باريس – ارليت خوري ناشد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأسر ضحايا الهجمات الثلاث التي نفذها المواطن الجزائري الاصل محمد مراح بين 11 و19 الشهر الجاري في مدينتي تولوز ومونتوبان، وأسفرت عن مقتل 4 يهود و3 جنود مسلمين، عدم بث مضمون شريط فيديو سجله القاتل خلال عملياته. واستجابت قناة «الجزيرة» القطرية التي حصل مكتبها في باريس على نسخة من الشريط الذي يتسم بعنف ودموية فائقين للطلب «التزاماً للسلوك الاخلاقي، ولأن محتوياته الفيديو لا تضيف معلومات». ودعا ساركوزي مسؤولين كل القنوات التلفزيونية الى عدم بث الشريط «مهما كانت الذرائع، احتراماً للضحايا والجمهورية». وأيد مطلبه وزير الخارجية آلان جوبيه والمجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع في فرنسا. كذلك، توسلت والدة المظلي في الجيش الفرنسي عماد ابن زياتن، وتدعى لطيفة، عدم بث الشريط، وقالت: «يريدون نشر صور ابني الذي مات في الثلاثين من العمر كأنه فيلم. أرجوكم لا اريد ان ارى ذلك». ودعت اسر القتلى الأربعة الذين سقطوا امام المدرسة اليهودية في تولوز، وبينهم ثلاثة اولاد، في بيان وسائل الإعلام الى «احترام ألم اسرهم وحزنها». وفي مؤشر الى عدم انتهاء قضية الهجمات جنوب غربي فرنسا بمقتل مراح الجمعة الماضي برصاص القوات الخاصة بعدما حاصرته لمدة 32 ساعة داخل شقته في تولوز، شجب ساركوزي كلام محمد بن علال والد محمد مراح الذي صرح من مقر اقامته في الجزائر بأنه «يعتزم مقاضات فرنسا لأنها قتلت ابنه». وقال ساركوزي: «اذكر هذا الرجل بأن ابنه صوّر الجرائم التي ارتكبها، وأبدى حرصاً شيطانياً على ان تصل هذه الصور المقيتة الى قناة تلفزيونية». اما جوبيه فدعا محمد بن علال الى «الصمت»، وقال: «لو كنت والد هذا الوحش للزمت الصمت من العار». ويطرح شريط الصور اسئلة عدة تسعى اجهزة الأمن الفرنسية الى الرد عليها، وفي مقدمها كشف هوية الشخص الذي ارسل الشريط عبر البريد الى مكتب قناة «الجزيرة». وأفادت مصادر الشرطة التي وضعت يدها على الشريط ان مرسله ليس مراح قبل مقتله، بل شخص آخر وضعه في البريد خارج تولوز. وأشارت الى ان الشريط أرفق برسالة خطية صاغها مراح، بأسلوب ركيك وكلمات مليئة بالأخطاء، وتبنى فيها قتل الضحايا السبع. وبالنسبة الى مضمون الشريط، ابلغ مدير مكتب «الجزيرة» في باريس زياد طروش قناة «بي اف ام» الأخبارية الفرنسية انه يعرض لقطات الأغتيالات تباعاً في تولوز ومونتوبان ترافقها موسيقى واناشيد دينية، ويتضمن ايضاً «صراخ الضحايا». وأكد طروش ان قرار القناة «لا تسعى الى الأثارة، وبث صور من دون تقدير اخطارها ونتائجها». التحقيق الى ذلك، يحاول المحققون كشف احتمال مرافقة رجل ثالث الأخوين محمد وعبد القادر مراح لدى سرقة الدراجة النارية التي استخدمها محمد مراح لتنفيذ الاغتيالات. وأودع عبد القادر مراح السجن بتهمه التواطؤ مع شقيقه وسرقة الدراجة النارية، على رغم انه نفى علمه بمخطط شقيقه الأصغر. وفي تصريح اجج السجال حول عدم اعتقال مراح الذي عرفته الاستخبارات الفرنسية قبل ارتكابه جرائمه، سأل الرئيس السابق للاستخبارات الداخلية الفرنسية أيف بونيه اذا كان مراح لم يكن مخبراً لدى الاجهزة الفرنسية ب «اعتبار ان الدائرة المركزية للاستخبارات عرفت أنه ليس اسلامياً، وانه تواصل مع احد عناصر الدائرة، وهو امر غير شائع». على صعيد آخر، اعتقلت أجهزة الأمن في مدينة فالنسيا الإسبانية رجلاً لم تكشف اسمه أو جنسيته اتهمته بنشر شرائط فيديو على الإنترنت تحض على تنفيذ «عمليات إرهابية» لحساب تنظيم «القاعدة».