- يشتهر السودان بإنتاج الصمغ العربي الذي يعد مادة رئيسة لتصنيع العديد من المنتجات في الدول الغربية، ومع تزايد أهمية الصمغ للاقتصاد السوداني فإن المتابعين يدعون إلى مزيد من الاهتمام بهذا القطاع الحيوي في ظل منافسة المواد المصنعة. وعرف الأوروبيون الصمغ وسموه عربيا لأنه انتقل إليهم من الحجاز، حيث كان الحجاج الأفارقة يجلبونه معهم ويبيعونه هناك، حيث يوفر السودان 60 % من الإنتاج العالمي، فيما تنتج نيجيريا 20% وتشاد 15% وجمهورية أفريقيا الوسطى 5%، وكان السودان يستأثر بنسبة 85% من الإنتاج العالمي. ويستخرج الصمغ من شجرتي الهشاب والطلح، حيث يتم جرح لحاء الشجرة فيما يعرف بعملية (الطق) ليبدأ الجمع (اللقيط) بعد 45 يوما تقريبا، حينما تفرز الشجرة الصمغ كنوع من الحماية الطبيعية بعد تعرضها للجرح. الدكتور عبد الماجد عبد القادر الأمين العام لمجلس الصمغ العربي قال في حوار مع (سونا) إن الصمغ العربي في البلاد بعد انفصال الجنوب يتركز في 10 ولايات والتي يسكن فيها حوالي 15 مليون نسمة وهي منطقة حزام الصمغ العربي انطلاقا من الحدود مع أثيوبيا شرقا وحتى تشاد غربا ويمثل حوالي ثلثي حزام أفريقيا من حيث الإنتاج . واشار الي ان اجمالى الصادرات فى العام 2010م بلغت (55) الف طن و(47)الف طن فى العام 2009م مشيرا الى ان هذه الصادرات تعد الاحسن فى السنوات الاخيرة الاان موارد البلاد كبيرة يمكن ان تنتج مايتراوح من 250الى 300الف طن سنويا كاشفا أن سعر الطن عالميا على ظهر الباخرة يتراوح ما بين 3200و2900 دولا. وقال الدكتور عبد الماجد إن الحزام ينتج كميات متنوعة من الأشجار وتمثل أكثر من 30 نوعا منها شجرة الهشاب والطلح وتسمي بالشوكيات، مضيفاً أن بيئة المنطقة غنية بالأمطار وتمثل منطقة الزراعة المطرية. ويدخل الصمغ العربي ضمن أساسيات صناعة الأغذية والكلام ما زال للدكتور عبد الماجد ذلك بعد أن كان في السابق يمثل عاملاً إضافياً، كما أن للاكتشافات الجديدة للفوائد العلاجية للصمغ خاصة بالنسبة لامراض الجهاز الهضمي واستخدامه في الأغذية والمشروبات أدي إلي ارتفاع الطلب العالمي بشكل كبير. وقال إن الإنتاج العالمي السنوي للصمغ العربي يبلغ أكثر من 300 ألف طن، المتوفر في أفريقيا أكثر من 80 ألف طن، مبيناً أن الزيادة في الطلب علي الصمغ دوليا سيضع السودان امام تحدي للإيفاء بالسلعة في الوقت المناسب والجودة والإمداد السريع. وكشف الدكتور عبد الماجد عن مؤتمر يعقد عن الصمغ العربي الدولي في 18/سبتمر الجاري برعاية رئيس الجمهورية، يحضره بعض المهتمين بصناعة وإنتاج الصمغ العربي بجانب ممثلين من دول غرب أوروبا وشرق آسيا المهتمة بصناعة الأغذية والعقاقير الطبية وعدد من العلماء والباحثين في الدول العربية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان فضلاً عن ماليزيا والصين ، وسيعقد منبر تداولي ومحاضرات وندوات ومعارض. من جانبه قال الخبير الاقتصادي الدكتور حسن إبراهيم إن الصمغ العربي تعد مادة مهمة حيث تدخل في صناعة العديد من المنتجات مثل مواد التجميل والأدوية والمشروبات الروحية والعادية وصناعة الأغذية والحلويات، كما يستعمل في صناعة الورق والنسيج والدهانات المختلفة وعدد من الأدوية. اما الشيخ المك وكيل وزارة المالية السابق فقال إن الصمغ العربي يعد سلعة رئيسة خاصة بعد انفصال جنوب السودان وهو أحد المصادر المالية التي لها دور رئيسي في ميزان المدفوعات المالية، داعياً الي ضرورة الاهتمام بالصمغ لسد الفجوة الاقتصادية عبر تحسين الإنتاج، وتحرير الأسعار، وتشجيع المزارعين على زيادة الإنتاج، خاصة بعد زيادة الطلب العالمي عليه مع الاهتمام بصغار المزارعين كشركا، موكدا أن السودان ما زال من أكبر أسواق الصمغ العربي، خاصة بعد التغيرات المناخية التي حدثت في مناطق زراعته. الخبير الاقتصادي حسن عثمان علي قال إن الصمغ العربي يعد من دعامات الاقتصاد الوطني ومن الصادرات غير البترولية التي يعتمد عليها السودان موكدا أن هذه السلعة دفعت في وقت من الأوقات بالعملة السودانية "الجنية" ليكون معادلا لثلاثة دولارات أميركية، وهو ما يؤكد دوره الاقتصادي. الدكتور عصام صديق الخبير في الصمغ العربي تطرق الي فوائد الصمغ حيث قال انه يغذي الجسم ويعزز طاقته ويساعد في عملية الهضم وتتغذى عليه بكتيريا البر وبيوتك (probiotic) التي تعمل على إخراج الفضلات والسموم والدهون الزائدة من الجسم وتقوية جهاز المناعة ومحاربة البكتيريا الضارة و تكون له استخدامات عديدة كمضاف غذائي، فضلا عن فوائد طبية اخري تتمثل في مقاومة العديد من الأمراض منها السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض مشاكل الجهاز الهضمي. وحول الأهمية الغذائية والطبية اعتبرت أسماء شمس الدين الخبيرة في مجال الأغذية أن ألياف الصمغ تقلل من امتصاص الجسم للسكر، وتزيد فرز الإنزيمات الهاضمة للدهون، وبالتالي تسهم في تخفيف الوزن. ويستعمل الصمغ العربي أيضا كوقاية للمعرضين للإصابة بسرطان القولون، وتنشيط الكلى للتخلص من المواد الضارة، وهو مادة غذائية طبيعية لا أعراض جانبية لها، خاصة في أغذية الأطفال والحلويات و صناعة العصائر . ف ش