* "تاني قام واحد" - من الجماعة - حلف بالطلاق.. * فالحلف بالطلاق يبدو أنه قد أضحى (عادة!!) إنقاذية مثلها مثل (أولاد الحرام) و (لحس الكوع) و (اطلعوا الشارع لو رجال).. * مفردات ما سبق أهل الإنقاذ بها أحد من الحاكمين من قبل في السودان.. * فمن لدن السلطة الزرقاء وإلى ليلة انقلاب الإنقاذ ما سمعنا أن قيادياً قد اقسم بأن يطلق حرمه إن ذهب تحدِّيه - في قضية ما - أدراج الرياح.. * وكل الذي صار (بدعةً!!) إنقاذية هذا هو - للعلم - ليس من الدين في شيء وقد رفع الإنقاذيون راياته دون غيرهم من السابقين لهم في حكم البلاد.. * فمفردات الشتائم والإساءة والتجريح - مثلاً - منهيٌ عنها دينياً بحسب الحديث النبوي القائل : (ليس المؤمن بطعَّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء).. * ومفردة الحلف بالطلاق منهيٌ عنها دينيا كذلك بحسب حديث شريف آخر من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).. * وآخر الحالفين بالطلاق - من أهل الإنقاذ هؤلاء - هو والي جنوب كردفان أحمد هارون.. * فقد قال إن امرأته طالق إن لم يفعل كذا، في حال حدوث كذا.. * وقسمه بالطلاق هذا جاء في سياق حديثه عن قضايا ولايته.. * " طيب" إذا لم يحدث هذا ال (كذا!!) يا مولانا؛ هل يمسى حالك كحال الشاعر الفرزدق حين غدت مطلقة منه نوار؟!.. * والفرزدق هذا - للعلم- قال في قصيدة له أنه ندم ندامة الكسعي على طلاقه ذاك رغم عدم إقحامه له في قسم لا يرضاه الله.. * ولكن من أهل الإنقاذ - الرافعين لشعارات الدين - من يقترفون (معصية!!) الحلف بغير الله.. * ثم يقترفون - تارةً أخرى - (معصية!!) النكوص عن الذي حلفوا به - إسوة بالفرزدق - حين لا يحدث الذي اقسموا بحدوثه.. * أو حين يحدث الذي أقسموا بعدم حدوثه.. * فإذا كان الحلف بالطلاق هو كناية عن (الرجولة!!) - في عُرف الحالفين من قادة الإنقاذ - فإن من (الرجولة!!) أيضاً أن يكون الواحد منهم (على قدر!!) حليفته هذه.. * أي بمعنى إذا قال أحدهم (عليَّ الطلاق يحدث كذا) - ولم يحدث - فعليه أن يطلق امرأته (على طول!!) حتى لا يغدو أمام الناس (حَّلافاً!!)...... وب (الباطل كمان!!).. * فمثل الشخص هذا يكون قد اقترف جريرتين؛ دينية ودنيوية.. * فهو قد حلف بغير الله - أولاً - رغم تباهيه بشعارات شرع الله.. * ثم هو (لحس!!) قسمه هذا - ثانياً - رغم تفاخره ب (الرجولة!!) وفقاً للعرف المجتمعي لبعض قبائل السودان.. * أما (أخوات نسيبة!!) فلا أرى سبباً واحداً يجعلهنَّ صامتات إزاء هذا (التلاعب بمصائرهنَّ!!) من قِبل (إخوانهن في الله!!).. * فإما أن يكنَّ (قابلات!!) بهذا الوضع - هنَّ - بحسبانه كلاماً لا يتبعه (فعل!!).. * وإما أن يكنَّ (خائفات!!) من أن تشكو بيوتهنَّ (قلة القابلات!!).. * ولا تسألوني عن رأي (علماء السلطان!!) في مثل الحلف بغير الله هذا.. * فهم مشغولون هذه الأيام بتحريم (الشيشة!!) و (السجائر!!) و (السعوط!!).. *ثم مشغولون أكثر بأيهما أشد حرمةً ؛ السجائر أم (التمباك).. * ولن يلتفتوا في الحالة هذه - علماء السلطان هؤلاء - إلى (أي كلام فارغ!!) عن الحلف بالطلاق.. * ولو صِيح فيهم: (عليَّ الطلاق ما رجال!!!). صلاح الدين عووضة