الرياض -5 صفر 18-12 - 2012 م /سونا/ تعد " الهيئة الإسلامية العالمية للحلال " إحدى هيئات رابطة العالم الإسلامي التي تعزز الاهتمام والالتزام بتحقيق الإباحة الشرعية، في كل ما يستهلكه المسلمون، أو تنتجه لهم الشركات من غذاء ودواء ومستحضرات تجميلية وغيرها. ويأتي إنشاء الهيئة انطلاقًا من الدور الريادي والعالمي لرابطة العالم الإسلامي، وعملها في كل المجالات التي تسهم في خدمة الإسلام والمسلمين ولتكن الهيئة هي الجهة المعتمدة لكل المسلمين في العالم، لا سيما في غير الدول الإسلامية التي يُستورد منها الغذاء والدواء ونحوهما، وبهذا ينقطع الشك والتوجس في حلية الأغذية والأدوية وغيرها. وتسعى الهيئة الإسلامية العالمية للحلال إلى المساهمة في نشر الوعي بأهمية توافر الشروط الشرعية فيما يستهلكه المسلمون أو ينتج لهم من طعام وغذاء ودواء وغيرها، وتحديد الضوابط الشرعية في الإنتاج الغذائي والدوائي المحلي والدولي وغيرهما مما هو داخل في نطاق عملها أو تخول به من الجهات الرسمية والأهلية. وتتولى الهيئة وضع الخطط اللازمة لرفع مستوى الالتزام والوعي بالضوابط الشرعية للإنتاج الحلال، ومنح الشهادات المعتمدة للشركات المنتجة والمصدرة للأغذية والأدوية إذا تقيدت بالضوابط الشرعية، والتنسيق والتعاون مع الهيئات والشركات والمؤسسات المحلية والعالمية لتحقيق الضوابط الشرعية في إنتاج وتصنيع وتسويق الحلال، وإعداد البرامج التأهيلية وإقامة الدورات التدريبية والمهنية ذات الصلة بالحلال بأنواعه. كما تتولى إعداد الدراسات العلمية والبحوث في مجال الحلال، ونشرها والاستفادة من تجارب المؤسسات والهيئات الأخرى، ومتابعة أعمال الشركات المنتجة للأطعمة والأدوية المصدرة للدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة ومساعدتها في الاستمرار بالالتزام بالضوابط الشرعية، فضلاً عن إقامة المؤتمرات والندوات التي تسهم في تحقيق أهداف الهيئة، والمساهمة في إنتاج وتصنيع وتوفير المنتج الحلال من غذاء ودواء وتجميل وغيره. وتكمن الأهمية الاقتصادية لإنشاء الهيئة الإسلامية العالمية للحلال انطلاقاً من تأكيد المنظمة الوطنية لتجارة التجزئة في الولاياتالمتحدة، أن تجارة الأغذية الحلال ربما تتجاوز قيمتها نهاية العام الجاري 2012 م 3,5 تريليون دولار، كما أن التقارير الدولية توقعت أن تواصل تجارة المنتجات الحلال نموها بمعدلات لا تقل عن 4,8% سنويًا، لتصل إلى نحو 6,4 تريليون دولار في عام 2020م، ما يوضح أن فرصًا استثمارية بنحو 2,9 تريليون دولار تنتظر الدخول في مجال المنتجات الحلال خلال الأعوام الثمانية القادمة إن شاء الله. وأظهرت بيانات الغرفة الإسلامية السعودية أن أكبر الدول الموردة للحوم الحمراء الحلال لدول مجلس التعاون الخليجي هي دول غير إسلامية مثل: البرازيل التي تورد نحو 54 % ، والهند نحو 11% ، وأستراليا 9% ، ونيوزلندا 4%، كما أشارت البيانات إلى أن أكبر الدول الموردة للدواجن الحلال لدول مجلس التعاون الخليجي هي دول غير إسلامية أيضًا، فالبرازيل تورد نحو 69% من الدواجن لدول الخليج، وتورد دول الاتحاد الأوربي 27%، والولاياتالمتحدةالأمريكية 4%. وحيث إن الهيئات التي تصدر شهادات الحلال أكثرها في دول غير إسلامية، فلا شك في أن أي تهاون في تطبيق مواصفات الحلال في الشريعة الإسلامية ذو تأثير كبير على الغذاء الحلال ومشتقاته الموردة للدول الإسلامية. ع و