهما الجنوب بدفع حكومته للانهيار عبر وقف ضخ النفط عبر الشمال. ويسود التوتر علاقات البلدين منذ انفصال الجنوب عن السودان في يوليو/ تموز الماضي بسبب عدد من القضايا في مقدمتها خلاف بشأن رسوم تصدير نفط جنوب السودان عبر الشمال، وقرر الجنوب مؤخرا وقف ضخ النفط متهما الشمال بسرقته. وجاءت تصريحات البشير بعد أن حذر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الخميس من أن النزاع يمكن أن يتجدد إذا لم تفض مفاوضات النفط المريرة مع الخرطوم إلى اتفاق يعالج قضايا رئيسية أخرى ومن بينها منطقة أبيي المتنازع عليها، مشيرا إلى أن بلاده رفضت خطة للاتحاد الأفريقي لحل الأزمة. وتنص خطة الاتحاد الأفريقي على تقديم جنوب السودان نحو خمسة مليارات دولار للخرطوم مساعدة مالية لسد عجز الموازنة الناتج عن الانفصال. يُذكر أن دولة جنوب السودان أوقفت الأحد الماضي إنتاجها النفطي بسبب خلاف مع السودان حول رسوم التصدير. وأكد وزير النفط بجنوب السودان ستيفن ديو داو أن بلاده لن تستأنف عمليات الإنتاج إلا بعد التوصل إلى اتفاق شامل مع الخرطوم على قضايا أخرى من بينها أمن الحدود ومنطقة أبيي. وفشلت قمة ضمت البشير وسلفاكير يوم 27 من الشهر الماضي في أديس أبابا, في التوصل إلى حل لخلافهما النفطي. وتكمن المشكلة في تقاسم عائدات النفط بين جنوب السودان الذي يملك الجزء الأكبر من الاحتياطي النفطي، والسودان الذي يسيطر على البنية الأساسية اللازمة لتصدير النفط، وهي أزمة تعكر صفو العلاقات بينهما منذ انفصال الجنوب، وأكدت الخرطوم في وقت سابق أنها ستأخذ حقها عينا من البترول بعد فشل الطرفين في التوصل لاتفاق بشأن رسوم العبور. وترى جوبا أن قيام الخرطوم بسحب جزء من نفطها خلال نقله يشكل "عملا من أعمال قرصنة الدولة على ممتلكات خلال مرورها وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي" لكن الخرطوم تقول إن الجنوب يرفض التوصل إلى اتفاق وظل يصدر إنتاجه النفطي طوال الأشهر الماضية دون دفع أي رسوم.