- من اجل بناء المجتمعات الإسلامية ومعرفة إسهام العلوم في إعادة تشكيل العقل الإنساني الذي قاد للحضارة العلمية الحديثة جاء عقد المؤتمر العالمي للقرآن الكريم ودوره في بناء الحضارة الإنسانية وبمناسبة مرور "14" قرنا علي نزوله بجامعة إفريقيا العالمية ولأهمية هذا المؤتمرحضر عدد من العلماء والمفكرين من مختلف بقاع الأرض للمشاركة بهذا المحفل الكريم حيث قدمت خلاله الكثير من الأوراق العلمية في شتي المجالات . وتناول د. بامبا يوسف الأستاذ بجامعة أفريقيا الإسلامية بايبدجان - ساحل العاج وباحث في الشأن الأفريقي في ورقة حول مؤسسات تعليم القرآن الكريم في كوت ديفوار "قراءة في نشأتها وتطورها ودورها في التغيير الاجتماعي والتواصل الإقليمي حيث قال في ملخصها : حتي وقت قريب كانت كوت ديفوار في مصاف الدول ذات الأهمية الثانوية في الساحة الإسلامية في منطقة غرب إفريقيا ويرجع ذلك الي الوضع الإقليمي السوسيولوجي الذي فرض علي المسلمين في المجتمع الارستقراطي وظلوا حينا من الدهر علي الهامش يؤدون شعائرهم الدينية في المساجد حيث يعلمون ابنائهم القرآن الكريم وفي المدارس القرآنية. وأضاف في بداية الثمانينات من القرن الماضي بعثت منظمة رابطة العالم الإسلامي شيوخا من حفظة كتاب الله الي كوت ديفوار وضعوا اللبنة الأولي لدور تحفيظ القرآن الكريم في العاصمة ابيدجان. وأشار بامبا ان ورقته تهدف الي التعرف علي دور تحفيظ القرآن الكريم من حيث نشاتها وتطورها وبيان دورها في التحول النوعي والاجتماعي والتواصل الحضاري والإقليمي والتعرف علي المؤسسات الإسلامية العاملة في نشر ثقافة حفظ القرآن الكريم. وتناول د. محمد الناير علي الناير مدير إدارة الرصد والمتابعة بمجلس حماية وترقية البيئة بولاية نهر النيل في ورقته التي جاءت بعنوان الخلاوي ودورها في تعليم القرآن الكريم في السودان "خلاوي الغبش غرب بربر نموذجا" تناول فيها فزلكة تاريخية عن حضارة السودان وقدمها قبل دخول الاسلام وبعد دخول الاسلام وقيام الممالك الإسلامية بالسودان مثل مملكة الفونج الإسلامية ومملكة سلطنة دار فور ومملكة تقلي. وتناول أيضا طرق تعليم القرآن الكريم عبر الخلاوي الممتدة علي ربوع السودان وأخص خلاوي الغبش كنموذج للشهرة التي يمتاز بها و الناتجة عن عراقتها حيث أسست هذه الخلوة في القرن العاشر الهجري وكذلك لاستمرار عطائها وانتشار طلابها وأضاف لأنها كذلك جمعت بين تحفيظ القرآن وتدريس العلوم الإسلامية الأخرى كالفقه والتوحيد والميراث وغيره. وأشار الي الشواهد التاريخية علي عطاء الغبش والمتمثل في المؤلفات والمخطوطات. وكذلك تاييدهم للأمام محمد أحمد المهدي وعلاقتهم بالطريقة التيجانية والي طريقة حفظ القرآن الكريم في الخلوة. وفي خاتمة ورقته أوضح د. النايران القصد من هذه الورقة هو عكس ارتباط وجدان شعب السودان بالقرآن الكريم وانه لم يفرض عليهم بقوة او باي شكل من إشكال القسر موضحا انه أتي إليهم وسعي بينهم في اريحية وسماحة قبلوه وانفعلوا به. وهذا البحث جدير بالاطلاع والاستفاده من معلوماته الثره واختتم ورقته بتوصيات مهمة منها ضرورة تطوير نظام الخلاوي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والابتعاد عن التقليدية وتحمل الدولة مسؤوليتها بصورة أدق تجاه القرآن الكريم وغيرها من التوصيات. وفي ورقة بعنوان نظم تعليم القرآن الكريم و علومه في منطقة جنوب شرق آسيا وآثارها الثقافية والمدارس القرآنية في أفريقيا وآسيا والتي أعدها د. عثمان محمد عثمان المحاضر بالمركز الإسلامي الأفريقي جامعة أفريقيا العالمية - الخرطوم - السودان، تناول فيها أهمية منطقة جنوب شرق آسيا بالنسبة للعالم الإسلامي لإستراتيجيتها وقال ذلك لما تتميز به من ثقل ديموغرافي وسوسيو اقتصادي الأمر الذي يشكل دعامة أساسية محركة للإسلام في تلك المنطقة وذلك للاهتمام الشعبي بتعاليم الإسلام خاصة القرآن الكريم وعلومه. وأشار الي دول بعينها وهي أند ونسيا وماليزيا وبروناي بالإضافة الي الأقليات المسلمة في كل من سنغافورة والفلبين وتايلاند وماينمار. وتعرض عثمان الى انتشار الإسلام في منطقة جنوب شرق آسيا مشيرا الي المؤسسات التقليدية ونظام الدراسة والمناهج والي المؤسسات ا لحديثة في تلك المنطقة والي ظهور النهضة العلمية وانتشار اللغة العربية وازدهار الفنون وبروز الإسلام كهوية لتلك المنطقة مذكرا بالتحديات التي تواجه التعليم الإسلامي في منطقة جنوب شرق آسيا وفي الختام خلص الي نتائج وتوصيات للاستفادة والعمل بها. يذكر ان المؤتمر العالمي للقرآن الكريم ودوره في بناء الحضارة الإنسانية انعقد بمناسبة مرور (14) قرنا علي نزوله وقد ركزت محاوره علي توضيح الرؤية التوحيدية في بناء العقل العلمي في القرآن والوقوف علي علوم القرآن الكريم فى نظم تعلم القرآن الكريم في العالم والدراسات القرآنية في العالم المعاصر والأخلاق في القرآن الكريم وأثر القرآن في الحضارة الإنسانية والإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ام/ام