- الألغام من الأسلحة الفتاكة التي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب بعد انتهاء الحرب بعقود طويلة ، فهي تحول دون تطوير المساحات التي بها حقول للألغام وتعرض البشر وثرواتهم الحيوانية لأخطار لا يزول أثرها عبر السنوات ، أكثر الناس تأثراً هم البدو الرحل والرعاة والفلاحين في القرى التي تقع على حدود الصحراء والبادية، وبالطبع تدمر ثرواتهم الحيوانية. تنقسم الألغام إلى عدة أقسام أخطرها على الإطلاق الألغام المضادة للأفراد وهو الذي يشكل المشكلة الأساسية، بالرغم من صدور المعاهدات الدولية لحظر تصنيع الألغام المضادة للأفراد وحث الدول للتوقيع عليها، إلا أن المشكلة لا زالت قائمة في معظم أنحاء العالم. ينفجر اللغم المضاد للأفراد إذا ما وطأه وزن معين ، وبمرور الزمن بفعل عوامل الصدأ والرطوبة والتعرية يقل الوزن المطلوب لتفجير اللغم فينطلق عند أي وزن يمر عليه. على الرغم مما تحقق من انجازات في مجال الألغام البرية ومخلفات الحرب من المتفجرات فإنها لا تزال تسبب في قتل أو إصابة الآف الناس سنويا. حيث أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من الاطفال بجانب تدمير التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان و جهود الدولية لبناء السلام. لذلك كان للمركز القومى لمكافحة الالغام دوره الفعال ومجهوداته الرامية للتوعية بالألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات والمساعدة في مكافحة الألغام وقد تضمنت هذه المبادرة فى مشروع (دمج منهج التوعية بمخاطر الالغام فى منهج وزارة التربية والتعليم العام ) ليدرس للطلاب فى الولايات المتأثرة بالالغام ، وبقصد بالدمج ادخال مفاهيم ومفردات التوعية بمخاطر الالغام ضمن مناهج وزارة التعليم العام، ويهدف من الدمج الاستمرارية والتغطية الواسعة للاستفادة من خبرات الوزارة وانشطتها التعليمية برفع الوعى وتغيير السلوك من خلال التدريب والتعليم ونشر المعلومات العامة والتواصل المجتمعى . وأكد العقيد ركن صلاح الحاج بشير مدير المركز القومى لمكافحة الالغام من خلال حديثه فى منبر وكالة السودان للانباء أمس اهمية التوعية بمخاطر الالغام خاصة فى المناطق المتأثرة بالحرب ، وأشار الى ان المركز يعتبر الجسم الحكومى تحت اشراف وزير الدفاع بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف) والجمعية اليابانية ومركز جنيف لازالة الالغام وبالتنسيق مع كل الجهات ذاات الصلة ، مبينا ان السودان نجح فى الايفاء بالتزامة باتفاقية (أتوا) للتوعية بمخاطر الالغام ، وحث الدول التى لم توقع على الاتفاقية للتوقيع ( الوقاية خير من العلاج) ، مشيرا الى الخطوات التى تم بها الدمج مع وزارة التربية والتعليم العام وفق رؤى منهجية باعداد وتدريب معلمين و ختاما بالورشة التى عقدت ببخت الرضا فى يونيو 2012م ، بمشاركة 30 خبيرا مختصا بالمركز القومى للمناهج والبحث التربوى ، حيث خرجت الورشة باتفاق الخبراء بالاجماع على دمج منهج التوعية بمخاطر الالغام فى المدارس بالوسائل التعليمية عبر دليل المعلمين وتدريبهم وكتيب مصاحب ونشرات توعوية للتلاميز والطلاب فى كل الولايات المتأثرة بالالغام خاصة ولايتى النيل الازرق وكسلا . وبتكثيف الجهود مع كل الجهات ذات الصلة لتحقيق الهدف النهائى ( السودان خال من الالغام بحلول عام 2014 ) عبر نشر ثقافة السلام وحل الخلافات بالحوار لتجنب هذا السلاح الفتاك الذى حصد الكثير من الارواح والثروات.