ع تسارع التطورات التقنية الحديثة برزت الحاجة الملحة لتنمية الموارد البشرية للقوى العاملة ليتم إعدادها إعدادا صحيحا يتماشى مع احتياجات العمل وتلبية متطلباته وتطويره لمواكبة المستجدات. وترتبط تنمية الموارد البشرية ارتباطا وثيقا بالاستثمار باعتبارها استثمارا للقوى العاملة يعود بالنفع على مخرجات العمل وتطويره والدفع به إلى الأمام لذلك فإن الاهتمام بتنمية الموارد البشرية يقود المؤسسات للنجاح لأن رأس المال البشري يعد أكثر أهمية من الأصول المادية باعتباره أساسا للمحافظة عليها وتنميتها. ومع تطور مفهوم تنمية الموارد البشرية والتطورات المتسارعة في مختلف المجالات برز الاهتمام بها عالميا ومحليا، ويرتبط الاهتمام بتنمية الموارد البشرية وتزايده من قبل الحكومات ومنظمات العمال بالتوصيات الصادرة من مجلس إدارة مكتب العمل الدولي الهادفة لتعزيز المصالح المختلفة وتطوير مخرجات العمل بالتعليم المتواصل. وعلى الصعيد المحلي أولى السودان اهتماما لتنمية الموارد البشرية خاصة مع تحولات العولمة وضرورة إكساب أفراد المجتمع مهارات ومعارف متجددة سيما العاملين بالدولة وذلك في إطار تحقيق أهداف وبرامج الدولة بتنمية الكفاءات وتحقيق التنمية الاجتماعية وتخفيف حدة الفقر. وتزداد أهمية تنمية الموارد البشرية مع تزايد القوى العاملة بالبلاد حيث بلغ حجم القوى العاملة في السودان حوالي 6.6 مليون في عام 1993 وأرتفع إلى 8.0 مليون في عام 2008 بزيادة تقدر بحوالي 1.4 مليون خلال الخمسة عشر سنة بين التعدادين أي أن هنالك 0.1 مليون تقريباً من القوى العاملة عبارة عن إضافة جديدة كل عام في المتوسط تقريباً ويبلغ حجم القوى العاملة الآن (العام 2012 م) حوالي 9.2 مليون. كما أن تنمية الموارد البشرية بالسودان تزداد أهمية لقيام نظام الحكم اللامركزى الأمر الذي جعل التدريب شأناً ولائياً مما يتطلب إيجاد نظام محدد لإدارة الموارد البشرية، وتوجد علاقة مطردة بين تنمية الموارد البشرية وضعف مخرجات التعليم العالي، ولزيادة الموارد التي تنفق على التدريب وكذلك دخول القطاع الخاص الوطني والأجنبي أصبح السودان من أوائل الدول اهتماماً وصرفاً على التدريب. ويأتي إنشاء وزارة لتنمية الموارد البشرية في يونيو 2010 م تأكيدا للاهتمام بتنمية الموارد البشرية بالبلاد ويعد خطوة جادة لوضع السياسات والخطط والبرامج الخاصة بها والإشراف على آليات التنفيذ مع مؤسسات التعليم والتدريب في البلاد. وتتمثل اختصاصاتها في وضع السياسات العامة والخطط والبرامج لتنمية الموارد البشرية في مجال الخدمة المدنية وتأهيلها وتدريبها بما يساعد على ترقية الأداء ووضع سياسات الإصلاح الإداري وتطوير الخدمة المدنية بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة. ونجد أن الدولة أولت تنمية الموارد البشرية بالولايات أهمية حيث تم تنفيذ النفرة الشاملة بالولايات والذي تم بتنسيق مع مؤسسات التدريب القومية بمنهج موحد يستهدف 37 ألف كادر ولائي تم خلاله تدريب 11ألف خلال العام 2011م. وفي إطار الاهتمام بتنمية الموارد البشرية تعمل الوزارة على عقد المؤتمر القومي لتنمية الموارد البشرية بالسودان لتفعيل رأس المال الفكري والتعريف بخطط إدارة الموارد البشرية وكيفية مواكبة المتغيرات والعمل على إعداد وصياغة الإستراتيجية القومية لتنمية الموارد البشرية ويعول على هذا المؤتمر كثيرا في الخروج بتوصيات من شأنها الدفع بخطط وبرامج تنمية الموارد البشرية بالبلاد إلى الأمام. ويتناول المؤتمر الذي يعقد خلال الشهر القادم عدة أوراق عمل يناقش من خلالها أساليب وآليات تنمية الموارد البشرية، تنمية الموارد البشرية في القطاع المهني والحرفي والقطاع غير الرسمي، سوق العمل، خطط تنمية الموارد البشرية، المعايير والمؤشرات المستخدمة في تقويم خطط وتنمية الموارد البشرية، دور المجلس الأعلى للجودة الشاملة والامتياز، مداخل منهجية لتنمية مهارات الموارد البشرية، الأطر التشريعية لتنمية الموارد البشرية، التكامل بين السياسات الاقتصادية والاجتماعية وسياسات تنمية الموارد البشرية، العمالة السودانية بالخارج وكيفية الاستفادة منها في تنمية الموارد البشرية، تمويل خطط تنمية الموارد البشرية، دور منظمات المجتمع المدني ومؤسسات التدريب في بناء القدرات، التعليم العالي وتنمية الموارد البشرية في السودان، إحصاءات القوى العاملة في السودان، نظم معلومات تنمية الموارد البشرية ويتناول المؤتمر تجارب دولية في مجال تنمية الموارد البشرية بجانب دراسة تحليلية لتنمية وإدارة الموارد البشرية ومستقبل تنمية الموارد البشرية. ام/ام