الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها بعض دول العالم الثالث وخاصة الفيضانات والسيول والأمطار تمثل تحديات تتجاوز إمكانيات هذه الدول لمواجهتها مما يؤثر سلبا على أوضاعها الاقتصادية واستقرار مجتمعاتها . وعلى الرغم من الجهود الصادقة التي تبذلها المنظمات الوطنية والإقليمية لتقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة مواطني تلك الدول إلا أننا نجد منظمات أخرى تستغل تلك الأوضاع لتنفيذ أجندة خفية ومشبوهة ، وتمثل منظمة التعاون الإسلامي إحدى المنظمات التي أسهمت بدور فاعل في مجال العمل الإنساني ليست على مستوى الدول العربية والإسلامية فحسب بل على مستوى دول أخرى تعرضت لكوارث مختلفة . وشهد السودان مؤخرا إحدى تحركات هذه المنظمة بتنسيق كامل مع الحكومة والمنظمات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من السيول والأمطار التي ضربت العديد من ولايات البلاد مؤخرا . وكالة السودان للأنباء التقت مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون الإنسانية السفير عطا المنان بخيت الحاج وحاورته حول مجمل القضايا التي تتصل بجهود المنظمة ودور التحالف في تقديم الدعم الإنساني للمتضررين في السودان فإلى مضابط الحوار :- س1/حدثنا في البدء عن تحالف منظمة التعاون الإسلامي والدور الذي يقوم به حالياً في السودان ؟ ج/منظمة التعاون الإسلامي أنشأت تحالف إنساني لإغاثة متضرري السيول والأمطار يتكون من ست منظمات لدول هي السعودية وبريطانيا والكويت والأمارات وجنوب إفريقيا وتركيا ،والتحالف بدأ العمل في الخرطوم لإغاثة متضرري السيول والأمطار . وكل هذه المنظمات تعمل بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي ، والدعوة الإسلامية في السودان كمنسق للعمل داخل السودان وبالتنسيق مع الجهات المسئولة ويتم العمل بعد معرفة الحاجات الأساسية للمواطنين بمساعدة المنظمات الوطنية ، وتدخلنا تم بالتنسيق المباشر مع السلطات المعنية وبدأنا بعمل عاجل انطلاقا من محلية كرري باعتباره من المحليات الأكثر تضررا وذلك بتقديم مساعدات من جانب أربع منظمات تابعة للتحالف من السعودية وتركياوجنوب إفريقيا وبريطانيا ، و سيكون عمل التحالف في الفترة القادمة عبر جسر جوي من السعودية وليبيا في شكل دعم مباشر تقدمه منظمة التحالف خاصة في بريطانياوتركيا ،وسيكون الدعم على مرحلتين الأولى دعم عاجل والثانية مرحلة إعادة البناء بالتنسيق مع الجهات المعنية في الحكومة ممثلة في وزارة الخارجية ومفوضية العون الإنساني وولاية الخرطوم بهدف تحديد الاحتياجات . وأشار السفير عطا المنان إلى أنهم اطلعوا على الأوضاع التي خلفتها السيول والأمطار ليس في الخرطوم فقط بل في الولايات الأخرى أيضا والتي يتم دعمها عن طريق منظمات أخرى بجانب بدء العمل لمقابلة تداعيات السيول والأمطار حيث تم تسيير قوافل مختلفة لمناطق الفتح وشرق النيل تضم مساعدات غذائية وإيوائية لعدد اثنين ألف و650 أسرة وان قافلة أخرى ستتجه لمنطقة شرق النيل ولان منظمة الدعوة الإسلامية عبر مكتبها في دول قطر تعمل بتنسيق مع خمس منظمات قطرية لدعم المتضررين، والآن دخلنا في التشاور مع السلطات في مرحلة إعادة البناء وإعادة الاعمار عبر المؤسسات الخدمية بصورة عاجلة وإيواء الأسر المتضررة عبر توفير المواد وبتوزيع مواد عاجلة بناء على الاحتياجات الحقيقية من الميدان . وأضاف السفير عطا المنان حاليا أصبح إيصال المساعدات سهل جدا مقارنة بحجم الكارثة ويرجع ذلك إلى التنسيق بين المنظمات الدولية والمحلية وتقديم المعلومات الصحيحة للمنظمات والدعم الخارجي لا يلغى دور المؤسسات الوطنية المحلية أو السلطات الموجودة س2/الهدف من التحالف ؟ ج/ الهدف من التحالف تقديم تجربة ناجحة في إطار العمل الإنساني الجماعي الإسلامي لان المنظمة تمثل العمل الإنساني وهى مظلة شاملة سياسية واجتماعية وإنسانية في العالم يجب أن يكون لها تدخل في العمل الإنساني خاصة في الكوارث . س3/ كيف تقيم آثار الفيضانات والسيول في السودان؟ ج/الفيضانات في السودان آثارها ليست بالكارثة ، تضرر عدد كبير من المواطنين بالرغم من حجمها لأنه حجم متوسط مقارنة بالدول الأخرى التي وقعت عليها الكوارث والأضرار ، في السودان مرتبطة بحجم المياه وارتفاع وانخفاض مناسيب النيل وطالما المهدد قائم لذلك لابد أن تكون منظمات العمل الإنساني على أهبة الاستعداد ولابد أن تتكامل الجهود بين الأطراف الثلاثة الحكومة والمنظمات والمواطن حتى نستطيع أن نصل إلى عملية إنسانية متكاملة لخدمة الوطن س4/هل كانت هنالك مشاركات سابقة للعمل الإنساني من قبل التحالف في السودان ؟ ج/ فكرة التحالف ليست جديدة بل هي فكرة قديمة وعملنا في دول كثيرة وقعت فيها كوارث مثل الصومال واللاجئين في تركيا ومع الأزمة السورية الراهنة . وأنشئ التحالف لان المؤسف جدا أن حجم الكوارث أصبح كبير جدا في العالم الاسلامى نحن نحتاج إلى آليات لديها إمكانيات للعمل الانسانى ،المنظمات الموجودة فى بعض الدول لا تستطيع تغطية الكارثة مما يستوجب ان تتكامل الأدوار .ونحن الان نجمع عددا كبيرا من الدول ننسق فيما بيننا ،لان التنسيق نفسه إذا تم بصورة ناجحة سيؤدى بشكل كبير جدا اى تخفيف اثار الكارثة .التحالف مهمته ينسق ويحشد الدعم نحن عملنا فى مناطق عديدة فى السودان فى دار فور 2010م عقدنا مؤتمر المانحين وكان مؤتمر ناجح جمع اكثر من 850 مليون دولار كان مؤتمر دولي لتنمية دار فور ، ظللنا نعمل مع السودان خلال الأربعة سنوات بانتظام في كثير من الكوارث ولكن لأول مرة نتدخل باسم التحالف .وشاركنا فى أزمة أبو كرشولة قدمنا مساعدات لمنطقة جنوب كردفان والآن نشارك فى أثار السيول والامطار فى العديد من المناطق المتضررة . س5/ ماتم تقديمه في شكل مساعدات حتى الآن ؟ ج/ المنظمات ألتزمت بمبلغ قدره 2مليون دولار لمرحلة الدعم الطارئ ومرحلة إعادة البناء وهذا المبلغ يزداد تدريجيا . نحن نعمل مع السلطات المعنية بالحكومة السودانية للوصول لأكبر عدد ممكن من المتضررين لتقديم الدعم والمساعدات سواء كانت المساعدات التي وفرت مباشرة من خلال فترة السيول او مساعدات تأتى تباعا عبر الجسر الجوى من المملكة العربية السعودية وليبيا ستشمل ولاية الجزيرة ونهر النيل . س6/ هل تعتقد بان منظمات العمل الانسانى تغطى كل احتياجات المتضررين ؟ ج/ لا أستطيع أن أقول نحن نستطيع تغطية كل الاحتياجات هذا هدف ضخم جدا وصعب المنال فى المرحلة الحالية ، ولكن تحالف الجهود مابين القطاع الشعبي والرسمي والمواطنين المتضررين أنفسهم يمكن ان يسهم بشكل كبير جدا لتجاوز الكارثة باسرع فرصة . س7/ هل هنالك مضايقات من قبل الجهات الرسمية ؟ ج/هذا السؤال ليس مطروح بالنسبة لنا ،بينما يكون مطروح للمنظمات الغربية لان هنالك بعض المنظمات تاتى بخلفية ثقافية مختلفة لذلك يصبح القبول وعدم القبول مطروح لها . في المنظمات الإسلامية البعد الثقافي يعطينا تميز من خلال تعاون الدول الأعضاء بل بسبب البعد الثقافي هناك كثير من الدول غير الأعضاء حاولت ان تعمل عبرنا وبتنسيق معنا حتى تغطي نفسها بجانب الثقافة التي نتميز بها . س8/ هل هناك مشاريع مطروحة من قبل التحالف فى مجال العمل الانسانى؟ ج/ نحن نفكر بان الأزمة في السودان ليست كارثة كبيرة مثل الكوارث الأخرى التي حدثت فى باكستان وبنقلاديش الفيضانات الضخمة جدا كارثة متوسطة لكن فى كل الكوارث نعمل على مستويين تتراوح مابين 15-30 يوم ومن ثم مرحلة إنعاش المجتمع عبر مشروعات صغيرة تعيد الحياة تدريجيا تمهيدا لاعادة البناء والاعمار مما يمكن المواطن من إعادة حياته الطبيعية وهذا عبر البرمجة التي تم ذكرها. العودة تكون مرحلة تدريجية لان مرحلة الطوارئ للإغاثة العاجلة واذا استمرت الأوضاع بهذه الصورة قد تصل مرحلة الإغاثة العاجلة ،وإذا كان انسياب الإغاثة الخارجية والداخلية بكثافة تغطى حاجيات الناس ،ولكن فى تجارب الفيضانات هنالك تجارب كثيرة فى الدول مما يتطلب إيجاد معالجات كبيرة لمشاكل الفيضانات ،هنالك معالجات تقوم بها الدولة والمواطن ،الدول يجب ان تعد مصارف جيدة لتصريف المياه وعمل بنية أساسية قوية وبناء المنازل بشكل يقاوم الفيضان وتجنب مجارى السيول والفيضانات ، وان تسعى الدولة إلى مرحلة تاهيل المواطن لابد من تنظيم مجموعات تدريبية للمواطنين وكيفية التعامل مع الطوارئ وإيجاد آليات قوية للعمل في حالات الطوارئ والدولة لابد أن تعد نفسها إعدادا جيدا . س9/ العمل الانسانى دائما ينطلق في البداية من جانب الدول بحماس كبير ثم يبدأ في التراجع ،كيف يمكن التقلب على هذه المشكلة ؟ ج/هنالك مبادرات عالمية وجدت دعماً كبيراً من العالم الإسلامي هذه المبادرة سوف تجيب على هذا السؤال لأنه في حالة الكوارث الكبرى كانت المؤسسة العسكرية الوطنية تتحرك بإمكانياتها وكذلك المؤسسات الإنسانية الدولية والإقليمية لكنها كلها تعمل بدون تنسيق وهنالك جانب آخر وهو أن المؤسسات المدنية تستنفد جزءً من وقتها في العمل الاغاثي في مراحله العاجلة ولذلك عندما تنتهي هذه المرحلة تجد نفسها استنفدت كل طاقاتها البشرية والمادية قبل مرحلة التعافي وإعادة البناء ،وهذا يفسر انه في الأيام الأولى من الكارثة تكون هنالك مجموعة ضخمة جدا من المنظمات الإنسانية ولكن بعد شهر تقريبا لا تجد هذا العدد وتابع قائلا لذلك المبادرة سوف تعالج جانبين الأول التنسيق على الأرض لأنه لأول مرة سيكون هناك تنسيق واضح بين المؤسسات العسكرية والمدنية في حالات الكوارث وهذا التنسيق سيؤدي إلى فاعلية على الأرض ومعناه إنقاذ عدد اكبر من الضحايا وسيؤدي ذلك إلى تحسن الأوضاع بشكل أسرع ،أما الجانب الثاني هو ان تكون المؤسسة العسكرية بإمكانياتها الكبيرة سيتيح لمنظمات المجتمع المدني ان توفر بعض مدخراتها الى مرحلة الانتعاش والتعافي وإعادة البناء وهذا سيؤدي إلى تكامل في الجهود وتحسن في الوضع وسيشعر الجميع انه نجح في مهامه