تعتبر الزيارة التي قام بها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية لمنطقة الشبارقة بمحلية ودمدني ألكبري بولاية الجزيرة يوم الجمعة الماضية من الزيارات التي حملت عدة دلالات ومعاني علي الرغم من قصرها في برنامجها الذي استغرق ثلاث ساعات . وقد اتسمت زيارة المشير البشير للشبارقة بروح الوفاء والارتباط الذي ما انفكت قيادة الدولة تحاول ترسيخه كنهج في الممارسة السياسية بالارتباط بالقواعد وزيارة المواطنين بالحضر والريف للوقوف علي أحوالهم ميدانيا توطئة لتقديم المعالجات من واقع الحال. رافق المشير عمر البشير خلال الزيارة الفريق الركن بكري حسن صالح وزير شؤون الرئاسة والفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع والدكتور خليل إبراهيم وزير الإرشاد والأوقاف وعدد من المسئولين بالمركز وبالولاية برئاسة البروفيسور الزبير بشير طه والي ولاية الجزيرة . جمع غفير من مواطني الشبارقة من مختلف القبائل السودانية لاسيما رابطة قبائل رفاعة والتي لها أكثر من 165 فرع بالسودان تقدمهم ناظر عموم قبائل رفاعة الناظر عثمان يوسف جميل بجانب عدد من ممثلي المناطق التي حول منطقة الشبارقة بمحلية مدني ألكبري منها العريباب ، تقاطرت لموقع الاحتفال بوسط مدينة الشبارقة اعداد غفيرة من ممثلي الفرق الرياضية وقطاعات المجتمع من الشباب والمرأة والخلاوي والمدارس بل حتي المعاقين حركيا وسبقهم أبناء الشبارقةبالخرطوم والجزيرة . لافتات كثيرة وشعارات تزينت بها شوارع الشبارقة من مدخل المدينة الذي استخدم كمهبط للطائرة ( الهيلوكوبتر ) التي أقلت السيد الرئيس مرورا بالشوارع حتي الميدان الذي ضاقت جنباته بالحاضرين. المشير البشير خاطب الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي اقيم علي شرف الزيارة وسط حضور إعلامي كثيف من القنوات الفضائية والصحفيين والإعلاميين ووكالة السودان للإنباء والإذاعة السودانية وتقدمهم الأستاذ احمد عبدا لوهاب رئيس تحرير صحيفة الحرة والأستاذ يوسف عبدالمنان الصحفي المعروف ممثل رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة . رئيس الجمهورية في خطابه حيا شهداء منطقة الشبارقة في عهد الإنقاذ مشيدا بمجاهداتهم في البناء الوطني ونصرتهم لثورة الإنقاذ الوطني ، وقال أن بيعة اهل الشبارقة للإنقاذ تجيء تواصلا وامتدادا لتلك البيعة للامام المهدي نصرة للدين . وأكد السيد رئيس الجمهورية اهتمام الدولة بقضايا المواطنين المختلفة وشدد أن مطالب الجماهير حقوق واجبة النفاذ علي الحكومات . وفيما يتعلق بالمشاكل التي تحيط بإنسان الشبارقة والجزيرة عموما قال البشير أن طلباتكم أوامر - سواء في المشاريع الزراعية والمتمثلة في الجزيرة والشبارقة ونور الدين والحرقة وبسط الخدمات ووعد بالسعي للارتقاء بها ووجه حكومة ولاية الجزيرة بالسعي لإنفاذ ذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة بما في ذلك إنشاء كلية جامعية حسب طلب ممثل المنطقة الناظر عثمان يوسف جميل ناظر عموم قبائل رفاعة والذي طالب بإنشاء كلية للتمريض العالي بالشبارقة دعما للتعليم العالي مشيرا إلي أن الشبارقة سباقة في التعليم حيث أنشئت في 1906م أول مدرسة ابتدائية و1934م أول مدرسة للبنات و1947م أول كلية لتنمية المجتمع وكانت تسمي نادي الأمهات . المشير البشير أراد من خلال كلمته توجيه رسائل للمتربصين بالوطن وأعدائه مشيرا إلي أنهم سيدعمون مشروع الجزيرة الذي بامتداد المناقل تبلغ مساحته حوالي ال 2 مليون فدان من أجل رفع الإنتاجية به للمساهمة في الاكتفاء الذاتي والتصدير وان يكون السودان سلة غذاء إفريقيا والعالم . وأضاف ردا علي الأعداء في كل يوم سننشي ونفتتح مشاريع وسنتوسع في التنمية والخدمات وفاءا لأهل السودان الذين نصروا الدين مشيرا الي أنهم ساعون لبناء سودان موحد تحت راية التوحيد ( لا إله إلا الله) . السيد والي الجزيرة البروفسير الزبير بشير طه والسيد محمد الشيخ الكرونكي معتمد محلية مدني الكبري وممثل المنطقة أكدوا في خطاباتهم أنهم مع رئيس الجمهورية في تطبيق الشريعة الإسلامية وتحقيق النهضة الزراعية والدفاع عن الأرض والعرض وشددوا علي وقوفهم بحزم ضد أي تدخل يستهدف الوطن من مخططات وتآمر . واللافت في الزيارة لرئيس الجمهورية كذلك أنها تضمنت زيارة أسرية لرفيق دربه وابن الدفعة 18 مظلات اللواء معاش علي يوسف جميل الذي قال أن ارتباطه به بدأ منذ يناير 1965م مشيرا إلي عمق الصلات والارتباط بين أبناء القوات المسلحة الذين يسهرون ويقدمون النفس والنفيس من أجل الوطن ورفعته . عموما أن الزيارة لمنطقة الشبارقة حققت عدة نجاحات سواء للقيادة التي التقت بالجماهير ووقفت علي احوالهم اوالمواطنين الذين اغتنموا الفرصة للقاء راس الدولة للتعبير عن وقوفهم معه من جهة وعرض همومهم من جهة اخرى ، وتبقي أن يترجم ما تم الوعد من مشروعات وخدمات إلي واقع معاش ينقل إنسان المنطقة قفزات إلي الأمام وفق ماهو مطلوبا ايفاءا لقول البشير ( طلبات الجماهير حقوق واجبة التنفيذ علي الحكومات وطلباتكم أوامر ياناس الشبارقة بما قدمتوه للوطن ). أق