الاذاعة هي وسيلة إعلامية معروفة وكانت أول إذاعة بثت برامجها في العام 1906 وتعد الإذاعة أهم الوسائل الصوتية المسموعة. وتسمى الاذاعة أيضاً (الراديو) التي يرجع اصلها إلى الكلمة اللاتينية (راديوس) وتعني نصف قطر، ومنه التسمية تنطبق على الارسال الاذاعي حيث تبث الموجات الكهرومغناطيسية مع تضمين الموجات الصوتية عبر الغلاف الجوي على هيئة دوائر، وتعد الاذاعة أو (الراديو) ذات إرتباط وثيق بالسودانيين منذ القدم، حيث تحظى بشعبية كبيرة جداً داخل البيوت السودانية، ويعتبرها الكثيرون صديقاً حميماً جداً، حتي ان البعض يظل يستمع لها طوال اليوم، بل أن البعض يذهب لابعد من ذلك عندما ينام ويتركها تعمل بجانبه على الفراش. (1) وبالرغم من ظهور منافسة تكنلوجية حادة علي الافق مابين الراديو والتلفاز والاقمار الاصطناعية وغيرها من الوسائل الحديثة التي اجتاحت المجتمع السوداني إلا ان حميمية العلاقة مابين المتلقي والراديو كبيرة جداً، ويقول العم (سليمان حمد) انه يتابع التلفاز بإهتمام، لكنه لايشعر بالسعادة إلا مع الراديو، ويضيف: (الراديو دا بخليني احس أني جوه الحدث، وبعدين إتعودنا عليهو والله شديد، والواحد بقى مايقدر ينوم إلا والاذاعة شغالة). (2) ويرى عدد من اساتذة الاعلام أن للراديو ميزات عديدة ابرزها انه يمنح المتلقي القدرة علي الابتكار والخيال، حيث يصور كل متلقي صورة تتناسب مع حالته النفسية التي يكون عليها، بجانب ان إيصال المعلومة عبر الاذاعة يعد الاقرب للفهم، وذلك لأن التركيز يكون منصباً بشدة على جانب واحد، وهو الصوت، وهذا مايفتقده التلفاز بسبب بثه للمعلومة بالصوت والصورة وهو ماقد يشتت الانتباه عن مضامين الخبر الداخلية. (3) وللتأكيد على العلاقة الخاصة للسودانيين بالراديو، قمنا بزيارة إلي احد محلات بيع الاجهزة الكهربائية، وسألنا المهندس (ربيع محمد) عن الراديو، فقال بأنه وبالرغم من تطور آليات هذا الجهاز، ودخوله ضمن مميزات الهاتف الجوال، إلا انه لايزال يمارس حضوراً كبيراً في المجتمع السوداني، وقال بأنه الان يعمل في صيانة راديو قام بأحضاره له أحد المواطنين، وعندما سأله عن سبب صيانته له، بالرغم من انه يمتلك جهازاً جوالاً، رد عليه المواطن ضاحكاً: (والله ياهندسة..ولف سااااكت).