الأمطار نعمة ورحمة من الله تبارك وتعالى.. وقد تحمل البلاء الذي ربما كان عقاباً وعذاباً يحل بالناس جرّاء ما كسبت أيديهم ... وحين تمسك السماء هواطلها، وتوكئ أفواه القرب، فإن الناس يتضرعون إلى الله عز وجل أن يرفع عنهم الجفاف ..فعندما أمسكت السماء ماءها ذات مرة ضرب السودان والمنطقة الإفريقية جفاف وتصحر أفضى إلى مجاعة ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وحركة نزوح بشري ما زلنا نعاني آثارها إلى اليوم!..وكذلك حين فتحت قربها السماء شكا الناس إلى الله تعالى الدمار والنقص في الأموال الأنفس والثمرات.. وقد انعم الله على السودان هذا العام بأمطار غزيرة في كافة أنحاء البلاد وكانت بشريات للموسم الزراعي المطري حيث أكدت وزارة الزراعة ان هذا الموسم سيكون ناجحا بفضل التحضيرات المبكرة حسبما أعلنه المهندس فتح الرحمن احمد محمد مدير القطاع المطري بوزارة الزراعة وقال في تصريح ( لسونا ) إن المساحات التي تم استهدافها لهذا الموسم 32 مليون و500 الف فدان لولايات البلاد العشرة وهى ولاية القضارف، وولايات دارفور وشمال وجنوب كردفان والنيل الأبيض والأزرق والجزيرة وكسلا. وأبان أن المساحات التي زرعت وتم مسحها 20مليون فدان وان محصول الذرة يشكل 90% بالإضافة إلى المحاصيل الأخرى وهى السمسم والدخن وزهرة الشمس والكركدى وغيرها من المحاصيل الأخرى. وأكد مدير القطاع عدم تسجيل اى شكاوى خلال الموسم إلا مشاكل النزاعات في الاراضى وتم تكوين لجان ولائية لحلها حيث خصصت نسبة 25% من المشاريع للرعاة وفتح المسارات داعيا إلى تدخل الحكومة الاتحادية لدعم اللجان الولائية لحل المشكلة. وأوضح أن وزارة الزراعة وفرت قبل الموسم تقاوي محسنة بقيمة 20مليون جنيه تم توزيعها لكل الولايات وتوفير الجازولين والآليات الزراعية داعيا الى توفير قدر اكبر من الآليات الزراعية حتى تسهم في الحصاد. وتخوف مدير القطاع المطري من عدم توفر العمالة زمن الحصاد وذلك بسبب انفصال الجنوب إلى جانب الهجرة إلى مواقع الذهب مؤكدا أن الإنتاجية هذا العام ستكون ممتازة. وتوقع سيادته أن تكون التحضيرات الأعوام القادمة في شكل مجموعات والتمويل يكون بمجموعات ايضا حتى عمليات الزراعة ومحاربة الآفات والرش كلها تكون في شكل مجموعات لتسهم في التعاون والإنتاجية وضبط العملية الزراعية. وأكد مدير القطاع المطري في تقريره ان موقف الأمطار في ولاية القضارف ممتاز هذا العام مقارنة بالموسم السابق ويتوقع زيادة المساحات وتمت نظافة المشاريع وصيانة الحفائر والمعسكرات بالولاية وفاقت التجديدات نسبة 50% والتحضيرات والزراعة مستمرة ويجرى ألان المسح الزراعي لتقدير المساحات المزروعة، كما تم استلام كل الكميات المخصصة من التقاوي لصغار المزارعين عدد 163 طن ذرة 160طن ارفع قدمك و20طن سمسم و20طن قطن رغم معاناة الولاية من قلة التقاوي مما سبب مشكلة عدم قدرة المزارعين على استثمار كل المساحات. وتم توفير التمويل 47،756،000جنيه. أما ولاية كسلا حسب تقرير مدير القطاع فحظيت بتحضير مساحة 600،000فدان وجارى التخطيط لتكملة المساحة إلى 2،000،000فدان لزراعة ذرة وسمسم ومحاصيل أخرى. أما ولاية سنار تم تخصيص مساحة 3750فدان وتم تخصيص احتياجات من المواد البترولية والتقاوي وتم دعم 2مركز بكل المعدات بالإضافة إلى مساحة 70فدان مزارع تجريبية وإعداد خطة عمل لرفع إنتاجية المحاصيل المختلفة وتحسين نوعيتها وتبنى برامج رفع قدرات المساهمين في العمل الزراعي وتدريبهم على أفضل تقانات الإنتاج وتم تسليم 61 طن من التقاوي لمحلية الدندر وتحديد 10%من مساحة كل مشروع للمسارات وتحديد 90000 فدان لإيواء الرعاة العائدين من الجنوب. أما ولاية النيل الأزرق فمعدل الأمطار مطمئن أكثر من السابق وتمت زراعة مساحات مقدرة من المحاصيل وتم توفير التمويل من بداية الموسم 1235486جنيه وتم انشاء مراكز للتقانة تعمل بصورة جيدة وتمت مكافحة العنتت والفار بنسبة تجاوزت 95% والموقف ممتاز وهنالك غرفة عمليات لفتح المسارات واستقرار العائدين كما ان حماس المزارعين أزال التخوف من حدوث زعزعة أمنية. وفي ولاية النيل الأبيض معدل الأمطار فاق المعدلات السابقة بالمحليات المختلفة والمساحات 2485000فدان كما سارت عمليات انسياب المواد البترولية بصورة طيبة وبدأ الموسم مبكرا وبلغ حجم التمويل 8775740 جنيه. أما ولاية شمال كردفان فالموقف جيد في كل المحليات وتم توفير مدخلات الإنتاج في مقدمتها التقاوي كذلك تمت مخاطبة وزارة المالية لتوفير عدد 800 ألف جالون جازولين وتمت صيانة عدد 50جرار و40 محراث وغيرها من المعدات ومكافحة الآفات. ورغم الجهود التي بذلتها إدارة القطاع المطري بوزارة الزراعة لإنجاح الموسم المطري إلا ان بعض المشكلات ستواجه الزراعة في موسم الحصاد وهى قلة العمالة بسبب انفصال الجنوب والهجرة إلى مناطق الذهب ولتلافي هذا وضعت الادارة توصيات بضرورة توفير الآليات الزراعية وربط الجمعيات التعاونية الزراعية وتنظيمات المزارعين لاستخدام التقانات الحديثة الى جانب تحسين القطاع الزراعي ككل بتأهيل مراكز نقل التقانة والإرشاد ودعم إدارة وقاية النباتات ومعالجة مشكلة الإعسار والدخول المبكر في التمويل ومواكبة متطلبات التمويل الأصغر وتدريب الكوادر الزراعية والاستفادة من تجارب ولاية كسلا في عملية مسح الاراضى وتقنين الحيازات وربط المركز بالولايات وقيام المؤتمر الزراعي في سبتمبر القادم. ع س