وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الامارات .. الشينة منكورة    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اقرأوا الفاتحة على روح حميد إن مقولته أرضا سلاح هي ضالتنا
نشر في سودانيات يوم 22 - 03 - 2012

في احتفال بتدشين موقع “هنا الأطفال"وبعيد الأم أمس الأربعاء 21 مارس طلب الإمام الصادق المهدي من الحضور وغالبيتهم من الأطفال أن يقرأوا الفاتحة على روح الشاعر محمد الحسن سالم حميد وأشاد بديوانه"أرضا سلاح" باعتبار أن نبذ العنف هو الحكمة المطلوبة.
ونظم الحفل بالتعاون بين دائرة تنمية المرأة بحزب الأمة وموقع “هنا الأطفال" بالإنترنت التخصصي في ثقافة الطفل السوداني والذي يشرف عليه الأستاذ عثمان سيد أحمد وقد اتجه للمهدي لرعاية التدشين واستضافته في منزله.
وقدمت البرنامج الطفلة الموهوبة فرحة سليمان حامد ذات الثمانية أعوام، من مدرسة الإمام عبد الرحمن بالهجرة، وقدم كلمة موقع"هنا الأطفال" الطفل محمد سيد أحمد أحمد محمد الذي حث الحضور من الآباء والأمهات على تحفيز الموقع ماديا ومعنويا، كما طالب الأطفال المشاركين بإثراء الموقع بمساهماتهم الأدبية والفنية وقال إن الموقع سيكتمل قريبا. ثم قدمت كلمة دائرة المرأة والطفل بحزب الأمة الطفلة “مي معاوية إسماعيل" من مدرسة أحمد بشير العبادي وكانت كلمتها صريحة وطريفة حيث هنأت الأمهات بعيد الأم وذكرت حنانهن وعطفهن ومحبتهن ثم استدركت وهي تتحدث عن الأم “صاح هي بتصرّخ فينا لكن لمصلحتنا" وأضافت “أنصح نفسي وأي طفل الا يعذبوا امهم وابوهم"، وقد احتوى البرنامج على فقرات عديدة كما احتوى على معرض للطفلة الفنانة الراحلة لبنى ثروت، وكانت تلميذة بمدرسة الاتحاد، وقد نم على إبداع أصيل، مع قصيدة لها باللغة الإنجليزية بعنوان “المقدرة على الحب" تنتقد فيها سيادة قيم المادية المتوحشة في عالم اليوم، فكانت فقرات مؤثرة بحضور أسرتها، وقد أشارت لها الطفلة مي في تحيتها للوالدات اللائي فقدن أبنائهن.
وقبل الكلمة الختامية في التدشين والتي ألقاها السيد الصادق المهدي فتح باب أسئلة من الأطفال الحضور فسأله أحدهم من أفضل زملاء دراستك وأجاب بأنه عمر نور الدائم، وطالبه آخر بأن يحكي لهم عن حياته فقال له:إنها قصة طويلة اقول لك بعضها، نحن ناس نشأنا في أسرة في السودان كانت أسرة ميسورة الحال كان متوقع نعيش عيشة فيها في فمنا معلقة من دهب ولكن الحقيقة السودان مر بظروف المعلقة صارت معلقة حديد حامية لا زلنا نأكل منها، ووعد بأن يكتب سيرة حياته وقال من المشروع أن اطفالنا يعرفوا الناس في الحياة العامة عشان يعرفوا سووا شنو ودايرين يسووا شنو؟
وساله طفل آخر: ماذا كان أبوك يفعل لك حينما كنت تغلط وأنت صغير؟ فقال: نحن تربينا تربية ليس فيها عنف ولذلك طبقناها على أطفالنا لم نرفع يدنا عليهم لم نضرب لكن لما نغلط وما في بني ادم لا يخطئ خاصة لو كان طفلا، كانوا يوبخونا، وقال إن التربية كانت بالقدوة وبالتحفيز فيروون لنا سيرة الصالحين لنتقدي بسيرتهم ولو غلطنا نشعر بتوبيخ وان الحب الذي كنت تتوقعه يسحب منك. علاقتي بابي لم يكن فيها عنف وكانت وسيلة كويسة لأن العنف يعلم الناس الخوف التربية الأجدى بدون خوف.
وسأله طفل آخر عن هواياته فقال إن أفضل لعب إليه كانت لعبة شدّت ووصفها للأطفال قائلا لهم: كنا نلعب ألعابا الان ليست لديكم، أكثر لعبة اعتبرها هوايتي كانت شدت وفيها فريقان واحد منهم عنده زول يسموه(العروس)، المعاه دايرنه يمشي للميس والتانين دايرين يعوقوه ونجري برجل واحدة، وقال إن البعض يسمون هذه اللعبة (حرينا)، وكانت اكثر هواياتي المحببة.
وبعد ذلك بدأت كلمة المهدي الختامية التي أعقبتها مدحة (الجلالة) التي يختتم بها الأنصار معظم مناشطهم الثقافية.
(حريات) حضرت التدشين وتورد أدناه نص كلمة المهدي:
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع الجيل الجديد:حديث للحبان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه،
أيها الحبان،
السلام علكيم ورحمة الله
لا شك انكم امتعتمونا متعة كبيرة بما شاهدنا وهذه المواهب نعمة كبيرة، قبل أن أبدا كلامي بمعاني أريدكم أن تسمعوها وتعرفوها وفي النهاية سوف نجري مسابقة لمعرفة مدى إدراككم لهذه المعاني ونوزع عليكم جوائز قدر الفهم، وأرجوكم انصتوا لتفهموا ما أود قوله لكم.
قبل أن أبدا أريدكم أن تقرأوا الفاتحة على روح على شاعر سوداني توفي أمس اسمه محمد الحسن سالم حميد، إنه شاعر سوداني كبير ربما بعضكم لم يسمع عنه، لقد لاقيته قبل فترة وأهدى لي ديوان عنوانه “ارضا سلاح":
ينفتح باب الصلاح
ينفرج هم القلوب
تتندى بالأمل المباح
أرضا سلاح.
أرضا سلاح هي الحاجة التي سأبدا بها كلامي لكم، وهي لفظة في العسكرية تقال حينما يوقف الناس القتال، وهو يقول إن اي شيء بالعنف ليس له قيمة لذلك الانقلاب العسكري والأمن الذي يقهر الناس، ومن يحققون أهدافهم بالقوة كلها وسائل باطلة، الناس حقو الحاجة يسووها بالحجة بالاقناع بالاقتناع، فهي عبارة جميلة جدا وهي تعني الا نعمل اي حاجة بالقوة بل بالاقناع وكل زول يحاول يسوي الفي راسه بالقوة غلط حتى في الدين غلط لان الله يقول (لا اكراه في الدين) اي شيء بالقوة غلط.
داير اقول ليكم كلام مقسم على اربعة اجزاء لو معكم ورقة وقلم تقيدوها، وبعدين سنعرف من فهم الكلام “نقشه" ومن"لم ينقش".
أولا: مقدمة
أشكر منظمي هذا اللقاء الهادف وهم: دائرة تنمية المرأة بحزب الأمة، وموقع “هنا الأطفال"، على تنظيمه وأقول إني مستعد للتعاون التام معهم لتحقيق كل ما في صالح الأطفال.
أطفالنا هم أكبادنا تمشي على الأرض ولازم يكون شعورنا نحوهم زي شعور الإنسان نحو كبده شعور حميم ودافيء. وفي أمر العلاقة بينهم وبين أجيال الكبار هناك وصايا عشر أوصي بأنها تكون أساس العلاقة بينهم وبين غيرهم، وهي مضمون القسم الأول من حديثي.
القسم الأول: الوصايا العشر
لازم تفهمومها واباؤكم ويتعاملون بها، فاحفظوا هذه الوصايا العشر:
.أن تقوم العلاقة بين الواحد منكم والواحدة وأمه وأبيه واخوه واخته على المحبة لا الخوف والإكراه.المحبة هي أن يريد الشخص لأخيه الخير ويحزن على فراقه المحبة هي أهم شيء في العلاقة بين الناس، فالإيمان والحب هما أقوى عاطفتين للبناء عرفهما الإنسان، وحتى في العلاقة بالله فالمحبة أجدى المشاعر، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)، وكان الرسول (ص) مع بعض أصحابه وجاء حفيده فقبله فقال أحد الحاضرين أنا عندي عشرة أولاد ما بقبّل واحد منهم، الرسول (ص) قال له: “مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمُ". وعشان كدة أنا بقول ما في زول يقول ليكم “الشفّع" بل يقولوا لكم الحبان، والإمام المهدي قال هذا الكلام ألا يقال للأطفال الشفّع بل الحبان.
.ويجب ألا يخاطبوا بكلمات فيها عنف لفظي خاصة الدعاء عليهم مثلا: أكل تأكل السم، قم تقوم بلا كراع، مثل هذا الدعاء لا يقال لأنه يخلق في نفس الطفل حالة سيئة. وينبغي أن نختار لهم الأسماء بشكل لا نسمي البنين بأسماء الحيوانات الوحشية: نمر، فهد، دبيب لأن الاسم بيعدي صاحبه، ولا نسمي البنات بأوصاف الغزل: ميادة، وغيرها بل نسميهن أسماء الفضائل وليس الأسماء التي يمكن تصير موضوع “مشاغلة". ونتجنب العنف الحسي “الدق" التربية الأهم بالقدوة وبالتحفيز، ولا يكون العنف إلا على استثناء وليس القاعدة:
وقسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم
.وأهم شيء في التربية العدل بين الأطفال لا نميز بين الطفل والآخر، لأن المفاضلة تزرع البغضاء بينهم كما تعلمهم الظلم، والظلم قرين الشرك بالله، حبذا ما قال ابن الرومي:
وأولادنا مثل الجوارح أيها فقدناه كان الفاجعَ البَيِّنَ الفَقد
لكلٌّ مكانٌ لا يَسُدُّ اختلالَهُ مكانُ أخيه في جَزوعٍ ولا جَلد
يعني كل واحد عنده حوبته لا نميز بينهم.
.كذلك ينبغي ألا نفرق بين الجنسين الأولاد والبنات ونفضّل الأولاد على البنات، لأن التمييز بينهم ضار وهو مخالف للشريعة الإسلامية، فالذكر هو مذكر الإنسان والأنثى هي مؤنث الإنسان وهما معا الإنسان: “إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" كما جاء في الحديث الشريف. ةليس صحيحا أن المرأة مخلوقة من ضلع الرجل وهو أعوج بل هما معا كما قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا). الفرق بينهما موجود وهو للتكامل وليس للتفاضل، كما قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). صحيح بينهم اختلاف لكن في الإيمان والإنسانية هم سواسية، يجب أن يعلموا:
قيمة الإنسان ما يحسنه أكثر الإنسان فيه أو أقل
.وينبغي عدم التفاخر بالأنساب والأحساب، السودان فيه عرب وزنوج وبجة ونوبة ونوباويين كلنا أولاد آدم جدنا واحد ف"النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ" كما قال الرسول (ص). و"لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" والناس كلهم فيهم قبس من روح الله، وكلهم أشراف جدهم آدم عليه السلام وهو نبي وربنا قال (ولقد كرمنا بني آدم)، والتصنيف العنصري خطأ وهو جاهلية.فلا ننادي أبدا يا عبد، ويا خادم، ويا فرخ، ويا حلبي، هذه جاهلية كلها لا تستخدموا أبدا هذه الكلمات التي تدل على أن مستخدمها جاهل، وما يقولونه “الحمرة الأباها المهدي" غير صحيحة، وهي وضعة سودانية لأن المهدي إنما رفض أعمالهم لا ألوانهم. السواد ليس عيبا بل هو نتيجة للبيئة، الشاعر السوداني جقود قال: ليس السواد عيب للجسوم. نعم ننتسب للأسرة وللقبيلة، ولكنه انتساب تعارف لا تفاضل. قال العبادي وهو من شعراء الحقيبة:
جعلى ودنقلاوى وشايقى ايه فايدانى
غير جعلت خلاف خلت اخوى عادانى
خلو نبانا يسري على البعيد والداني
يكفى النيل ابونا والجنس سودانى
هذا هو المعنى الذي يجب أن تحفظوه وتفهموه، نعرف اسرنا وقبائلنا للتعارف وليس التفاخر فالسودان متعدد الإثنيات واللغات ..الخ. ولو استخدمنا هذه اللغة تأتي لنا بفتنة كبيرة.
.التربية الإنسانية واجبة وهي تعود لخمسة مبادئ: الكرامة، الحرية، العدالة، المساواة، والسلام. والآن العالم كله يحترم حقوق الإنسان ومواثيقها وهي كثيرة ومنها معاهدة حقوق الطفل الدولية، وحقوق الإنسان ليست فكرة أجنبية بل هي أصيلة في تعاليم الإسلام وهي كذلك تنطلق من نفس المبادئ الخمسة.
.الدين ضروري للحياة لرضاء الله وأداء مناسكه وواجباته لا سيما الأركان الخمسة، وهو مطلوب لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، أما الذين يشوهون الدين بالتكفير والتحريم فهم ينفرون الناس من الدين، والنبي (ص) يقول " بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا “:
الدين ليس تجهما وعبوسا والدين ليس مظاهرا وطقوسا
الدين إيمان وفيض سماحة فاسعد وأسعد لا تكن منحوسا
.والتربية البيئية ضرورية، يجب أن ندرك أن كل موجودات الطبيعة من جمادات وبحار وأنهار ونباتات وحيوانات أسرة طبيعية معنا في منظومة الكون، وكلها تسبح لله وتخضع لسننه، والحيوانات أمم أمثالنا والأرض هي رحم وجودنا:
سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ جُعِلَتْمُصَلًّى وَلِمْ كَانَتْ لَنَا طُهْرًا وَطِيبَا
فَقَالَتْ غَيْرَ نَاطِقَةٍ لأَنِّي حَوَيْتُ لِكْلِّ إِنْسَانٍ حَبِيبَا
.التربية الوطنية واجبة لا بد نشعر ان هذا الوطن وطننا وارضنا وفيه دفنا جدودنا نحبه وننتصر له وندافع عنه، نعرف قيمته وتاريخه ويكون لنا ولاء له ولأهله فنحن يجمعنا الإخاء في المواطنة كما قال أبو ماضي:
وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي
.الرعاية الاجتماعية وهي تعني توفير ضرورات المعيشة، والصحة، والتعليم؛ حقوق حياتية للجميع ولا يستقر مجتمع إذا لم يوفرها لأفراده. لأطفالنا التعليم حق من حيث تعميمه ومن حيث جدوى مضمونه:
.لمحو الأمية الأبجدية والرقمية والإلكترونية.
.ولاكتساب المعارف.
.ولاكتساب المهارات.
.ولتنمية المواهب.
.ولبناء الوطن.
.وللتأهيل للانفتاح على العالم. ومعرفة التكنلوجيا.
القسم الثاني: مشاكل في تنشئة الطفل السوداني :
هنالك مسائل كثيرة في محيط الطفل أخص بالذكر هنا سبع مسائل هي:
أولا: التعليم:
في التعليم في بلادنا عشوائية:
.في مجال رياض الأطفال، وهي مرحلة تغلب عليها الأمومة ويرجى أن يتم تدريب القائمات بها، كما يرجى برمجة ما يجري من مواد تربوية وترفيهية.
.ومن عيوب السلم التعلمي الآن طول مرحلة الأساس ما يدمج مراحل عمرية مختلفة في نطاق مدرسي واحد وما يصحب ذلك من مضار.
.ومناهج التعليم توجب مراجعة التلقين لصالح غرس روح الابتكار. الدين نفسه يتم تعليمه بطريقة غير صحيحة مثل عقيدة الولاء والبراء في عداوة الآخرين مع أن الله سبحانه وتعالى قال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.)
.مؤخرا تمدد التعليم الخاص على حساب الحكومي ما ظهر معه عيبان: بروز العامل التجاري، والتفرقة الطبقية.
.وهناك ضعف الإنتاج الثقافي للطفل السوداني في المجالات المختلفة: صحافة الطفل، الإنتاح الإعلامي للطفل، والفني، وكافة المجالات التي تثري عالم الطفل، وتربي مهاراته، وتكشف إبداعاته ومواهبه.
.وعالم الخلاوي مهمل في التخطيط التعليمي مع كثرة من فيه من الأطفال لا سيما مؤخرا بسبب غلاء التعليم المدني.
.وجود مؤسسات للأطفال كقصر الشباب والأطفال مهم ولكن يرجى أن يتطور في مجالين: المشاركة المجتمعية الفعالة المجردة من أي استغلال حزبي، واستنساخ الأنشطة في أقاليم البلاد المختلفة.
ثانيا:الطفل السوداني هو المواطن الناضج مستقبلا، وهناك إنسانيات سودانية حميدة يرجى استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لغرسها في النفوس. أخلاق السمتة السودانية أذكر منها أهمها وهي:
الكرامة:السوداني عنده كرامة لازم نغرسها فيكم، مثلا: لاقيني ما تغديني، بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر. تلاقيني كويس ولا تضبح لي ووجهك عابس.
الكرم: الجود والكرم راجيك نحلة عديل، و(قدح ود زايد) ويقولون إنه كان كبيرا جدا الناس يأتون ليأكلوا منه وراكب الجمل يمكنه ان يتناول منه، عوج الدرب: يوقف ناس في الطريق يمنعهم ألا يواصلوا سيرهم ما لم يتغدوا اولا عنده.
التسامح:
الهوى والشرق بي ليمو لماه
الزين والفسل بي خيره عماه
حفر العد غريق لامن يجيب ماهو
شال سعينات الرجال سواها في سقاه
الإقدام: ستار العروض البرفع الواقعات.
التواضع:السودانيين مشهورين بالتواضع: وقيل عنهم في الشعر: الهدمو مترب وقلبو نضيف.
التضحية:
البسمع فيهم يا أبو مروة
بي فارو ينط من جوة
وذلك لنجدة الآخرين.
ثالثا: وفي تراثنا عادات ضارة تلحق بالأطفال، أذكر منها: زواج الصغيرات القاصرات، والذين يقولون إن الرسول (ص) تزوج السيدة عائشة في عمر تسع سنوات فهذا غير صحيح بل عمرها كان حوالي 17 سنة، فالرسول (ص) أتى بدين فيه الزواج مربوط بمرحلة عمرية معينة: (وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ). وآفة أخرى خفض الإناث، هذا الختان من عمل إبليس، إنه رجس من عمل الشيطان: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).لا بد من اراد امها او ابوها ختانها ان تاخذ موقفا قويا ضد هذه العملية.. ختان الذكور ليس كذلك لأنه يقطع زوائد كتقليم الأظافر أو حلاقة الشعر، وهذا يقودنا للحديث عن النظافة وهي من الإيمان.
رابعا: لازم تعرفوا السودان بلد عظيم جدا اول انسان اكتشفته الآثار كان في السودان واول من عبد الله في السودان واول من خط بالقلم في السودان، التعريف بعراقة السودان ناقص وهو مطلوب لأن ما فيه من أمجاد مهم للوطنية ويجب تقديم أفلام توثيقية وتطوير المتاحف لتجسيد هذا الماضي العريق والاهتمام بإطلاع الأطفال عليها.
خامسا: إن للعب دورا مهما للأطفال فلا يقال إن اللعب (حاجة ما كويسة) فاللعب يدرب الطفل في استخدام أعضاء جسمه واكتساب المهارات وتقوية العضلات وتنسيق المجهودات تعاونا لتحقيق الأهداف وغرس الروح الرياضية والتنافس دون غل. ولكل سن لعبها، وحتى حينما يكبر الإنسان يجب ان يواصل في الرياضة وهي ضرورية وأساسية لكل الأعمار، وكل واحد فيكم لازم يراعي جدا لا يسمن فالسمنة حتى في الأطفال غلط، ومنذ الآن الشايف نفسه مبغبغ لازم يعمل حسابه والأمهات والآباء لازم ياخذوا موقف اوعوا تبقوا (بُخس) لازم تعملوا مجهود كبير جدا (عشان الواحد ما يبقى بخسة).
نحن زمان كانت عندنا أحاجي جميلة جدا، ود النمير- الشاطر حسن- فاطمة السمحة- الغول والشكلوته- وحجونا بالبطولات الإسلامية وبطولات المهدية، والأحاجي هذه كان فيها حكم ممتازة مثلا حجوة أبو زيد الهلالي، أبو زيد دة سأل ابنه: سماح البقر شنو؟ وسماح العيين شنو؟ وسماح العيش شنو؟ يعني شنو أحسن حاجة في البقر، وفي النسوان وفي العيش، ولده قال ليه: سماح البقر قرون، سماح العيين عيون، وسماح العيش جرون، قام أبو زيد قال ليه غلط: سماح البقر يجن شوايل (يعني تكون دارة وشايلة لبن)، وسماح العيين نفايل (أي أحسن حاجة في النساء حسن الأخلاق)، وسماح العيش حاول يلاقي حاول (يعني العيش يلاقي السنة الجاية).
كذلك أنا شيد الهدهدة: هودنا يا هودنا، ما شبعت يا جنى .. والأشعار: دايراك زي أبوي الحارة بيلاقيها.
والأحاجي لها دور في التعريف بالبيئة السودانية: كأنها حديقة نباتات فيها أنواع الأشجار السودانية! وكذلك فيها حديقة حيوانات تحدثك عن البعشوم والمرفعين والأسد! الآن الأطفال صاروا لا يعرفونها الا حينما يدرسون علم الاحياء، صحيح الآن هناك مشتل في الخرطوم فيه تعريف بنباتات السودان، وكان هناك كذلك حديقة حيوان صارت مافي لأن الجماعة ديل عندهم سبب يزعلوا من حديقة الجيوان لذلك صفوها، وقالوا حينما جاءوا يرحلوا الاسد رحلوه ببطاح أما التيس فرحلوه بعربةي كريسيدا، الأسد زعل زعل شديد قال كيف التيس المنحط دة يرحلوه بعربية أحسن مني، قام التيس قال له كدة (وأمسك بذقنه).
ولأهمية التعريف بالبيئة السودانية فأنا عاوز أعمل حديقة نبات لكل نباتات السودان لتكون تعليمية وكذلك لحيوانات السودان الآن لأنه للأسف لا توجد حديقة حيوانات.
و(الغلوتيات) لها دورها في الرياضة الذهنية وكانت بتنفع معانا تقول لزول: دخل القش وما قال كش. (الضل). طاسة طمنطاسة في البحر غطاسة بطنها لولي وضهرها نحاسة. (الأطفال كانوا يكملوا جمل الألغاز حينما يبدأها). وفي الماضي كانت لدينا عوالم ولدينا رطانة نستعملها لما نكون عاوزين نقول كلام بدون ما يفهمه الكبار، مثلا لو داير أقول: قلت ليك شنو أقول: قجلت لجيك شجنو، أو نقلب الحروف مثلا بدل أقول ليك: إنت داير شنو أقول: نئت رايد نشو؟
سادسا: مع الحرص أن يكون للأطفال عالمهم لتنمية مواهبهم في بيئة خاصة بهم يجب ألا يعاملوا كآفات في حضرة الكبار، بل غرس الشعور أن لهم دائما مكان في حضن دافيء. والنبي(ص) كان في مجلس اتوا له بلبن فاعطاه للطفل الذي كان جالسا يمينه يعني أن الطفل لديه احترام في المجلس.
سابعا: نعم للشعور بالخصوصية أن لنا لون وطعم وماضي وحاضر ومستقبل خاص ولكننا جزء من عوالم أكبر. هذا يحتاج لوزنة. الإنترنت والطائرات جمعت الناس مع بعض. ولا بد اننا مع محافظتنا على هويتنا وخصوصيتنا نتفاعل مع العاليم.
القسم الثالث: ميثاق للطفل السوداني
الأطفال عندهم حقوق، وهنالك الآن مواثيق للطفل عالمية، أفريقية، عربية ونحن ملتزمون بها ولكن هناك حاجة لميثاق خاص بالطفل السوداني يتكامل معها ولا يلغيها.
المطلوب الدعوة لمؤتمر جامع لدراسة وإصدار ميثاق للطفل السوداني ويكون الأطفال أنفسهم حضور فيه هذا الميثاق لا بد أن يحدد التالي:
.من هو الطفل؟ وما هي سنه؟ الآن يقال الطفل حتى سن 18 عاما نحن حينما كنا 18 عاما كنا نعتبر أنفسنا مواطنين كاملين، ممكن نقول البلوغ هو الحد، صحيح البلوغ يختلف من شخص لآخر، ولكن يمكن تحديد عمر معين.
.واجبات وحقوق الأطفال تحديدا. الطفل لا بد يلتزم أي زول لازم ينظف هدومه ويتسوك ومن لا يقوم بذلك حلوف (يعني خنزير) الخنزير يضرب به المثل في الوساخة لأنه يعيش في الزبالات، لازم تتسوكوا قبل أن تنوموا وبعد الصحيان بهذه المناسبة اعفن محل في الإنسان فهمه وأحدهم هجا آخر وقال عنه: والله لا أدري أفسا أم تنفسا! النظافة مهمة ولا بد الإنسان يلتزم بها.
.محو الأمية الابجدية والرقمية والالكترونية للاطفال.
.مجانية الخدمات الاجتماعية خاصة سيما تعليم الأساس والصحة الأولية.
.الالتزام بالوصايا العشر المذكورة.
.غرس معاني حقوق الإنسان بكل الوسائل التعليمية، والإعلامية، والأسرية.
.الاهتمام بالصحة الانجابية ورعاية الأم وسائر مطالب الطفل الصحية.
كل هذه المعاني لا بد ان تدخل في ميثاق الطفل.
هنالك الآن قانون الطفل الذي صدر عام2010م ويحتاج لمراجعة وتطوير لأنه:
.أهمل التربية الجنسية وهي ضرورية لكي يعرف الطفل بعض المعاني مثلا الطفل يسأل من أين أتينا لا بد يعرفوا أن الأم والأب مسئولين سويا عن الطفل. ويفهموا ما هو الزواج والطلاق. والبعض بدلا عن تبسيط هذه المعاني للطفل يجيبون على هذا السؤال بشكل خاطئ مثلا: لقيناك قدام الجامع.
.أهمل الخلاوي.ولا بد من الاهتمام بها.
.وضع بنود طموحة لا تنفذ. مثلا: فحص الأزواج.. العدالة للاطفال..الخ.
.يراجع هذا القانون ويراجع كذلك قانون الأحوال الشخصية لما فيه كذلك من عيوب لا تحمي حقوق النساء والاطفال في حالات الطلاق..الخ.
ويرجى أن يقرر هذا المؤتمر تكوين مجلس قومي للطفل لمراجعة السياسات والبرامج والقوانين المتعلقة بالطفل، لكيلا يكون ما تم الاتفاق عليه بدون تنفيذ. وسندعو لهذا المؤتمر ونرجو أن “هنا الأطفال" يساعد في خلق راي عام حول هذه القضايا لمراجعة قانون الطفل وقانون الأحوال الشخصية.
أود منكم تعلقوا هذا الكلام في رؤسكم وأطلب من الحبيب سيد أحمد والحبيبة إنصاف يطلبوا منكم تكتبوا ما الذي فهمتوه من المقدمة ومن القسم الأول الوصايا العشر والقسم الثاني المشاكل والقسم الثالث الميثاق والذين فهموا اكثر سنقدم لهم جوائز مادية وعينية هم يعملوا المسابقة ويحددوا العشرة الأوائل.
أسأل الله يحفظم ويوفقكم ويسدد خطاكم ويبرد حشا آباءكم وأمهاتكم بكم ويوفقكم تبنوا وطنكم وهو الآن حالته صعبة أسال الله في المستقبل يكون أفضل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.