لا شك أن المكونات السياحية والعناصر الترفيهية والترويجية في عالم اليوم أصبحت متعددة ومتجددة أسوة بمجالات الحياة الأخرى ومع ذلك تبقي الموجودات السياحية من أماكن وموروثات مستودعا هائلا لمتطلبات الجذب السياحي من هذا المنطلق جاء الاهتمام باليوم العالمي للسياحة والذي يصادف الثامن والعشرون من ديسمبر شكل احتفال هذا العام حدثا إيجابيا يضاف إلي سجل الزخم السياحي بالسودان وعلي وجه الخصوص ولاية الخرطوم وبهذه المناسبة حاورنا مدير إدارة السياحة بولاية الخرطوم فإلي مضابط الحوار :- س: ما هي الفكرة في التركيز علي السياحة في السودان ؟ ج: درج السودان منذ 1974م علي الاحتفاء بهذا اليوم في إطار التفاعل مع القضايا العالمية ولأهمية السياحة والتي ننظر إليها كأحدي بدائل البترول اقتصاديا. س: ما هو شعار هذا العام وما هي مدلولاته ؟ ج:جاء الاحتفال هذا العام تحت شعار (السياحة تربط بين الثقافات ) مبينا بأنه يرمز لربط كل الشعوب والدول من خلال ثقافاتها مهما تباينت وتباعدت جغرافيا يظل التلاقح إذا كان عبر الكتابة أو الموسيقي أو الفنون المختلفة أي عبر الثقافة . س: حدثنا عن مبادرات المجتمع المدني؟ ج: جاءت مبادرات القطاع الخاص تأكيدا للدور الرائد للمجتمع في قيادة المبادرات وقد بادرت ادارة السياحة بولاية الخرطوم إلي مد يد التعاون مع شركة هامتك وبنك الخرطوم وشركة زامكو للتنمية والأنظمة المحدودة وجامعة السودان العالمية وقناة الخرطوم العالمية والذين ساهموا بدور فاعل في تبادل قضايا تطوير السياحة وتمويلها كمدخل لرفد الاقتصاد السوداني بعنصر جديد أصبح مصدرا للاقتصاد الدولي مضيفا وهو ما بشرت به الحكومة الاتحادية والحكومات الولائية مؤخرا ضمن التيار الداعي إلي توسيع واستغلال الموارد الطبيعية للبلاد بما يحقق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. س: ما هي البرامج التي تم بها الاحتفال باليوم العالمي للسياحة ؟ ج نفذنا برنامج طموح استمر لمدة 4 أيام شمل بعض المحاضرات اهتممنا فيها بطلاب كليات السياحة في ولاية الخرطوم وعددها خمسة كليات وأقيمت ندوة كبري تحت رعاية جامعة السودان العالمية بعنوان حاضر ومستقبل التعليم والتدريب السياحي والفندقي بالسودان قدمها الخبير السياحي مستر سر الختم عبيد والتي خلص فيها إلي أهمية تمليك ثقافة السياحة إلي طلبة السياحة وإلي المواطن العادي ولطالب السياحة للقيام بدور رائد في مجال السياحة السودانية .أما في جانب التمويل أكد بأن السياحة لا يمكن أن تنهض بدون تمويل سواء خارجي أو داخلي لذلك جاءت الندوة التي أقيمت في اليوم الثالث للاحتفال تتحدث عن التمويل الأصغر ودوره في تنمية الصناعات الثقافية والسياحية بالتضامن مع الوزارة وبنك الخرطوم وبنك السودان مؤكدا بأنها محاضرة ضافية تلمست كل ما يلزم في دور التمويل . س:ما هي المشاكل التي وقفت عليها الوزارة ومناحي القصور ؟ ج: هناك قصور في تناول المواطن السوداني للسياحة كما ذكرت أو التعاطي معها كواحدة من العناصر الترفيهية والتعريفية في آن واحد مؤكدا بأن الاهتمام بطلبة كليات السياحة جاء ليقوي هذا الجانب ولترقية الحس السياحي لدي المواطن العادي والفهم لدور السياحة في ربط الشعوب اجتماعيا وثقافيا ، وقال أن كرنفال شارع النيل (احدي احتفاليات اليوم السياحي ) فقد كان كرنفالا شعبيا شارك به العديد من المهتمين وربط المجتمع بقضايا السياحة. س: ما هي المشاريع المستقبلية لولاية الخرطوم في تطوير السياحة هناك تنسيق بين الولاية والوزارة الاتحادية والجهات ذات الصلة في التنسيق للترويج للسياحة كعائد اقتصادي مهم يجب أن يعني به وبمدخلاته وموارده خصوصا أن الموارد السياحية المتاحة ليست مستقلة حتى الآن بشكل كبير لذلك يجب أن يكون هناك تركيز علي تفعيل وتنشيط عجلة الاستثمار في قطاع السياحة ، وأوضح أن هناك عدد 20 مشروع بميزانيات مختصة سيروج لها داخليا وخارجيا بغرض التمويل تتفاوت ميزانياتها هناك مشاريع كبيرة تحتاج للأموال ضخمة وهناك مشاريع يمكن أن تقام برؤوس أموال وطنية صغيرة . س: ما هي المشاريع علي المدى القصير والطويل ؟ ج: اوضح نحن مهتمون بالنيل كرافد هام من روافد السياحة يتميز بملتقي النيلين وهو يعتبر مزارا عالمي سياحي لا يوجد في أي بلد من بلاد العالم تعتبر هذه الخصوصية الفريدة جاذب للسياحة . و لدينا تصور لإقامة برج مصحوب بمنطقة تجارية متكاملة قائلا هذا المشروع ضخم ويحتاج لميزانية كبيرة ولكن عائده المادي أيضا لا يقدر . وأضاف لدينا مدينة أم درمان السياحية علي خط المطار الدولي الجديد وهي مدينة سياحية كاملة بنواديها الرياضية وسينما ومسرح ومنتزهات عامة جاذبة للسياح وهناك مشاريع صغيرة يمكن أن تسمي ولاية الخرطوم بأرض الضفاف الستة لوجود ست ضفاف علي نهر النيل إذا حسبنا مدينة توتي تصبح ثمانية ، وأضاف أتمني أن تري تلك المشروعات النور قريبا مشيرا إلي فكرة تطوير الأسواق المحلية الموجودة بأم درمان كسوق الناقة والموردة كسوق السمك بإضافة وتطوير الشكل والخدمات لتصبح بيئة جاذبة سياحيا وأضاف أن منطقة السبلوقة مرشحة لأن تكون استثمارا مشترك ما بين ولاية الخرطوم وولاية نهر النيل لتنفيذ مشروع مدينة السبلوقة موضحا أن التصور لهذا المشروع جاهز للبحث فيه عقب اجتماع والي ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم . علي مشارف نهاية الحوار . شدد سليمان عبد التواب علي أن الاهتمام الرسمي والمحلي وتضافر الجهود من شأنه أن يعمق النظرة الإيجابية للجوانب المتعددة التي تمتاز بها أراضي السودان في مختلف مشارفها حتي تصبح ولاية الخرطوم مزارا سياحيا يضاف إلي سحر النيل الخالد. ام/ام