يعقد المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي غدا الأحد دورته الأولي للعام 2012 بقاعة الصداقة بالخرطوم برئاسة المشير عمر حسن البشير رئيس الجمهورية رئيس المجلس لمناقشة تقييم أداء الخطة الخمسية الأولي (2007-2011) ومختصر وثيقة الخطة الخمسية الثانية (2012-2016 ). ويعقد المجلس في ضوء الأهمية المتزايدة للتخطيط الإستراتيجي في السودان ليصبح ثقافة عامة وهما قوميا وشأنا يعلو على الحزبية والجهوية في ظل التحديات الوطنية والإقليمية والدولية بالغة الأهمية التي تواجهها البلاد والتي يمكن تحويلها لفرص تساهم في تحقيق التنمية المستدامة. والتخطيط الإستراتيجي هو خطة مستقبلية طويلة المدى لتحقيق رؤية من خلال رسالة مبنية على قيم مشتركة لجميع المعنيين وهى تحدد سياسات العمل واتجاهاته المستقبلية ويدرس التخطيط الاستراتيجي الواقع بكل أبعاده ومظاهرة من قوة وضعف وتحديات وفروض, ويبنى تصورات وأهداف المستقبل بناء على هذا الواقع بما يحقق الرسالة المتوخاة ثم يضع الخطط المستقبلية وفقاً لأيدلوجية المجتمع بعيداً عن الارتجالية أو السطحية وبعيداً عن تجاهل التحديات أو إهمال الفرص المواتية. والتخطيط الاستراتيجي هو تخطيط بعيد المدى يأخذ في الإعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد القطاعات والشرائح السوقية المستهدفة وأسلوب المنافسة. وهو عملية متجددة يتم تحديثها كل عام لدراسة المستجدات الخارجية والداخلية وغير مرتبطة بفترة زمنية محدودة. إن غياب التخطيط الاستراتيجي في أي قطاع عملي من شأنه التقهقر والتراجع الحضاري وانعدام القدرة على التطوير في الجهاز، والارتقاء بالقدرات البشرية، وتعطيل التقدم والانكماش في العطاء وبالتالي الضعف في الإنتاج.. لانعدام الرؤية الواضحة وقصر النظر في الإدارة، والتخطيط المرتجل والتعجل في اتخاذ القرارات غير المدروسة. وبذلك فإن التخطيط يعتبر من أهم مقومات النجاح في جميع القطاعات العملية، الحكومية والأهلية.. لأنه يقدم أسئلة حول أين نحن الآن؟ ماذا نريد تحقيقه؟ ما هي الإمكانيات المادية والقدرات البشرية المتوفرة التي تساعد في الوصول الى تحقيق ما نريد؟ وما هو البعد الزمني المطلوب للوصول الى الهدف؟ واخيراً الرؤى المستقبلية لهذا القطاع. ومن مزايا التخطيط أنه يساعد على تحديد الأهداف المراد تحقيقها بحيث يمكن توضيحها للعاملين، مما يسهل تنفيذها. كما أنه يساعد التخطيط على تحديد الإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتنفيذ الأهداف.وكذلك في التنسيق بين جميع الأعمال على أسس من التعاون والانسجام بين الأفراد بعضهم البعض وبين الإدارات المختلفة ما يحول دون حدوث التضارب أو التعارض عند القيام بتنفيذ هذه الأعمال.كما أنه يساعد على تحقيق الاستثمار الأفضل للموارد المادية والبشرية مما يؤدي إلى الاقتصاد في الوقت والتكاليف. وفي هذا السياق تم وضع الرؤية الإستراتيجية ربع القرنية وتدور حول استكمال بناء أمة سودانية موحدة آمنة متحضرة متطورة تنبثق عنها خمس خطط مرحلية. الخطة الخمسية الأولي: استهدفت الخطة الخمسية الأولي (2007- 2011) التي شكلت المرحلة الأولي من عمر الإستراتيجية ربع القرنية إعداد الخطة الإستراتيجية الأولي ثمان غايات تمثلت في إستدامة السلام والسيادة الوطنية والوفاق الوطني، المواطنة والهوية السودانية والحكم الرشيد وسيادة القانون والتنمية المستدامة ، وتخفيف حدة الفقر وتحقيق أهداف الألفية التنموية والتطوير المؤسسي وبناء القدرات وبسط المعرفة المعلوماتية وتطوير آليات البحث العلمي. وأظهرت نتائج التقييم أن نسبة التنفيذ في الخطة الخمسية الأولي كانت 8ر44 في المائة حيث بلغ إجمالي مشروعات الخطة الخمسية (3899 مشروع ونشاط تم تنفيذ 1748 مشروع من إجمالي عدد المشروعات كما يجري العمل في تنفيذ 1746 وليتم تنفيذ (405) مشروع بنسبة 9ر59 في المائة. وكانت محاور التنمية المستدامة والتطوير المؤسسي وبناء القدرات وتخفيف حدة الفقر وتحقيق أهداف التنمية الألفية الأكثر حظا من حيث عدد مشروعات الخطة الخمسية الأولي. وأكدت نتائج تقييم الخطة الخمسية الأولي وجود عدة فرص للتحسين من ضمنها التأكيد على أهمية توسيع دائرة المشاركة عند إعداد الخطة الخمسية الثانية وإصطفاف الخطة وتحديد الأهداف الكمية للمشروعات والبرامج بتحديد نقطة البداية ومؤشرات القياس للتحقق من تنفيذ الأهداف وتحقيق النتائج المرجوة وتحديد نقطة البداية ومؤشرات القياس للتحقق من تنفيذ الأهداف وتحقيق النتائج المرجوة . الخطة الخمسية الثانية (2012-2016): تأتي الخطة الخمسية الثانية التي تم وضعها بالشراكة بين المجتمع بمختلف مكوناته السياسية السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والعملية امتدادا للخطط الخمسية المتبقية من الإستراتيجية ربع القرن لتخطط للجمهورية الثانية ورؤيتها (جمهورية ثابتة قائمة علي التوافق الوطني والتعايش السلمي والرقي الاجتماعي والدولة الصاعدة إلي تحقيق الحرية والمساواة والكفاية). وجاء وضع الخطة في ظل متغيرات وتطورات محلية تمثلت في إستكمال النظام الإتحادي وتشكيل حكومة وطنية وفتح حوار وطني وإقليمية نجمت عن الربيع العربي ودولية كانت لها إنعكاساتها على السودان في المجالات الإقتصادية والإجتماعية . وأتيحت لهذه الخطة من نقاط القوة ما لم يتاح للخطة السابقة كما تمت معالجة نقاط الضعف في الخطة السابقة حيث أنها تجئ عقب إجراء التعداد السكاني الخامس لسنة 2008 الذي أتاح معطيات صالحة لقواعد التخطيط السليمة كما أنها تأتي بعد إنفصال الجنوب وما خلفه من تحديات أمنية وإقتصادية وفي ظل إستهداف خارجي تتعرض له البلاد . وتقوم الخطة الثانية على عدة مرجعيات هي برنامج رئيس الجمهورية للولاية الثانية ، وثيقة الإستراتيجية ربع القرنية وثيقة الخطة الخمسية الأولي (2007-2011) والبرنامج الإسعافي الثالث ، تقييم الخطة الخمسية الأولي ونتائج التعداد السكاني الخامس 2008والتقرير الإستراتيجي الوطني 2010. ولذلك فإن رسالة الخطة تتمحور حول معالجة تبعات الإنفصال السياسية والإقتصادية وما تفرزه من آثار إجتماعية وثقافية في البيئة الداخلية والخارجية وتعزيز السيادة الوطنية وبسط الأمن والعدل ومعالجة الصراع المسلح والإلتزام بمقتضيات الحوكمة وبناء قدرات الوطن والمواطنين . وتتضمن وثيقة الخطة الرؤية وسياجها القيمي ورسالتها وتخليل الوضع الراهن وتحدياتها التي تمثل نقطة التحول ثم القطاعات الثلاثة الرئيسية للخطة (الحكم والإدارة والإقتصادي والمؤسسية وبناء القدرات والتنمية الإجتماعية والثقافية ) أهدافها الإستراتيجية ومجالاتها وأهدافها العامة وسياساتها والأولويات العامة نظام المتابعة والتقويم ومؤشرات لقياس الأداء والكفاءة ومدي تحقيق الأهداف المرغوبة فيها ومدي تحقيق الخطة للنتائج والآثار المطلوبة. وجاء إعداد الخطة في خمسة فصول يتناول الفصل الأول منهجية الخطة للرؤية الرسالة ويتناول الفصل الثاني القطاعات الثلاثة الرئيسية للخطة - الحكم والإدارة والاقتصاد والتنمية الاجتماعية والثقافية ) ولكل قطاع رؤيته ورسالته.وخصص الفصل الثالث في الوثيقة للولايات حيث تزامن مع اجتماعات القطاعات علي المستوي القومي جهد مواز بالولايات علي ذات النهج في حين يتناول الفصل الرابع تحديد أولويات الخطة ويتناول الفصل الخامس نظام المتابعة والتقويم. ن ف