انعقد في الفترة من 15-16 من الشهر الجاري بقاعة الصداقة برعاية كريمة من السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه وإشراف الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي المؤتمر الثالث للمسئولية الاجتماعية . تحت شعار( كلكم راع وكلكم مسئول) - (تنمية مجتمعاتنا مسئوليتنا ) بحضور ومشاركة واسعة من السادة الوزراء والولاة ووزراء الدولة ومديرو الشركات والمؤسسات وأعضاء البرلمان والمجالس الولائية والباحثين بالجامعات والمؤسسات العلمية وحشد مقدر من منظمات المجتمع المدني والمهتمين بقضايا المسئولية الاجتماعية وحضور من خارج البلاد وممثلين لوكالات الأممالمتحدة والطرق الصوفية. وأشتمل المؤتمر علي ورش عمل تمثلت في ورشة دور الإعلام في المسئولية الاجتماعية وورشة دور القطاع الخاص في تنمية المسئولية الاجتماعية ومنتدى للمسئولية الاجتماعية ومجلة علمية إضافة إلي الدورة التدريبية لضباط أخصائي المسئولية الاجتماعية والمنتدى العلمي حيث اشتمل جدول أعمال المؤتمر الذي أمتد ليومين واشتمل على 6 جلسات عمل ناقش خلالها الخبراء والمشاركون عشرة أوراق عمل وعدد من التجارب المحلية والإقليمية بجانب جلسات الافتتاح والختام. وأكد السيد نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه أن المسئولية الاجتماعية مفهوم وقيمة دينية تأصيلا وهي مفهوم شامل واسع يشمل البيئة والموارد والسلوك وهي مرتبطة بالإنسان وسائر الكائنات وتجئ انطلاقا من استخلاف الله سبحانه وتعالي للإنسان لإعمار الأرض بحيث لا يستغل قدرته في استعباد الناس والفساد في الأرض . وقال لا بد من العودة إلي مرجعية القرآن الكريم ورسالة الإسلام وآمن علي أن المبادئ التي نادت بها الأممالمتحدة ما هي إلا بضاعتنا ردت إلينا (تأصيلا). وأكدت الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي أن المسئولية الاجتماعية قيمة من قيم مجتمعاتنا الفاضلة المتأصلة فيه والمستوحاة من نهج الرسول الكريم وإرثه وثقافته مشيرة إلي الجهود التي بذلت في هذا المجال من خلال تجربة الزكاة كتجربة رائدة في الوطن العربي بجانب المبادرة الاجتماعية التي تستهدف الأسر الضعيفة التي ليس لها دخل ثابت وقالت أن مدخل الوزارة للمسئولية الاجتماعية يكون لإحداث التكامل والتنسيق بين جهود ومبادرات الشركات وتقنية مواردهم لتحقيق التنمية المتكاملة والمتوازنة والمستدامة في المجتمعات المحلية من خلال بناء الشراكات بين القطاع الخاص والعام ومنظمات المجتمع المدني وإشراك المواطن ليس مستفيدا بل مشاركا . وأشارت الوزيرة إلي أهداف المؤتمر ومحاوره وأوراقه الرئيسية وأشادت بالجهود المبذولة وكل من ساهم في إنجاح المؤتمر . وأكد الأستاذ إبراهيم آدم إبراهيم وزير الدولة للرعاية والضمان الاجتماعي ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر أهمية نشر قيم التواصل والمحبة والخير في شهر رمضان الكريم ، وأستعرض جهود اللجنة التحضيرية والإعداد للمؤتمر مشيدا بدور القطاع الخاص والإعلام كشركاء في المؤتمر خاصة مركز المجذوب للاستشارات المالية والاقتصادية مؤكدا ضرورة التواصل والتنسيق لتحقيق غايات المسئولية الاجتماعية. وخاطب المؤتمر السيد محمد ضياء الله صديق المدير العام لشركة الاتصالات (MTN) الراعي الرسمي للمؤتمر مؤمنا علي أن المسئولية الاجتماعية ليست تبرعا بل هي جزء من النشاطات العملية تجاه المجتمع مؤكدا ضرورة التنسيق لاستدامة المسئولية الاجتماعية . وعدد جهود مؤسسته في هذا المجال خاصة في شهر رمضان في مجالات رعاية الطلاب الفقراء . وأكد المهندس نصر الدين محمد الحسين مدير عام شركة النيل للبترول الراعي الذهبي للمؤتمر قناعتهم التامة بالمسئولية الاجتماعية وأن البرامج والأنشطة التي تقوم بها الشركة في إطار المسئولية الاجتماعية كثيرة وكبيرة. البروفيسور أحمد المجذوب رئيس مركز المجذوب للاستشارات الاقتصادية والمالية والرئيس المناوب للجنة العليا للمؤتمر قال أن هذا المؤتمر يأتي مكملا للمؤتمر السابق الذي ناقش التأصيل ويستكمل في هذا المؤتمر الإطار التشريعي والاطارالإستراتيجي الوطني للمسئولية الاجتماعية مشيرا إلي الورش التي سبقت المؤتمر من ضمنها ورشة حول التأصيل تبنتها شركة سكر كنانة وملتقي أقامته مجموعة دال التي تناولت التشريع . وفي جلسة العمل الأولي التي ترأسها مولانا عبيد حاج علي رئيس لجنة جائزة المسئولية الاجتماعية استعرض د. محمد أحمد سالم ورقة عمل حول الإطار التشريعي والتنظيمي والرقابي للمسئولية الاجتماعية وشملت الورقة ماهية السلطة التشريعية ومهامها ومرجعياتها التشريعية والفقهية وربط المبادئ العشرة وأهداف اللجنة العليا للمسئولية الاجتماعية متمثلة في المجال التخطيطي ووضع السياسات والمجال التشريعي والمجال الرقابي .وأكدت الورقة ضرورة التشريع والقانون للمسئولية الاجتماعية. وقدم الدكتور معز الشهد مدير بنك الطعام بجمهورية مصر العربية ورقة حول تجربة بنك الطعام بمصر أشار فيها إلي تحول (45) ألف أسرة من متلقين إلي منتجين ومتبرعين للبنك . إضافة إلي دورات تدريبية في المشاغل للفتيات وكيفية تسويق منتجاتهم وبرامج توفير الطعام للأسر في رمضان (مليون أسرة ) توفير اللحوم إلي 60 ألف أسرة لفترة عام وتوفير الغذاء يومين لعدد 550 ألف أسرة . وقال أن البنك يتملك 3 مزارع للحيوان ومصنع علف وآخر للتعليب وأن البنك في عام 2010 تحصل علي (3ر4) مليار جنيه مصري تبرعات من أصحاب العمل والخيرين ، وإنشاء بنك الشفاء لتوفير الدواء للمرضي وأن هناك مشاريع مستقبلية مثل بنك الكساء. وقدم الدكتور أحمد عبد الجليل الكاروري ورقة حول رؤية تاصيلية للمسئولية الاجتماعية تطرقت إلي الرؤية الإسلامية والوقفية والمبادئ الجوهرية التي يرتكز عليها في تأسيس مفاهيم إسلامية تجاه القضايا الحياتية والمجتمعية والأعمار وأن الإنسان مكلف ومسئول عن أعماله وتناولت الورقة مستويات التشريع الإسلامي والمؤسسات والهيئات تجاه المجتمع وتناولت الأبعاد الأربعة للمسئولية الاجتماعية فى الإسلام - القانون - حماية البيئة - السلامة والعدالة - الأخلاق). مستشار تنمية الموارد البشرية الاستاذ عثمان الزبير أحمد قدم ورقة حول دور المسئولية الاجتماعية في التنمية والسلام الاجتماعي ، أكدت الورقة بأن المسئولية الاجتماعية نظام محاسبي وأنها موجودة بالفطرة في الإنسان يمكن تطورها بالقوانين والتشريعات وأنظمة تضبط العمل. وأستعرض المؤتمر تجارب ناجحة مثل تجربة ديوان الزكاة وشركة (MTN والجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي وشركة النيل للبترول وشركة سكر كنانة وشركة السكر السودانية ومجموعات شركات دال وسوداتل. كما قدم السيد الأمين العام لمنظمة التنمية الإدارية بجامعة الدول العربية تجربة المنظمة في هذا المجال وكذلك الدكتورة حبيبة المرعش قدمت تجربة الجائزة العربية حول المسئولية الاجتماعية. واستعرضت الأستاذة سارة مكي أبو في ورقتها مؤشرات سودانية للمسئولية الاجتماعية ضرورة الالتفات بمكونات وخصائص المجتمع السوداني ومعرفة ضوابطه والتحول الديمقراطي والتغيرات التي طرأت عليه ووضع مؤشر وطني ونادي الزهاوي إبراهيم مالك إلي ضرورة إنشاء صندوق للمسئولية الاجتماعية وتحديد أولويات صرفها . كما قدم الدكتور عثمان جعفر ورقة حول مشروع وثيقة ملامح الإستراتيجية الوطنية للمسئولية وشملت الورقة المرجعيات - الموجهات - الرؤية - الرسالة - القيم الداعمة- تحليل الوضع الراهن وتشخيصه - نقاط الضعف والمهددات - الفرص المتاحة - التحديات - الهدف الاستراتيجي - الأهداف العامة - السياسات العامة - الأولويات - آليات المتابعة والتقييم - المشروعات والبرامج. وفي الجلسة الختامية للمؤتمر خرج المشاركون بتوصيات أهمها إنشاء مجلس أعلي للمسئولية الاجتماعية وترقية وتقدير مفهوم الجودة الإنتاجية لكسب ثقة المستهلك وأن تتبني الوزارة مشروعا لشراكة بين القطاع العام والخاص. ام/ام