- تجربة الإتحاد الأروبي من أقوى مظاهر التعاون بين الدول في العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية والتي أدت إلى إحداث تغييرات مهمة في الجغرافيا السياسية لأروبا .وهي الأهم في التجارب الإندماجية في العالم كونها رائدة بكل المعايير وكذلك بسبب النجاح الكبير الذي حققه الإتحاد بشكل خاص على الصعيد الإقتصادي، مما أهله لتشكيل تكتل إقليمي مشترك ومنظومة أوربية موحدة ,تنافس التكتلات الدولية الأخرى. استطلعت وكالة السودان للانباء السفير جان ميشيل دوموند رئيس بعثة الاتحاد الاوربى لدى السودان حول مستجدات الساحة السياسية وافاق التعاون بين السودان والاتحاد الاوربى :- ** فى البدء , نسأل سعادة السفير عن موقف الاتحاد الاوربى عقب قرار الولاياتالمتحدة الغاء العقوبات الاقتصادية على السودان؟ ** نحن سعداء بتخفيف العقوبات الامريكية عن السودان وهذا يمثل خطوة هامة لجهود السودان للاندماج مرة اخرى فى المجتمع الدولى. نحن نتوقع كذلك ان يحرز السودان مزيداً من التقدم فى التغلب على التحديات التى مازالت قائمة. ** وما هى تلك المجالات التى يعتقد الاتحاد الاوربى انه بامكان السودان احراز المزيد من التقدم فيها ؟ ** فى هذا الجانب يشجع الاتحاد الاوربي السودان للمضي فى سبيل تحقيق مزيد من التقدم تجاه السلام والمصالحة وهذا يشمل تعزيز ارساء الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والحريات الاساسية, الالتزام بأصلاحات سياسية واقتصادية صادقة ومعالجة الاسباب الجوهرية للصراع فى دارفور والمنطقتين. نحن فى الاتحاد الاوربى نقف بجانب السودان خاصة فى اجراء انتخابات حرة ونزيهه و في تحقيق مراجعة دستورية شاملة فى اطار خارطة الطريق للجنة الاتحاد الافريقى رفيعة المستوى برئاسة الرئيس الاسبق ثامبو امبيكى والتى يدعمها الاتحاد الاوربي. ** السودان فى حوجة الى دعم مالى وفنى خاصة فى المجالات الانسانية على سبيل المثال قضايا اللاجئين ،حيث يستضيف السودان الالاف القادمين من الدول المجاورة والنازحين من مناطق النزاعات المسلحة ، بالاضافة الى مسائل التنمية والقضاء على الفقر...هل هناك دعم مميز للاتحاد الاوربى للسودان فى هذه القضايا؟ ** نعم فى زيارة وزير الخارجية بروفسير ابراهيم غندور لبروكسل مؤخرا بمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء خارجية دول الايقاد تم ابلاغه بمنح الاتحاد الاوربى السودان مساعدات بقيمة 60 مليون دولار تستهدف بوجه خاص اللاجئين والنازحين داخليا .ستسهم هذه المساعدة فى حلول تنموية مستدامه لمشاكل تلك الفئة من الناس. ولايزال هدف الاتحاد الاوربي هو التحول من مشروعات ادارة الازمات الى مشروعات التنمية طويلة الاجل كذلك سيواصل مكتب الاتحاد الاوربي للمساعدات الانسانية والحمايه المدنية ( المعروف ب " إيكو" ) فى تقديم المساعدات الانسانية الاساسية للنازحين واللاجئين فى السودان عبر المنظمات الدولية ووكالات الاممالمتحدة. ** من الاهمية بمكان تطوير الدبلوماسية الثقافية والمشاريع التابعة للثقافة والسياحة فى الفترة القادمة .. كيف يرى الاتحاد الاوربى مجال التعاون مع السودان فى هذا الجانب؟ **السودان له امكانات واسعة فى مجالات السياحة والثقافة . بالتنسيق مع المراكز الثقافية الموجودة فى السودان ( معهد جوته الالمانى ، المعهد الفرنسي والمركز الثقافى البريطانى) قمنا بانشاء تحالف لكل الملحقيات والمراكز الثقافية الاوربية ومعروف باسم (اليونيك EUNIC ) لتطوير استراتيجية تهدف الى تعزيز التعاون بيننا والسودان فى مجال القطاع الثقافي وسنركز فى الفترة القادمة اكثر على ترقية وخلق فرص وظائف في مجالات التصميم والازياء. كذلك يشارك الاتحاد الاوربى فى تمويل المهرجان العالمى للموسيقى " ساما" فى اكتوبر 2017 بمشاركة فنانين اوربيين عالميون سيحضرون الى السودان بالاضافة الى حفلات موسيقية كما ستعقد 5 ورش عمل لتبادل التجارب بين طلاب الموسيقى السودانيين والموسيقيين الاوربيين المشاركين فى المهرجان. فى شهر نوفمبرا لقادم 2017 ستشهد الخرطوم مهرجان الفيلم الاوربى التاسع بمشاركة 15 دولة اوربية . وهو اقدم مهرجان سينمائى دولى فى السودان كانت بدايته فى العام 2008 وتم فيه عرض ما يقارب ال 110 عمل سينمائى بحضور 130 الف مشاهد سودانى والمهرجان فرصة للتعرف على السينما الاوربية من خلال مشاهدة الاعمال السينمائية الحاصلة على الجوائز . هذه المهرجانات ستنظم بالتسيق مع شركائنا فى وزارات الخارجية والثقافة، المراكز الثقافية الاوربية ،الشركاء المحليين والقطاع الخاص فى السودان