لم تمض سوى بضعة أسابيع على استئناف حركة النقل التجاري بين شمال وجنوب السودان والتي كانت قد توقفت تماماً في شهر مايو /أيار الماضي لأسباب وصفت بالسياسية والأمنية حتى عاد الوضع إلى سابق عهده مسجلاً أزمة جديدة ضمن الأزمات المتكررة بين الشمال والجنوب. والأزمة هذه المرة تتكرر بسبب الازدحام الشديد في ميناء كوستي الشمالي, حيث آلاف العائدين الى الجنوب، لكن آخرين لايستبعدون أن تكون ضغوطات ما خلف هذا التوقف. وتعد هذه صورة أخرى تحمل مدى التحديات التي يخوضُها الجنوب بعد الاستفادة من الدرس الأول على حد تعبيرهِم. وصرح جاكوب دانيال مدير الموانئ البحرية بجوبا بأن سبب التوقف مجهول قائلاً "هناك سبب ما لانعلمه وراء تكدس صناديق البضائع بالميناء دون السماح بعبورها". وتشهد الحركة التجارية في ميناء جوبا توقفا شبه مؤقت ولكن حركة النقل البشري لم تتوقف إلا أنها لا تزيد عن نقل السلع الغذائية والمشروبات الغازية. ومن جانبه أكد ابراهيم شطه وهو صاحب ناقل نهري أنه ربما يكون السبب هو تراكم البضائع لفترة طويلة في البحر لحين فحصها خوفا من الأمراض الخطيرة. وقد ينقذ تطوير المداخل الحدوية ما بين جنوب السودان والدول المجاورة الأخرى الدولة الوليدة من أزمات تجارية قد تنشأ من حين لآخر مع جارتِها الشمالية وهذا ما ظهر في الأسواق التجارية في مدينة جوبا التي اكتظت بالبضائع من تلك الدول.