- نص كلمة النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء القومي الفريق اول ركن بكري حسن صالح أمام جلسة المباحثات السودانية الكينية المشتركة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على موكب الهداة من رسل الله وأنبيائه أجمعين .. سعادة الأخ الأكرم / وليام روتو .. نائب رئيس جمهورية كينيا الشقيقة السادة اعضاء الوفد الكريم السادة الوزراء السيدات والسادة الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يطيب لى كثيرا أن احييكم وانتم تحلون بيننا هنا في الخرطوم ملتقى النيلين الرائعين .. ومنطلق النيل الخصيب الذي يجسد ارتباطا تاريخيا مع ارض كينيا العظيمة التي تحتضن واحدا من اهم منابعه في اشارة باقية على اتصال علائقنا وتاريخية مدلولاتها واضطراد مستقبلها على درب الوئام والتعاون والتنسيق المشترك مستندة إلى وشائج الدم والقربى التى تجمع عددا من مكونات الشعب الكيني العريق بأصول سودانية تمتد عبر التاريخ إلى الممالك الكوشية والنوبية والبانتوية. وانطلاقا من هذه المعانى الراسخة فقد كانت يد السودان على امتداد الزمان ممدودة للأشقاء في كينيا، حاملة شارات الاخاء ومؤكدة وحدة المصير ... وهي المعاني التي تجمع بين شعبينا منذ ايام التحرر الوطني الذي كانت كينيا احدى منائره السامقة .. بما عرف من شعبها من شجاعة وتضحية ووطنية إلى جانب ما يحمله شعب السودان من اعتزاز ووفاء للادوار الرفيعة التى انجزت بها كينيا وساطتها التاريخية إلى أن اكتمل اتفاق السلام مع الاخوة الجنوبيين في ملاحم كينية خالصة من الترتيب والمصداقية شهدتها اروقة المفاوضات الطويلة في ناكورو .. ومشاكوس ونيفاشا .. وباتت سطورا خالدة في سفر العلاقة بين بلدينا .. وكل هذا يجعل السودان دائماً سباقا في الوقوف إلى جانب اشقائه الكينيين دعماً للاستقرار في بلدهم العزيز . ولهذا لم يكن مستغربا أن يكون السودان حضورا ضمن المراقبين في الانتخابات التي انتظمت بلدكم الشقيق في شهر اكتوبر من العام الماضي بما تمخضت عنه من فوز مستحق لتحالفكم الكبير .. ولئن كان السودان حاضراً ومهنئاً في حفل تنصيب فخامة الرئيس أهورو كينياتا فانني أغتنم هذه السانحة لأجدد لكم التهنئة على الفوز وعلى إنجاز الانتخابات بكل ذلكم الرقي والتحضر . سيادة الأخ نائب الرئيس .. إذ أعبر عن بالغ السعادة والشرف بهذه الزيارة ذات المغزى العميق فإن الأمل ليحدونا شعباً وحكومة ً ... بأن تجيء نتائجها ترجمة حقيقية للتطلعات المشتركة في تعزيز التعاون واستكشاف مكامن الانطلاق بعلاقتنا في مضمار تحقيق المصالح المتبادلة خاصة في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والمائية والنفط والتعدين فضلاً عن الاتفاق على رؤية تعزز التبادلات التجارية وتجسر نقل المعارف والخبرات . وربما يكون جديراً بالاشارة اليه في هذا المقام .. ما يوفره السودان من منح للطلاب الجامعيين الكينيين تفوق الثلاثمئة منحة في شتى جامعاتنا .. بما يفتح الطريق أمام امكانية التوافق بين المؤسسات التعليمية في كلا البلدين على نهج المنح الدراسية المتبادلة .. هذا إلى جانب تطلعنا إلى رسم خريطة سياحية مشتركة تستفيد من تباين البيئات السياحية بين بلدينا أملا في أن يكون ذلكم التباين مدعاة للتكامل السياحي إذ يتمتع بلدكم الشقيق بمقومات ممتازة وخبرة طويلة في هذا المجال الثري . أما على نهج الخطى العملية في مجال التعاون المشترك .. فإن هذه الزيارة المهمة تأتي تواصلاً للقاءات المفيدة بين قيادتي البلدين ومتابعة لنتائج الزيارة المهمة لفخامة الرئيس أهورو كينياتا للسودان في اكتوبر 2016م وأرجو في هذا الخصوص أن اشيد بانتظام اعمال اللجنة الوزارية المشتركة بين بلدينا التي عقدت دورتها التاسعة في ديسمبر 2015م بالخرطوم .. وأنني اتابع بكل حرص التحضيرات لعقد الدورة المقبلة العاشرة للجنة الوزارية في اقرب الآجال بنيروبي .. والتي سنتابع نتائجها في دفع برامج التعاون المشترك . الأخ الأكرم نائب الرئيس .. الوفد الكريم .. إنه ليسعدنا كثيرا أن نثمن عاليا مستوي التعاون والتنسيق المتطور وتبادل الدعم القائم بين بلدينا في المحافل الإقليمية والدولية .. خاصة مواقف كينيا في مساندة مقررات مؤتمرات قمة الإتحاد الأفريقية الرافضة لاستهداف ما يسمي بالمحكمة الجنائية الدولية للرؤساء والقادة الأفارقة .. والدعوة للإنسحاب الجماعي من عضوية المحكمة إذا لم تتم الإستجابة للمطالب الأفريقية المقدمة في هذا الشأن .. ومن هنا ندعو لمزيد من التعاون والتنسيق بين بلدينا في هذه القضية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وإن المرحلة المقبلة من تاريخ قارتنا الأم أفريقيا .. تحتم على دولتينا ودول القارة جميعها .. تكثيف العمل المشترك .. للنهوض بقارتنا وتمكينها من القيام بدورها الفاعل في التبشير بالسلام والتعايش السلمي .. وتقديم نموذج حي للعالم يؤكد شراكة القارة في الجهود الإنسانية لبسط الحرية والأمن والاستقرار ومبادئ السلام. وان السودان يقدر لكينيا توجهاتها المساندة للسودان في مساعيه الرامية إلى تأكيد أهمية العمل الأفريقي المشترك .. بجانب تعاون البلدين في دعم الجهود الإقليمية لتحقيق السلم والأمن .. ومكافحة الارهاب والتطرف .. والجريمة المنظمة والعابرة للحدود .. والهجرة غير الشرعية .. والاتجار بالبشر .. والتهريب بكافة أشكاله. الأخ الأكرم نائب الرئيس .. لا شك أنكم تتابعون جهودنا الحثيثة المبذولة لبسط السلام ودعم جهود التنمية وتكريس مبادئ التعايش السلمي حيث قدم السودان تجربة سياسية اجتماعية ثرة .. تمثلت في بسط روح الحوار الوطني بمشاركة كافة القوى السياسية والمجتمعية الحية ... مما مكننا من الالتفات لبناء قدرات الأمة والدولة وتشكيل حكومة وفاق وطني تعكس روح أهل السودان المتسامحة . سعادة نائب الرئيس إن السودان لايزال يشعر بالقلق تجاه استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في جارة بلدينا دولة جنوب السودان .. والتي تلقي بظلال سالبة على كافة دول الاقليم، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود التي نقوم بها مع دول الإيقاد لإيجاد مخرج سلمي للأزمة . . بذات النهج الذي يثمن فيه السودان ويقدر جهود كينيا لتحقيق السلام والاستقرار في كل من الصومال والكنغو الديمقراطية وإننا نؤكد لكم الاستعداد للعمل سويا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري وتنويعه لمصلحة البلدين .. لا سيما بعد رفع العقوبات الأحادية عن بلادنا . . وذلك لإيماننا بأن العلاقات الاقتصادية لا تزال دون الطموح بالنظر للعلاقات المتطورة في المجال السياسي والدبلوماسي .. الأخ نائب الرئيس .. الوفد المرافق .. أود أن أؤكد لكم عن كامل الاستعدادات للعمل سويا على ازدهار العلاقة بين بلدينا .. رغبة في أن يستوعب الجانب الاقتصادي قدرات البلدين وتمتعهما بعضوية المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية المختصة بالشؤون الاقتصادية بما يعنيه ذلك ضرورة النفاذ إلى أقصر السبل المحققة لمطالب التبادل التجاري .. وإزالة كافة العوائق غير المبررة التي تحول دون تحقيق تلكم الأهداف .. وختاما .. وربما يكون جديرا بالإشارة إليه في هذا المقام .. ما يوفره السودان من منح للطلاب الجامعيين الكينيين تفوق الثلاثمئة منحة في شتى جامعاتنا .. بما يفتح الطريق أمام إمكانية التوافق بين المؤسسات التعليمية في كلا البلدين في إطار المنح الدراسية المتبادلة . . أجدد الترحاب بكم في بلدكم الذي يسعد بزيارتكم .. متمنيا لكم إقامة سعيدة .. وزيارات مثمرة في ما يتضمنه برنامجكم .. وليكن ما نتوافق عليه عبر الاتفاقيات المشتركة ويتخذوه قدوة وشرفا .. وفقكم الله ... والسلام عليكم ورحمة الله ...