اربعون عاما ظلت وكالة السودان للانباء ومازالت مراة شاخصة وفاحصة لمجريات الاحداث والتطورات فى الساحة السودانية وتوثق الحياة العامة فى شتى ضروبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. تعكس وتتابع كافة الانشطة الانسانية المحلية والخارجية انطلاقا من مسؤوليتها تجاه دعم القضايا الوطنية وتطوير وتنمية المجتمع و نشر الوعى والقيم والمبادىء الوطنية العليا وسط الرأى العام السودانى. وبين الرؤية (ان تكون ضمن الوكالات السبع العالمية ) والرسالة (انتاج وتحرير ونشر الخبر المهنى الصادق وتقديم خدمات صحفية متميزة وخدمة الثوابت الوطنية معنى وقيما .) تقدم سونا رسالة اعلامية هادفة وبشفافية وبمهنية عالية و صادقة شهد ت لها معظم وكالات الانباء الاقليمية والعالمية . سونا وتعد (سونا) شريان رئيسى للاخبار والمعلومات تغذى كافة وسائل الاعلام المحلية والدولية بخدماتها الصحفية منذ ان تأسست بقرار جاء عشية احتفالات عيد الاستقلال بمدينة الابيض فى عهد الرئيس الراحل جعفر محمد نميرى فى يناير 1970م موشحا باختيار الاستاذ (المرحوم) عبد الكريم مهدى مديرا عاما لها . وبمناسبة احتفال سونا بأربعينيتها نستعرض اهم الانجازات التى حققتها خلال هذه العقود الاربعة منها اصدار اول نشرة اخبارية بالعربى والانجليزى فى 28 سبتمبر 1970م حملت خبر وفاة الزعيم العربى الرئيس جمال عبدالناصر حيث كان هذا الانجاز فتحا جديدا فى مجال الصحافة والتحرير الخبرى والصياغة اظهرت مهنية سونا التى كانت تتمتع بكوادر متمكنة قادرة حتى ان الرئيس الاسبق نميرى كان يتباهى بسونا امام قادته العسكريين والشرطيين والاستخبارات بقوله (اينما ذهبت وجدت سونا فهى عينى التى ترى واذنى التى تسمع ولسانى الذى ينطق). كما انشأت وكالة السودان للانباء اول جريدة اخبارية (مضيئة) فى افريقيا فى اواخر السبعينات من القرن الماضى على سطح احدى بنايات المحطة الوسطى غرب ميدان الاممالمتحدة وتم صنعها من خامات محلية وبايدى سودانية اشرف عليها يومذاك المهندس عوض علام المدير العام السابق للمواصلات السلكية واللاسلكية .كانت تبث الاخبار بعد صلاة المغرب حتى منتصف الليل. فيما تمثل انجاز سونا فى ( شبكة اللاسلكى) تغطية واسعة منذ عام 1976م للاخبار جغرافيا ربطت كل محافظات السودان مما وسع دائرة انتشار خدمات سونا والهدف تقريب الاطراف والمحافظات فى جميع انحاء السودان بالخرطوم وساعد ت هذه الشبكة فى تسهيل انسياب الخدمات الصحية والتعليمية والامنية . بجانب انجاز (محطة ارسال سوبا العالمية) التى تم انشاؤها فى عام 1978م حتى تتمكن سونا من ارسال خدماتها الصحفية الى الخارج نشراتها العربية والانجليزية وهذا الانجاز حقق لسونا تميزا وجعلها متفوقة على مثيلاتها فى المنطقتين الافريقية والعربية . وتتواصل خطوات الانجاز والتقدم فى سونا وتدخل مجال ( ارسال الصور عبر التلفون) حيث تمكنت الوكالة فى يناير 1979م من ارسال الصور عبر التلفون و تم ارسال ثلاث صور الى صحيفة (الديلى ميل) اللندنية والتى تتعلق باسرة بريطانية كانت تحتجزها الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا وفى عام 1981م تمكنت سونا من نقل صور استقبال العاهل السعودى الراحل الملك خالد للرئيس الاسبق جعفر نميرى . بالاضافة الى ولوج سونا (نظام المعلومات ) فتم انشاء قسم المعلومات والبحوث فى مطلع السبعينات لحفظ اصدارات سونا ولرصد ومتابعة الاداء العام للدولة ثم تطور القسم ليصبح ادارة اضيفت لها المكتبة التى ضمت شتى المعارف ومن ثم صار مركز سونا للمعلومات يحرز المرتبة الاولى سنويا لحسن تخزين وارشفة المعلومات والاخبار وشموليتها . وشهدت سونا فى عام 1983م دخول ( المايكروفيلم ) وانشاء قسم خاص به لتسهيل حفظ واسترجاع المعلومات وحل مشكلة ضيق الحيز المكانى وتضخم الملفات الورقية ثم تم ادخال الحاسب الالى فى ادارة المعلومات والبحوث لاستخلاص المعلومات من الملفات الورقية وادخالها فى الحاسوب بجانب ادخال( جهاز الفاكسيملى ) فى يناير 1983م كأول جهاز من نوعه فى السودان وكان يومها يستخدم فى استقبال بعض التقارير الاخبارية من بعض المراسلين اضافة الى بعض المكاتبات لوزارة الخارجية والتى ترد من قبل سفاراتها فى الخارج .. كان انجازا مهما استطاع ان ينقل ما تصدره سونا من نشرات فى سرعة ودقة متناهيتين . وامتدت (سونا) خارجيا يقينا منها بان التمدد الافقى اساس لتوسيع دائرة التغطية والاحاطة وتحقيق التميز فقامت بفتح مكاتب لها بالخارج ففى مطلع الثمانينات افتتحت مكاتب لسونا فى كل من القاهرة كمبالا مقديشو انجمينا نيروبى ومراسل غير متفرغ فى نيويورك وفى اديس ابابا وكان هذا الانجاز قد اعطى سونا تميزا وتفردا استطاعت ان تحقق بهم سبقا صحفيا ومبادرات هامة فى حينها . وتأكيدا لدور سونا فى القضايا الوطنية والمساهمة فى حلحلة العديد من المعضلات وتقريب وجهات النظر بادرت سونا باقامة ( منبر سونا ) فى عام 1989م ليكون منبرا شاخصا ومرآة عاكسا للمؤتمرات اتاح للمسؤولين الحكوميين والمؤسسات العامة والخاصة والمنظمات الرسمية والمحلية والعالمية والشعبية من عرض انشطتها والتعريف بقضاياها واهدافها وشهد المنبر عدة تطورات ليواكب التطور التقنى (لسونا) فصار وسيعا ووثيرا وحديثا. وولجت (سونا) مجال التقنيات والتكنلوجيا منذ وقت مبكر حيث شهد مارس 1992م ادخال الحاسوب حيث صارت جميع نشرات سونا تطبع بواسطة الحاسوب بعد ان كانت تطبع بواسطة ماكينات التيكرز وبدأ ادخال الحاسوب فى مجال التحرير فى 26 فبراير 1993م وانطلقت الدورات التدريبية للمحرريين فى شتى ضروبه وعلومه حيث تم تنفيذ نظام التحرير الالكترونى فى الاسبوع الاول من شهر اكتوبر 1996م انتقلت سونا مباشرة الى النظام الالى وتوزيع ونشر اخبارها الكترونيا وتوقفت النشرات الورقية الا فى مجال التخصص ( الاقتصادى والطبى والخاصة). وعندما بدأ التطور فى المجال التكنولوجى و ظهور الانترنت كانت سونا فى مقدمة المؤسسات التى تدخل فى هذا المجال كاول مؤسسة صحفية تنشىء موقعا لها فى الشبكة العنكبوتية فى يونيو 1997م بواسطة شركة (سودانت) بتصميم شركة (نارس) ومن خلاله نشطت سونا فى مجال ( إرسال خدماتها للوكالات ) وعقدت اتفاقية مع وكالة (upi ) لتبادل ونشر الاخبار عبر البريد الالكترونى وتخصيص حيز لنشر اخبار سونا كما تم الاتفاق فى عام 1999م مع اتحاد وكالات الانباء العربية والافريقية لنشر اخبار سونا فى موقعها على الانترنت. اما خدمات (الرسائل القصيرة ) تعتبر سونا اول من ادخل خدمة بث الاخبار عن طريق الرسائل القصيرة عبر الهاتف المحمول على مستوى السودان فى يونيو2004م بعد ابرام اتفاق مع شركة موبيتل للهاتف السيار . وفى ظل التسارع فى التطور والتحديث فى خدماتها دخلت سونا مؤخرا فى مجال خدمة المينوس لتقديم خدمة صحفية اعلامية متميزة بالصورة والصوت والنص وقطعت سونا فى تنفيذها على ارض الواقع شوطا كبيرا ، تربط عبرها كل ولايات السودان بمحلياته وعواصمه حيث تم تركيب الاجهزة المستقبلة لهذه الخدمة .. وهكذا تعد سونا الالة الاعلامية التى لا تهدأ ليلا ونهارا فى يقظة تامة تتابع وترصد ما حولها بالصوت والصورة والقلم تكون فى مقدمة كل حدث ومنشط تسابق المسئولين الى موقعها لتسجل وتحاط بكل ما يدور من حولها صدقا وموضوعية وتجردا . //ع بابكر