- تعتبر جولة المفاوضات الاخيرة بين وفدي حكومة السودان وجنوب السودان من الجولات المهمة لاسيما وانها استطاعت ان تخرج بمصفوفة لتنفيذ اتفاقيات التعاون التسع بين حكومة السودان وحكومة دولة جنوب السودان الموقعة في 27 سبتمبر 2012م بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا . وكشف وفد الحكومة المفاوض برئاسة الاستاذ ادريس محمد عبدالقادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية في مؤتمر صحفي عقده فور عودته اليوم من أديس أبابا لمطار الخرطوم عن مجهودات كبيرة بذلت حتى تم التوصل للمصفوفة بمساعدة اطراف إقليمية ودولية أسهمت في تحقيق الإنجاز وعبر عن شكره لآلية الإتحاد الإفريقي رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي وطاقمه الرئاسي والمساعد ورئيس الإيقاد والسيد هايلي ماريام ديسالف رئيس الوزراء الأثيوبي والسيد هايلي منكريوس المبعوث الخاص الأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان وقال الوزير رئيس الوفد الحكومي امام ممثلي الوسائط الإعلامية المحلية والأجنبية انهم متفائلون من نتائج هذه الجوله لما تضمنته من نتائج ايجابية للطرفين تم تحقيقها وترجمتها في مصفوفة تنفيذ الاتفاقيات التي شملت كل ما كان مختلف عليه في السابق واستعرض نتائج جولة المفاوضات الأخيرة وما تضمنته المصفوفة من بنود . واضاف أن المصفوفة اعلنت بوضوح ان يعمل الطرفان بالتزامن المشترك علي تنفيذ إتفاقيات التعاون المشترك وهي تشمل الترتيبات الأمنية ، النفط ، التجارة ،البنوك والمصارف ، الديون الخارجية ، المعاشات ، حركة المواطنين ، المعابر ،وتطبيق المنطقة العازله بمساحة 20 كيلو من الحدود وجعلها منطقة منزوع السلاح بجانب الاتفاق علي جعل منطقة 14ميل منطقة آمنة منزوعة السلاح ويكتمل ذلك في موعد لايتجاوز 6 ابريل مبينا ان 14 ميل سيتم تشكيل آلية للتحقق من ان تسود فيها الاعراف القبلية والمحاكم التي كانت ساريه في المنطقة . وقال إن تنفيذ مصفوفة الإتفاقيات بدأت اعتباراً من العاشر من مارس الجاري,تاريخ التوقيع علي مصفوفة الترتيبات الأمنية وسريانها وأستعرض الجداول والمواقيت الزمنية المحددة للإتفاقيات . وأوضح رئيس الوفد أنه وفقاً لاتفاقية المصفوفة سيتم تشكيل لجان علي مستويات مختلفة فنية ووزارية واخرى رئاسية معلناً عن تشكل لجنة عليا في السودان برئاسة رئيس الجمهورية ونائبيه وقيادات الدولة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات . وحول اتفاقية النفط أعلن الاستاذ إدريس محمد عبدالقادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية رئيس الوفد الحكومي المفاوض ان مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون مع الجنوب تضمنت إصدار الأوامر والتوجيهات لاستئناف ضخ بترول الجنوب وتصديره عبر موانئ السودان في غضون اسبوعين بالتزامن المشترك في البلدين . واضاف أن الاتفاق ينص علي أن تأمر حكومة الجنوب شركات النفط لبدء انتاج النفط وحكومة السودان تأمر شركات النفط للاستعداد لإستقبال وترحيل نفط الجنوب عبر الأنابيب بالاراضي السودانية وتصفيته وترحيله الي بورتسودان خلال اسبوعين . وفيما يتعلق بحركة المواطنين قال سيادته انه تم الاتفاق علي فتح 10 معابر بالحدود سيتم تشكيل لجان لهذا الغرض وستعقد اجتماعها في 17مارس الجاري بشان تنفيذ الاتفاقية مبينا انه يسعون ويشجعون علي قيام حدود مرنة بين الجانبين تسهم في تسهيل حركة المواطنين والتجارة والرعي والزراعه لصالح الشعبين . وعن قضايا الديون قال ادريس عبد القادر انهم سيعملون علي الاعفاء خلال عامين واذا لم يتم ذلك سيكون الخيار الوحيد ان يتم تقسيم الديون بين البلدين حسب المعايير الاقتصادية المعروفة . ومن جانبه كشف المهندس عوض عبدالفتاح الأمين العام لوزارة النفط للصحفيين ان وزارته وقبل التوقيع علي مصفوفة تنفيذ إتفاقيات التعاون المشترك قد شرعت في الاجراءات التي تتعلق بالاستعداد لاستئناف ضخ نفط الجنوب عبر الاراضي والموانئ السوداني مشيرا الي ان ذلك يتطلب الكثير من الترتيبات الفنية . كما أوضح أن استئناف عمليات الإنتاج والترحيل عبر الأنابيب قد تستغرق وقتاً لكنهم عازمون علي تنفيذ الاتفاقية وانجاز المهام بأقرب وقت ممكن واصدار الاوامر المطلوبة في غضون اسبوعين وفقاً للإتفاق مع حكومة الجنوب والتي هي الاخرى ستقوم باصدار ما يليها من اوامر لانتاج النفط مبينا انه سيتم تشكيل لجان متخصصه لانفاذ ذلك . وفي الجانب الامني اوضح الفريق الركن عماد عدوي عضو الوفد الحكومي الذي قامت سونا باجراء حوار معه حول ما تم الاتفاق عليه من اتفاقات والي أي مدي هناك تفاؤل بانفاذه قال انهم متفائلون لانه تضمن ما هو مختلف حوله وحدد له تواريخ وآليات لانفاذه مؤكدا ان التوقيع علي مصفوفة تنفيذ إتفاقيات التعاون التسع يفتح المجال للتعاون المشترك بين السودان ودولة الجنوب في شتي المجالات لاسيما الجانب الأمني وهناك الترابط في تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية حيث تم النص علي الإنسحاب الفوري غير المشروط لقوات كل بلد من البلد الآخر ويكتمل بالنسبة لمنطقة 14 ميل في 14 يوماً وليس اسبوع لخصوصية وضع المنطقة مؤكدا حرص الطرفين علي تنفيذ كل الاتفاقيات الامنية وتشكيل لجان للتنفيذ الإتفاق والمراقبة . ومما لاشك فيه أن الترحيب والدعم الدولي والإقليمي والوطني بالبلدين بتوقيع اتفاقية مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك بين السودان ودولة جنوب السودان من شأنه ان يفتح الباب واسعا للتفاؤل مع الوفد الحكومي السوداني في تنجح هذه المرة اتفاقية المصفوفه في حشد الطاقات الرسمية والشعبية في البلدين من اجل التوصل الي جوار آمن وسلام مستدام يجعل الدولتان قبلتان للنمو الازدهار تماما كما جاء في الاتفاقية وما صرح به رئيس الوفد الحكومي بالسودان ، وتبقى امال الشعبين معلقة وهي تتطلع الي المزيد من التعاون والتكامل علي كافة الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعيه بالبلدين .