كما توقعنا فقد خرجت القمة العربية الاقتصادية في دورتها الثالثة بطموحات وأهداف ومشروعات كبيرة وقبل كل ذلك أجمع الزعماء العرب على دعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتأمين الغذاء العربي لتعزيز وتمكين المؤسسات والشركات العربية من توسيع أعمالها في البلدان العربية كافة وإلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل المشروعات الحيوية ذات البعد الإستراتيجي العربي والمشروعات التنموية الوطنية كخطوة في سبيل تحقيق التكامل العربي على أرض الواقع. حسنًا تطرَّق الرؤساء العرب إلى مسببات ثورات الربيع العربي التي طالت بعض الدول، وأجمعوا على ضرورة إصلاحها، خاصة أن أهم مسبباتها كانت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بعد أن سادت البطالة وتفشَّت وسط الشباب ويحمد للمملكة العربية السعودية فتح المجال لأكثر من نصف مليون عامل مصري للعمل فيها لفك الضائقة الاقتصادية وتحريك الاقتصاد والسوق المصري. من طموحات القمة أيضًا استثمار الرساميل العربية التي يزخر بها العالم العربي بتشجيعها وتسهيل حركتها من أجل المنفعة المتبادلة وصولاً إلى سوق عربية للطاقة المتجدِّدة تؤمن الغذاء العربي لشعوبها. تنفيذ مخرجات القمة كما أعلن سمو الأمير سعود الفيصل لا يأتي إلا من خلال العمل المشترك بمصداقية وجدية تجاه كل القرارات التي اتخذت، وعلى الجامعة العربية كما ذكرنا سابقًا المتابعة لإثبات الجدية؛ لأن قمة الرياض نريد لها أن تحقق التكامل العربي على أرض الواقع بعد أن ثبت وبالدليل القاطع أن القمتين الاقتصاديتين السابقتين لم تكونا بمستوى طموح الشعوب العربية. المنفعة المتبادلة هي الشعار الذي يجب أن ترفعه الدول العربية وتطبِّقه على الواقع لتسهيل التبادل التجاري فيما بينها وبتذليل كافة العقبات والتعقيدات التي ظلت تعيق انتشار السلع العربية. دعم شبكة الأمان المالية العربية المتفق عليها لدولة فلسطين التي تعهدت بها الدول العربية في قمة بغداد لحل المشكلة حلاً جذريًا ضرورة حتمية. أما دعم البنى التحتية فهو الأهم حتى تنساب المنتجات الزراعية بين الدول العربية في سهولة ويسر، ونثمِّن تأسيس صندوق دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الذي تمت الموافقة عليه من قِبل القمة ودعم المملكة والكويت له بمليار دولار بمعدل 500 مليون دولار لكل منهما. أخيرًا نقول إن القمة حرصت على أن تكون قراراتها على مستوى طموحات الشعوب العربية، وأن تحقيقه يتطلب توافر الجدية والمصداقية في تطبيق القرارات التي خرجت بها. وكما قال سمو الأمير: (ضمير القادة العرب هو الضمانة الوحيدة لتنفيذ الالتزامات والتوصيات التي أقرّتها القمة). بنك التنمية الإسلامي كان كالعهد به فقد أكَّد دعمه وتبنيه لمبادرة فخامة الرئيس البشير في القمة وإعلانه بأن السودان به إمكانات كبيرة لا سيما أن البنك له علاقات متميِّزة للتعامل مع السودان وقد سبق وأن ساهم في تمويل سد مروي وتعلية الرصيرص بجانب سدي ستيت وأعالى نهر عطبرة. نشيد بنهج البنك الداعم للسودان والأمة العربية في المجال التنموي ونثمِّن مبادرات رئيسه الداعمة للسودان وللحقيقة نشير إلى أن إسهاماته بلغت أكثر من 8 مليارات دولار. نجدد لوزراء الاقتصاد العرب دعوة الرئيس البشير للاجتماع في الخرطوم لبحث مخرجات تتلاءم مع متطلبات التنمية الشاملة التي يتطلع إليها المواطن العربي.