الخرطوم- بهرام عبد المنعم دافع رئيس وفد الحكومة في مفاوضات أديس أبابا وزير الدولة برئاسة الجمهورية إدريس عبد القادر بشدة عن الاتفاق الإطاري مع الجنوب الموقع أخيرًا بأديس أبابا، وعدّه مخرجاً لتهيئة أجواء التفاوض بغرض الوصول إلى حلول عادلة للقضايا العالقة بين الدولتين وحفظ أرواح أبنائها، ومحاولة لبناء الثقة بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأمنية، ووصف رافضيها بالعارضين خارج (الحلبة). وقال عبد القادر في تنوير صحافي إن الحكومة لا تنوى الإساءة لأبناء الجنوب بالسودان بعد التاسع من أبريل المُقبل بغض النظر عن التوقيع النهائي على الاتفاقية (الإطارية) بين الدولتين بصورتها النهائية، مؤكداً أن محاولاتهم التفاوضية هدفها تجنيب السودان العقوبات الأمريكية التي ستحرم السودان من المعاملات المصرفية، والتمويل لصالح الاستثمار والتجارة، وتساءل:«لماذا تقوم علينا القيامة إذا عقدنا اتفاقية إطارية مثل هذه؟». وشدّد الوزير على أن السودان لن يخرج خالي الوفاض من الاتفاق (الإطاري) ولن يطلع (مِلح) – على حد تعبيره - ونأى بوفد التفاوض عن صفات (الإنبِراشة والكياشة والخيانة) بالتوقيع على الاتفاق. وحول الجدل المُثار حول الجنسية، قال الوزير إن الوفد السوداني المفاوض لم يحمل في حقيبته التفاوضية قضية الجنسية سواء في الجولة الماضية أو التي سبقتها، أو قبل يوم (9/7) وأن المواطن الجنوبي في السودان أصبح (أجنبياً) بعد وقوع الانفصال، والمواطن السوداني في الجنوب بذات الوضعية، ونوّه إدريس إلى أن اتفاقية نيفاشا ليست مُنزلة، أو لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها، وتعوّذ بالله من الافتراء على نفسه، وعلى بلاده، وعلى الله بأنها اتفاقية كاملة، ووصفها بالاجتهاد البشري الذي سيكون مُختلفاً كثيراً في غير هذه الظروف وهذا الزمن، باعتبار أن السياسة تُعتبر فن الممكن، وترجيح المصالح، مبيناً أن وفد التفاوض حرص على تقديم المصالح ودفع الضرر قبل جلب المصلحة، وعدّها السياسة (الشرعية) التي نادى بها المسلمون منذ قديم الزمان، وقال إن جُل أئمة المساجد دعوا للوفد المفاوض بالتوفيق في الوصول إلى اتفاق حقناً لدماء المسلمين ومواطني البلدين. وكشف الوزير عن رفض الوفد المفاوض الخوض مع دولة الجنوب حول قضايا حُسمت في السابق وفقاً لبروتوكول أو قرار محكمة التحكيم الدولية في (لاهاي) حول مناطق أبيي وهجليج وإصرار الوفد الحكومي السوداني على بدء المفاوضات من حيث انتهت الجولات السابقة، وبيّن الوزير أن منبر السلام العادل مثير (للعُنصرية) وأكبر مُهدد للأمن القومي.