الخرطوم - النور أحمد النور تراجعت الملاسنات والتوترات بين الخرطوموجوبا بعدما تصاعدت في الأيام الماضية، في تكرار لظاهرة «هبّة ساخنة... هبّة باردة» التي ميّزت علاقات الجارين منذ العام الماضي. وجاءت «الهبّة الباردة» بعدما تمسكت القيادة السودانية باتفاق الحريات الأربع (التنقل، الإقامة، التملك والعمل) الموقع مع دولة الجنوب، واقترحت ضم القوى السياسية إلى القمة المرتقبة بين رئيسي الدولتين عمر البشير وسلفاكير ميارديت، وذلك قبل ساعات من وصول سبعة وزراء من الجنوب إلى الخرطوم اليوم لفتح صفحة جديدة في العلاقات. واقترح مساعد الرئيس السوداني مسؤول ملف العلاقة مع دولة الجنوب عبدالرحمن الصادق المهدي دعوة القوى السياسية في الشمال والجنوب إلى المشاركة في قمة البشير وسلفاكير المقررة في جوبا في نيسان (أبريل) المقبل لمناقشة مستقبل العلاقة بين الدولتين واستدامتها ودرس مبادرة لعقد مؤتمر أمني واقتصادي بين دول الجوار. واشترط المهدي، الذي كان يتحدث في منبر إعلامي في الخرطوم أمس، إيقاف الأعمال العدائية في المناطق المتوترة قبل لقاء قادة البلدين وتطبيق ذلك على الأرض في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال: «يجب أن يسبق لقاء القمة إيقاف شامل لإطلاق النار من الجانبين لتهيئة الأجواء». ورأى أن «تيارات عنصرية» تؤجج لإشعال فتنة وتمنح فرصة لعبور «أجندات خفية» تستهدف البلاد وتحوّل الجنوب إلى «دولة معبر لعدو استراتيجي مثل إسرائيل»، وهو الأمر الذي قال إنه يشكّل تهديداً غير مسبوق للأمن القومي السوداني. من جانبه، دافع المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم حسبو محمد عبدالرحمن الذي تحدث في المنبر، عن «اتفاق الإطار» الموقّع بين دولتي السودان واعتبره إنجازاً يمهّد لخلق جوار آمن بينهما حتى يتعايشا بسلام بعيداً عن التوترات والحروب. وقال: «قاتلنا 50 عاماً وعندما توافرت الإرادة السياسية رضخ الطرفان للحوار والاتفاق. فماذا جنينا من الحرب؟»، مؤكداً أن «المتطرفين» الذين يرفضون «اتفاق الإطار» لا يمثلون حزبه، في إشارة إلى جماعات إسلامية وسياسية في الخرطوم دعت إلى إلغاء اتفاق الحريات الأربع واعتبرته تهديداً للأمن القومي السوداني. وأوضح عبدالرحمن، أن هناك نحو خمسة ملايين أجنبي يعيشون بسلام في السودان من دون «اتفاق حريات أربع» مع بلدانهم. ورحب عبدالرحمن بوزراء الجنوب الذين سيصلون إلى الخرطوم اليوم للتفاوض في شأن القضايا العالقة وتوجيه الدعوة إلى البشير لزيارة جوبا، معرباً عن أمله في أن تساهم الخطوة في تحسين علاقات البلدين. وينتظر أن يصل إلى الخرطوم اليوم الخميس وفد دولة الجنوب برئاسة الأمين العام لحزب الحركة الشعبية باقان أموم ويضم وزراء شؤون مجلس الوزراء دينق الور، والعدل جون لوك، والنفط ستيفن داو ديو، والشؤون الإنسانية جوزيف لوال، والشؤون البرلمانية مايكل ماكوي، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وويك ماكمير. ويتوقع أن يزور وفد سوداني جوبا لاحقاً لاستكمال المشاورات بين البلدين. وكان مسؤولون سودانيون طالبوا باتفاق أمني مع جوبا لطرد حركات مسلحة تقول الخرطوم إن دولة جنوب السودان تؤويها. كما طالبوا بوقف جوبا كل أشكال دعم «تحالف الجبهة السودانية الثورية» المؤلفة من «الحركة الشعبية - شمال» ومتمردي دارفور.