حققت القمة التنموية الاقتصادية العربية الثالثة والتي استضافتها العاصمة السعودية الرياض خلال يومي 22 و23 يناير الجاري عدة نجاحات ، وذلك بمشاركة وفد رفيع من السودان برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية واصدرت في ختام اعمالها اعلان الرياض الذي تضمن عددا من القرارات والتوصيات التي تشكل خارطة طريق للتوصل لتنمية حقيقية في البلدان العربية تشمل الإنسان والموارد الطبيعية والاستغلال الامثل للثروات الظاهرة والباطنة . وقد عبر قادة الدول من فخامة ملوك وامراء ورؤساء الدول العربية في كلماتهم بالقمة عن تطلعات شعوبهم في التنسيق والتعاون العربي وتعزيزه في المجالات المختلفة الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية مؤكدين موافقتهم علي قرارات تدعم ذلك والاستعداد للسير قدما في هذا الاتجاه بجانب الاهتمام بالراهن السياسي العربي ومؤازرة شعوب فلسطين وسوريا والجزائر وغيرها لتحقيق الاستقرار السياسي والامني بها وحلحلة ما تتعرض له من تحديات . ويرى خبراء من العوامل التي ساعدت في نجاح القمة الاعداد الجيد لها من قبل المملكة العربية السعودية التي تسلمت رئاسة القمة من جمهورية مصر والاجتماعات المكثفة التي سبقتها من الوزراء وكبار المسئولين الذين استطاعوا ان يضعوا تصورا واضحا ومشروعات لقرارات تعالج قضايا الدول الداعمة من جهة والمنتفعه من جهة ثانيه ، والمشروعات التي تاتي في الاسبقية والإستراتيجية، وقد تضمن جدول اعمال القمة التي استمرت لمدة في جلستها الافتتاحية كلمات لرئيس المصري الدكتور محمد مرسي الرئيس السابق للقمة ورئيس الدورة الحالية الثالثة العاهل السعودي الذي قدم الخطاب انابة عنه صاحب السمو الامير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد كما استمعت القمة لتقرير من الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية وكلمات للقادة العرب في جلسات مغلقة وعلنية . وقد وجدت مبادرة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية للامن الغذائي والتي طرحها استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشرفيين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز الدعم والمساندة من القادة العرب وقد تضمنت ان يوفر السودان المياه والااراضي الزراعية المتميزة وان تقوم الصناديق العربية بتمويل هذا الاستثمار الذي يغطي احتياجات العالم العربي من الغذاء . واستعرض الأمين العام للدول العربية الدكتور نبيل العربي خلال تلاوته لاعلان الرياض وما تمضنه البيان الختامي من قرارات هامة خرجت بها القمة تتمثل في الموافقة علي المبادرة التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين بزيادة رؤوس الأموال للمؤسسات المالية العربية والشركات العربية المشتركة القائمة بنسبة لا تقل عن 50% من أجل دعمها لتمكينها من توسع أعمالها مع التزام المملكة برفع حصتها في الزيادة المقررة بالاضافة دعمهم لعمليات تشجيع الاستثمار البينى الذى يعد احد المداخل الهامة للتكامل الاقتصادى ، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص مؤكدا علي دعم القطاع الخاص العربى لاهميته فى مجال العمل العربى المشترك. وقد اكد اعلان الرياض 2013 م علي التزام القادة التام بتنفيذ القرارات التي اتخذت في القمتين السابقتين قمة دولة الكويت 2009م، ودورتها الثانية وقمة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية 2011م . وعبر القادة العرب عن ارتياحهم للإجراءات التي اتخذت في تنفيذ تلك القرارات الاقتصادية والتنموية التي أقرتها القمتان السابقتان، مؤكد ين على ضرورة الإسراع في تنفيذ جميع القرارات وأزالت كافة العوائق التي تقف أمام إنجازها. ونوه إعلان الرياض بالخطوات التنفيذية التي تم إنجازها في تنفيذ مشروع صندوق الخاص بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي انطلق من القمة الاقتصادية والتنموية الأولي التي عقدت في الكويت في يناير 2009م . وشجع اعلان الرياض علي تنقل رؤوس الاموال معلنا اعتماد الاتفاقية الموحدة للاستثمارات العربية البينية و التزامه بتهيئة المناخ الاستثمارى فى البلدان . ودعا الى تعزيز رفاهية الافراد والمجموعات فى البلدان العربية والعمل على زيادة حجم التجارة البينية مشددا على ضرورة استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية قبل نهاية العام الحالى ودعا لفتح المجال للاستثمار في الطاقة المتجددة وتنفيذ الإستراتيجية العربية الخاصة بها ، والعمل على تنفيذ الاهداف التنموية للالفية علي راسها الاهتمام بصحة المواطن ودعا للعمل على خلق فرص العمل اللائقة ودعم ذوى الاحتياجات الخاصة . وكما أتخذت القمة قرارا بالتعامل مع مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية من منظور شامل في إطار تفعيل ومتابعة مسيرة التكامل الاقتصادي والسعي نحو إزالة المعوقات التي تعترضها بما في ذلك استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة واتمام متطلبات الاتحاد الجمركي. . وطالب فى الاسراع فى تنفيذ مبادرة التنمية المستدامة فى العالم العربى والعمل على تنفيذ مبادرة الحد من مخاطر الكوارث والاهتمام بالبيئة . وفي مجال البحث العلمى شجع اعلان الرياض على عملية البحث العلمى وزيادة الميزانيات الخاصة به . واعلن عن اقامة منتدى للشباب العربى فى المملكة العربية السعودية على ان يعقد خلال ستة اشهر كما اكد اهمية تطوير النظم والتشريعات لتفعيل دور المرأة العربية . ورحب القادة العرب بإعلان الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، أن بلاده ستستضيف الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية عام 2015، وإعلان أن لبنان سيستضيف الدورة الخامسة للقمة عام 2017. ان الناظر الي اعلان الرياض وما تم التوصل اليه من قرارات جرئية لاشك انها تجد الدعم والسند من الجماهير العربية المتعطشة لهذا النوع من القرارات الذي رغباتها في العيش الكريم والنهضة والازدهار ، وهي تطمح وكلها ثقة وأمل في تجد كلمات وتوصيات ولي عهد المملكة السعودية رئيس الدورة في ختام اعمال القمة ( ان تكون هناك جدية ومصداقية في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ) طريقها للنفيذ ، وتبقى القول انه مازال هناك فرصا للقادة العرب ان يشمروا عن ساعد الجد لتنفيذ مشروعات التعاون المشترك المتفق عليها في هذه القمة والقمم الاخرى التي عقدت علي مدى العقود الماضية في المجالات المختلفة حتى نلحق بباقي الامم المتحضرة والمتقدمة ، والاستفادة من التجارب الانسانية للتكتلات الاقليمية (مثل الاتحاد الاوربي ) التي استطاعت تنفيذ نمازج ناجحه للعمل المشترك علي الرغم من ان شعوب دولها لا تربطها وشائج وصلات قوية بمثل ما ترتبط الدول العربية ببعضها البعض من عقيدة ووحدة في الثقافة واللغة والتاريخ والمصير المشترك .