1 - مقدمة ! + نواصل استعراضنا للخلافات المستعرة داخل المؤتمر الوطني ، والتي سوف تؤثر على المؤتمر العام للحزب ( 2013 ) وتسمية مرشحه للرئاسة ! وتؤثر تبعا على تغيير النظام (شكليا ) ! وهو ما يسوق له أحد الأطراف ، بعكس أهواء ومصالح الطرف الآخر ، والذي يريد الإبقاء على الوضع القائم كما هو! + أعلن ( كشكر ) العريس الجديد البشير بأنه سوف لن يترشح لرئاسة المؤتمر الوطني ( 2013 ) ، وبالتالي لن يكون مرشح المؤتمر الوطني لإنتخابات رئاسة الجمهورية في ابريل 2015 ! 2- معسكران متدابران ! ذكرنا في مقالة سابقة وجود معسكرين متدابرين في هذه القضية : الأول تحت القيادة المغتغتة للأستاذ علي عثمان محمد طه ، والذي يدعو إلى قبول كشكرة العريس الجديد البشير الطوعية ، واختيار رئيس آخر للمؤتمر الوطني في عام 2013 ! والمعسكر الثاني بقيادة الدكتور نافع علي نافع ، ويدعو إلى رفض طلب العريس البشير، والإصرار عليه ، ( لمصالحهم الخاصة جدا ) ، ليستمر رئيسا للمؤتمر الوطني في عام 2013 ورئيسا لبلاد السودان في عام 2015 ! نجح العريس البشير ، كما فرعون موسى من قبله ، في جعل المؤتمر الوطني شيعا، وكذلك بلاد السودان ! 3 – عامل هجليج ؟ وصل معسكر الدكتور نافع المتشدد إلى طريق مسدود ، وخافوا أن ينجح معسكر الأستاذ علي عثمان التوافقي في كسب الجولة ، وتنحية العريس البشير عن رئاسة المؤتمر الوطني في عام 2013! فافتعلوا حادث هجليج ... الذي هو صناعة الدكتور نافع وبإمتياز ... ماركة مسجلة ! ماذا حدث في هجليج ؟ وهو مجمع نفطي في ولاية جنوب كردفان ، ولكن تطالب به حكومة سلفاكير ، ضمن المناطق الحدودية الأخرى المختلف عليها بين دولتي السودان ! دعنا نتابع التطورات زمنيا ونعمل على تجميع الأحداث المنفصلة المتصلة حتى نرى الصورة الكاملة : أولا : أحس معسكر الدكتور نافع أن أتفاقية الحريات الأربع ( أديس ابابا – الثلاثاء 13 مارس 2012 ) ضد مصالحهم في أثارة القلاقل مع دولة جنوب السودان ، ليصطادوا في ماء الجنوب العكر ، ويمرروا أجندتهم الشخصية الخاصة في أستمرار العريس رئيسأ ، ليصد كيد العدو المشترك الجنوبي ، والأهم يضمن مصالحهم الشخصية ، وعدم فتح ملفاتهم بواسطة رئيس غير العريس ! وفار سمهم عندما أعلن العريس نيته السفر الي جوبا يوم الثلاثاء 3 ابريل 2012، لعقد اتفاق مع الرئيس سلفاكير ! وجن جنونهم وهم يشاهدون عدوهم اللدود باقان اموم يتبادل البسمات والضحكات مع العريس في القصر الجمهوري ، ويبشر مع الوالي ويهز ويلز وكانه ملك الدنيا ، وما عليها ! بعد يوم الثلاثاء الاسود 13 مارس 2012 ، بدأ جلاوزة معسكر الدكتور نافع في أعداد طبخة هجليج ، واوكلوا للمتهور عبدالرحيم محمد حسين تفعيلها ! ثانيأ : + في يوم السبت 24 مارس 2012 ، زار الفريق عبدالرحيم محمد حسين ( من صقور معسكر دكتور نافع ) ولاية جنوب كردفان ، وبدأ في تنفيذ الخطة ، بالأيعاز لجنرالاته هز اياديهم وعليها بصاقهم ( المديدة حرقتني ) أمام حكومة سلفاكير ، وقصف مناطق في ولاية الوحدة في دولة جنوب السودان ، لأيقاظ الفتنة النائمة ! ثالثا : + في يوم الأحد 25 مارس 2012 ، قصفت طائرات القوات المسلحة منطقتى الجاو ومناكير في ولاية الوحدة ! وتبع ذلك هجوم بري من قبل القوات المسلحة ، تصدت له قوات الجيش الشعبي الجنوبي ، في عمليات كر وفر ! + في الخرطوم ، رفض الفريق عبدالرحيم محمد حسين مقابلة نائب وزير دفاع دولة جنوب السودان ، الذي وصل من جوبا لبدء المحادثات حول الملفات الأمنية ؛ وعاد نائب وزير الدفاع الجنوبي إلى جوبا ، دون مقابلة الفريق عبد الرحيم، مما يؤكد سوء نية الفريق عبدالرحيم المبيتة ،ومع سبق الإصرار والترصد! رابعأ : + في يوم الأثنين 26 مارس 2012 ، اجتاحت قوات الجيش الشعبي الجنوبي ، بمساعدة قوات من حركة العدل والمساواة ، مجمع هجليج النفطي ، وأوقعت خسائر فادحة بقوات الجيش السوداني ! + في الخرطوم ، كون الرئيس البشير لجنة عليا للتعبئة والإستنفار ، برئاسة الأستاذ علي عثمان ، لصد الهجوم الجنوبي على هجليج ، وبدء الحرب المقدسة ضد دولة جنوب السودان ! خامسأ : + في يوم الثلاثاء 27 مارس 2012 ، وبأوامر أمريكية وأثيوبية مشددة ، انسحبت قوات الجيش الشعبي الجنوبي من منطقة هجليج ، تفاديا لإندلاع حرب ضروس بين دولتي السودان ! + نكتب هذه الكلمات صباح الثلاثاء 27 مارس 2012 ، ولا ندري ما سوف يحدث غدا الأربعاء من جديد مثير خطر ؛ فالموقف في غاية السيولة ! ويمكن أن يحدث الشيء وعكسه! 4 – تداعيات هجليج ! يمكن اختزال تسعة تداعيات لواقعة هجليج ، كما يلي : اولا : + دقت طبول الحرب معلنة بداية حرب مباشرة ( بدلا من بالوكالة ) بين دولتي السودان ! جراب الإحتمالات يفور بها ! ثانيا : + تم تجميد زيارة الرئيس البشير إلى جوبا ( الثلاثاء 3 ابريل 2012 ) ! وتجميد جولات الحوار والمفاوضات بين دولتي السودان في اديس ابابا ، حول كافة الملفات ! رجعت دولتا السودان إلى المربع ، ما قبل الأول ! ثالثا : + سوف يستبعد المؤتمر الوطني اقتراح حزب الأمة الداعي للحلول السلمية الإستباقية للمسالة السودانية ... الأجندة الوطنية ! لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ! وبالتالي ربما اضطرت قوى الإجماع الوطني لتجميد كافة الإجراءات بخصوص الجهاد المدني ، والدعوة لتكوين حكومة انتقالية لعقد المؤتمر الدستوري ، واجراء الإنتخابات ! سوف يقول المؤتمر الوطني : الناس في شنو والحسانية في شنو ؟ ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد عدو أجنبي مشترك ، احتل التراب الوطني بقوة السلاح ! رابعا : + حادثة هجليج سوف تخرس الأصوات الداعية لإنتفاضة شعبية سلمية ضد نظام البشير ! وتتعالى بدلا عنها الدعوات لإيقاف مجازر الدم والعودة لطاولة المفاوضات ! خامسا : + سوف تستمر حكومة سلفاكير في دعم تحالف كاودا الثوري ،( مخالفة تعليمات إدارة اوباما ) ،لتشتيت وإضعاف الجيش الشمالي مما يقود إلى مزيد من الحروب الأهلية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ، و حينها سيجد المؤتمر الوطني مسوغا جاهزا لشيطنة تحالف كاودا الثوري ، الذي يقف في خندق العدو (المشترك) ! سادسا : في يوم الأثنين 26 مارس 2012 ، انتقم المؤتمر الوطني من حركة العدل والمساواة التي شاركت في معركة هجليج ؛ فقامت قواته المسلحة ومليشياته ، بحرق ثلاثة قرى في منطقة نفوذ حركة العدل والمساواة في شمال دارفور ، وردم آبارها ، وتدمير دوانكي المياه فيها ، وقتل مواطني القرى المستباحة ، الذين نزحوا إلى الصحراء ... والذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري في هجليج ! حادثة هجليج قذفت بكرة لهب جديدة في دارفور المسكينة والتي لم تفق بعد من الضربات السابقة ! بدأت الأبادات الجماعية من جديد في دارفور ! سابعا : +إذا تواترت السجالات العسكرية بين دولتي السودان ، فربما دخلت قوى إقليمية ، ودولية في الصراع الدائر الآن، مما ينذر بحرب البسوس بين تغلب وبكر ( دولتي السودان ) ! ثامنا : أصر معسكر الدكتور نافع على تنصيب الأستاذ علي عثمان (وبتكليف مباشر من العريس ) رئيسا لللجنة الوطنية العليا للتعبئة والإستنفار ضد دولة جنوب السودان ، لإخراس الأصوات التوافقية المتصالحة مع دولة جنوب السودان ( جماعة نيفاشا ) ، ولقبر محاولات معسكر الأستاذ علي عثمان ( راجع تصريحات الدكتور أمين حسن عمر ) قبول كشكرة العريس البشير في التنحي من رئاسة المؤتمر الوطني في عام 2013 ! تاسعا : + ربما نجحت خطة معسكر الدكتور نافع في افتعال حادثة هجليج ، كما هو مذكور أعلاه ! هجليج ستخرس الأصوات ( معسكر الأستاذ علي عثمان ) الداعية لتنحية العريس عن المنافسة على رئاسة المؤتمر الوطني في عام 2013 ، وبالتالي على رئاسة السودان في عام 2015 ، لصالح الأصوات ( معسكر الدكتور نافع علي نافع ) الداعية لرفض طلب العريس البشير ، بل الإصرار عليه ليتكرم بقبول الإستمرار رئيسا للمؤتمر الوطني في عام 2013 ، وبقية الفيلم الهندي ! يقول الدكتور نافع : لا يمكنك تغيير الحصان وسط المعركة الدائرة والحامية الوطيس ! سوف تضرب هجليجة الدكتور نافع أربعة عصافير بحجر واحد : + اخراس أو بالأحرى إلهاء الأصوات المحتجة ضد غلاء المعيشة وارتفاع معدلات البطالة ، والفقر والخدمات المتردية ! + اسكات الأصوات الداعية لانتفاضة شعبية سلمية ، + شيطنة تحالف كاودا الثوري الذي يقف في خندق العدو الجنوبي (المشترك) ، ضد الشعب السوداني ! + تجميد الأجندة الوطنية والجهاد المدني ! 5 – أسباب تغيير البشير ؟ قبل هجليج ، كان هناك عاملان مهمان يدفعان الأستاذ علي عثمان لتفضيل تنحي العريس البشير بالتي هي أحسن ، مع العمل على الإطاحة به في حال أصر الطرف الآخر على الإبقاء عليه ؛ وذلك لضمان استمرارية النظام ، ولو بالتخلص من رأسه وإبداله بآخر: العامل الأول : مشروع قانون الكونغرس الأمريكي ؟ العامل الثاني : مطالب الحركة الإسلامية والمعارضة السياسية بالتغيير ؟ نواصل استعراض العاملين أعلاه في حلقة قادمة ! [email protected]