أظهرت تهديدات الرئيس السوداني عمر البشير لجنوب السودان بالرد عسكريا على ما أسماه الدعم المتواصل من جوبا للحركات المتمردة في السودان، ردودا متباينة من قبل مسؤولي جوبا والذين يعتبرون هذا الحديث بداية لحرب متحملة بين الدولتين، وأن على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لاحتواء الموقف قبل أن يتفاقم. وكان البشير قد أمر في كلمة له أمام حشد من قوات الدفاع الشعبي التي جددت بيعتها له السبت الماضي، حكومات ولايات السودان السبع عشرة بتجهيز ألوية من مقاتلي الدفاع الشعبي لردع من أسماهم المتآمرين على بلاده، مؤكدا استعداد حكومته لتقديم آلاف الشهداء في سبيل حماية البلاد من أي عدوان جديد. لكل مقال مقام لكن زعيم الأغلبية في برلمان جنوب السودان والقيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان أتيم قرنق لا يتوقع أي سلام من حكومة البشير، وأن مسألة الحرب متأصلة في وعي الحزب الحاكم في السودان. وقال للجزيرة نت إنه إذا أقدم السودان على انتهاك سيادة جنوب السودان فإن لكل مقام مقالا، مضيفا أن جنوب السودان جزء من الأممالمتحدة، وعلى العالم أن يفتح عينيه على تحركات الخرطوم. وكان تحالف منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان قد طالب في بيان الأسبوع الماضي بضرورة أن تسعى الدولتان إلى إيجاد حلول سياسية لكافة القضايا العالقة بينهما، وبذل المزيد من الجهود لنشر السلام لتقوية النسيج الاجتماعي بين كافة الأطراف. الحرب قائمة ويرى الباحث الإستراتيجي الدكتور سلام الحاج باب الله للجزيرة نت أن الدولتين في حالة حرب قائمة، وأن على الجميع عدم استبعاد هذا الخيار، مشيرا إلى أن الغارة الأخيرة التي استهدفت أنابيب النفط في ولاية الوحدة الجنوبية مؤشر على بداية الحرب، وأن على جوباوالخرطوم عدم إشعال الحرب، ومنحَ مساحة للتعقل السياسي بعيدا عن المواجهة العسكرية. ويضيف أن الخرطوم تقود حربا غير منظورة تهدف إلى استنزاف جوبا، لافتا إلى أن هناك حربا تشمل النواحي الاقتصادية والنفسية، وفي هذه الظروف لا يمكن استبعاد الحرب الميدانية. وإزاء كل ما تقدم فالأيام المقبلة تبدو كفيلة بإظهار مدى جدية الطرفين في خوض الحرب، خصوصا أنهما أنهيا قبل نحو سبع سنوات حربا امتدت لأكثر من عشرين عاما.