سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دكتور إسماعيل الحاج موسي :- -ليست من مهمة المؤتمر الوطني إصلاح حال الأحزاب الأخرى بل يعمل ليكون قدوة للآخرين، - تجربة الحكم الفيدرالي لم تنجح في تحريك الخدمات بالولايات فحدث نزوح للعاصمة وهذه من أسباب الدعوة لمراجعة التجربة.
- تتسابق الأحزاب السياسية الخطى وتتصاعد حمى الحملة الإعلامية الانتخابية مع كل يوم جديد ويتقارب من صناديق الاقتراع. وفى إطار الحملة الإعلامية للانتخابات أجرت (سونا) العديد من الحوارات والاستطلاعات مع القوى الحزبية والسياسية ، الدكتور إسماعيل الحاج موسي عضو الهيئة التشريعية القومية ممثل ولاية الخرطوم بمجلس الولايات وقيادي بالمؤتمر الوطني ، كان ضيف حوارنا في هذه السانحة ، فالي مضابط الحوار: س: قطعت العملية الانتخابية كاستحقاق دستوري شوطا مقدرا فيما تنادي بعض الأحزاب بتأجيلها بحجة ان الوقت غير مناسب كيف تقيمون ذلك؟ ج: الانتخابات استحقاق دستوري أما حكاية مناسب أو غير مناسب فهي غير واقعية لان الدستور ينبغي ان يطبق ، فالدستور هو أبو القوانين وحتى القوانين كلها تجئ لتفسر وتفصل الدستور، والدستور واضحة فيه جدا أن عمر ولاية رئيس الجمهورية خمسة سنوات تنتهي في أوائل أبريل 2015م وتبدأ من يوم أداء القسم، وبالنسبة للهيئة التشريعية القومية فعمرها خمسة سنوات وتبدأ من أول جلسة للمجلسين ( المجلس الوطني، ومجلس الولايات)، فالدستور هو الذي يحدد عمريهما، فلذلك أصبح الانتخاب استحقاق دستوري ولو جاءت الأحزاب بحديث غير ذلك لابد من تعديل الدستور وإلا سيحدث فراغ دستوري إذا لم تجر انتخابات في الوقت المناسب، وبالتالي يحصل لنا ما حصل في لبنان ونصبح أمام مشكلة كبيرة جدا . و نعتقد أنه إذا نجح الحوار الوطني ومضي بصورة نشطة وجادة يمكن الوصول إلى اتفاقات وتوافقات ، وبناءاً عليها ممكن أن يحصل شيء بخصوص الدستور، لكن بما أن الحوار الوطني نفسه متعسر فنحن مقيدين بالدستور، فمفوضية الانتخابات عندها قانون يحدد لها آجال محددة هناك أجل للتسجيل وهناك أجل للتصويت وهناك أجل للحملة الانتخابية. س: عمل الحزب الحاكم على إتاحة فرصة كافيه للأحزاب لاستكمال بنائها التنظيمي والهيكلي عندما أرسي أسلوب المؤتمرات العامة في إدارة العمل السياسي داخل الحزب وتعزيز الديمقراطية والشورى إلا أن الأحزاب الأخرى لم تفلح في تنفيذ خطة النزول للقواعد طوال الفترة الماضية ، كيف تقيم ذلك التوجه السياسي؟ ج: المؤتمر الوطني ليس من مهمته إصلاح حال الأحزاب الأخرى نحن نصلح أنفسنا لكي نكون غدوة للآخرين، فنحن منذ ان جئنا شعرنا أن الأحزاب السودانية ضعيفة جدا ، أحزاب ليس لها برامج ليس لها أفكار ومؤسسات ، لا توجد بها ديمقراطية بالداخل، ولذلك حاولنا واعتقد أننا نجحنا بقدر كبير في ان نبني حزب بالمعني الحقيقي ، والعلم بماهية الحزب ، عنده فكر ولديه برامج ولديه مؤسسات صعد من القاعدة مروراً بالمرحلة الوسطية وصولا للقمة، هذا ما حدث في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الذي أنعقد بأرض المعارض ببري مؤخرا كان هو حصيلة لمئات المؤتمرات التي انعقدت علي مستوي قاعدي ومستوي وسيط ، فنحن ممكن نصنع غدوة للآخرين لكن ما ممكن نأمرهم بعمل كذا وكذا ، فنحن وبأي حال حزب لا نتدخل في شأن حزب آخر فيصبح الحزب صنيعة المؤتمر الوطني وهذا ليس من واجبنا وليس من حقنا ولا من مصلحتنا. س: بمعني آخر كانت من مسؤوليات حزب المؤتمر الوطني إيجاد أحزاب قوية لمنافسته وإرساء ممارسة سياسية رشيدة ولكن حدث العكس تشتت الأحزاب وانقسمت؟ كيف تقيم ذلك وما هي الأسباب؟ ج: إيجاد الأحزاب يتم بالقدوة وليس بصناعة حزب ، فأي حزب يبني بواسطة جماهيره وأعضائه ولا يبنيه حزب آخر، فالمؤتمر الوطني يمكن ان يعمل عمل ناجح ويكون قدوة للأحزاب الأخرى كي تحذو حذوه ، لكن إذا صنعنا حزب يمكن ان تؤخذ علينا وتكون هذه جريمة ، فنحن يمكن أن نعمل حزبنا بمؤسسية وديمقراطية لكي تقتدي به الأحزاب وتحذو حذونا، فاعتقد أن الأحزاب تبني نفسها بنفسها وبجماهيرها وأعضاءها. س: تقييمك لتجربة المؤتمر الوطني في الحكم؟ ج: إجابة مختصرة أقول هي تجربة تستحق الدراسة والاستفادة ، قطعا لأنها أطول تجربة حكم في السودان استمرت ربع قرن من الزمان فتجربة نميري كانت 16 سنه أما الأحزاب كلها فكانت فترة حكمها سنتين وثلاثة سنوات، فلذلك هي تجربة طويلة تستحق ان الناس تدرسها لماذا استمرت ربع قرن وهى مستمرة ان شاء الله ، ولذلك فهي تجربة غنية بان الناس تدرسها لماذا استمرت وكيف استمرت ونحن كمؤتمر وطني نعترف بأننا بقدر ما أصبنا كثيرا وأنجزنا كثيرا بقدر ما حدثت من أخطاء طبعا بنتوقف عندها وندرسها ونتلافاها ونحن بشر غير معصومين من الخطأ. س: ما هي الأخطاء في تقديرك ؟ ج: نحن عملنا التجربة الفيدرالية بحيث يكون هنالك اقتسام عادل للثروة والسلطة من أجل أن يجد المواطن في كل ولاية خدمات ويجد تنمية ويبقي في ولايته ولكن الآن الملاحظ أن كل ناس الولايات زاحفين إلي الخرطوم مما يعني الولايات لم تنجح في إحداث تنمية وان تقدم خدمات، وان ما يذهب من ثروة إلي الولايات بدلاً من أن يستخدم في التنمية والخدمات يستخدم في تعيين المعتمدين والعربات والمكاتب ، وهذا خطأ فذلك السيد رئيس الجمهورية في خطابه عند افتتاح الهيئة التشريعية القومية في الدورة الأخيرة طالب الناس بمراجعة نظام الحكم اللامركزي الذي انتهجناه فالتغيرات حدثت في اللجنة التي تم تكوينها برئاسة الأخت بدرية سليمان لمراجعة هذا الأمر. س: تصر الحكومة على إقامة الانتخابات في موعدها، هل يعنى ذلك إلغاء الحوار؟ ج: ان الانتخابات حق دستوري لا يمكن تأجيله ، والدستور حدد متى تبدأ ولاية رئيس الجمهورية ومتى تنتهي ولايته ، وان الخطأ في مسار الحوار الوطني وحتى تقوم الانتخابات ، وهذا محدد في الدستور أيضا وان الخطأ في التعثر الذي حدث في الحوار ، لو كان الحوار يمضى بصورة سريعة كان يمكن ان يفضي إلي تفاهمات تؤدي إلي الاتفاق لتأجيل الانتخابات وتعين حاجات مؤقتة وما إليه. س: أعلنت بعض الأحزاب وبعض القوي السياسية مقاطعتها للانتخابات فهل تعتقد أن المقاطعة ستؤثر على نسبة المشاركة في الانتخابات ؟ ج: والله أنا مع احترامي للأحزاب كلها تفشت وتمزقت . س: إذن لماذا تقاطع الانتخابات هل لأنها غير قادرة على المنافسة ؟ أم بسبب حالة الانقسام والتشرذم التي تعيشها ؟ ج: لأنها أحزاب غير قائمة علي أسس سليمة وقوية وليست لديها برامج وليست لديها أفكار ومؤسسات ويمكن ان تتفتت بسهوله وهي أحزاب هشة، ولأنها ليست لديها قدرة لخوض الانتخابات ونتيجة الانتخابات سوف تفضحهم وسوف يحصلون علي أصوات بسيطة ونصيبهم سوف يكون قليل وستفضحهم نتيجة الانتخابات، فبنيتهم أصبحت ضعيفة وهنالك أحزاب قامت حديثا إلا أنها ضعيفة وفي أحزاب تمزقت. س: ممارسة الديمقراطية يرتبط المصطلح وإنزال معانيه لأرض الواقع ، في حين تشهد الأحزاب التي تنادى بالديمقراطية الكثير من الانشقاقات والتصدعات داخل مؤسساتها بصورة غير معهودة في تاريخ العمل السياسي في السودان، إلى ماذا تعزو ذلك( غياب الرؤية أم غياب الإرادة والعزيمة؟ ج: واحدة من الأساسيات التي تستهدفها الأحزاب عند قيامها هي تحقيق الديمقراطية فالديمقراطية لحمتها وأساسها الأحزاب السياسية، ولكن نقول أحزاب وخاصة الحزب الذي يساهم أو ينفذ الديمقراطية هو الحزب الحقيقي الذي لديه أفكار ولديه برامج وعنده مؤسسات ولديه ديمقراطية تمارس في داخله ، وفي هذه الأحزاب لا توجد ديمقراطية، فهنالك أحزاب لم تعقد اجتماعات منذ أربعين سنه وأكثر. وهنالك بعض الأحزاب بيقودها رئيسها فقط ولذلك نقول( فاقد الشيء لا يعطيه) وأنا أتساءل انت ما حققت الديمقراطية داخل الحزب فكيف يمكن ان تحققها علي مستوي الوطن. س: بعض الأحزاب السياسية التاريخية رغم وجود مساحات كبيرة للممارسة السياسية إلا أنها لم تواكب التطورات السياسية ، لماذا؟ ج: الأحزاب الكبيرة هي أحزاب كبيره موش لأنها أحزاب سياسية بل لأنها واجهات سياسية لطوائف يعني 90% إذا ما أكثر من عضوية حزب الأمة هم الأنصار و 90% من عضوية الاتحادي الديمقراطي هم الختمية يبقي الولاء طائفي وليس ولاء سياسي ، والسبب الأساسي ان القيادات هم نتاج طوائف وليس نتاج مؤسسات حزبية وهم نتاج بيت طائفي والزعيم الطائفي يأمر فيطاع ولذلك صعب عليه جدا ممارسة الديمقراطية الحقيقية والزعماء الطائفيين لا يستحملون المناكفة، فالسياسة فيها مناكفات و فيها أخذ ورد وفيها نقد ولكن زعيم الطائفة يأمر فيطاع. ** كلمة أخيرة: ** أفتكر ان الناس بعد هذا عليهم حشد أنفسهم والاستعداد لخوض هذه الانتخابات والتي وصلت الآن مرحلة الحملة الانتخابية ونحن الآن في المؤتمر الوطني مطلوب منا حشد الناس للتصويت ونحن علي يقين بأن الرئيس سيفوز في هذه الانتخابات وليس هذا تمني ولكن من منطلقات موضوعية منطقية وما نراه في الساحة ان كل الأحزاب تقريبا التي خاضت الانتخابات ضدنا حتى في بعض الدوائر الجغرافية مؤيدة للرئيس وفي الاتحادي الديمقراطي الأصل اللهو أكبر حزب وهو منافسنا في الانتخابات وهو الاتحادي الديمقراطي الأصل قائده جلال يوسف الدقير كلهم مؤيدين للرئيس أما الأحزاب الحديثة التي تقدمت للرئاسة والمستقلين فنتيجتهم سوف تكون ضئيلة جداً لكسب الانتخابات ولكن أحي فيهم الجرأة.