تستضيف العاصمة القطريةالدوحة هذه الايام انعقاد القمة العربية الرابعة والعشرين بفندق شيراتون بالدوحة بمشاركة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وستة عشر من ملوك ورؤساء وامراء ورؤساء حكومات الدول العربية. وقد ركزت القمة العربية هذه المرة التي تقام في يومي 26 و27 مارس الجاري علي أربعة ملفات للنظر فيها والخروج برؤيا موحدة تجاهها في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحديات سياسية واقتصادية وامنية في ظل ثورات الربيع العربي وقد جاءت القضية الفلسطينية والأزمة السورية خاصة ما يتعلق بجوانبها الإنسانية في مقدمة الموضوعات التي بحثتها القمة فضلا عن قضايا إصلاح وتطوير الجامعة العربية فيما شمل الملف الاقتصادي قضايا التكامل الاقتصادي العربي والسبل الكفيلة لتحقيق الأمن الغذائي بالدول العربية وتعرضت للاستقرار والسلام في السودان من حيث العلاقة مع الجنوب وانفاذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور . وقد جاء الامس يوما حافلا بالكثير من الموضوعات حيث انعقدت فيه الجلسات الافتتاحية والرسمية المغلقة والتي انتهت بإعلان الدوحة الذي اعلن عن تضامن صريح مع كل من فلسطين ودعا للصالحة الفلسطينية عبر انعقاد قمة مصغرة في القاهرة يحضرها قيادات فتح وحماس لتحقيق المصالحة ، والتضامن العربي مع سوريا لإيقاف نزيف الدم ودعم المعارضة السورية بكل ما يلزم واقرار منح مقعد سوريا بالجامعة للإتلاف المعارض ، واكد القادة العربي عن تضامنهم مع السودان بدعم الاستقرار والسلام فيه بمباركة اتفاق مصفوفة التعاون مع الجنوب وتقديم الدعم لانفاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور وحث الأعضاء بالمساهمة بفاعلية في انجاح مؤتمر المانحين لإعمار دارفور بابريل بالدوحة في هذا الصدد بجانب وضع رؤية وبرنامج لاصلاح الجامعة العربية . وفي الجلسة الافتتاحية للقمة كان قد تحدث في مستهلها الدكتور خضر موسى جعفر نائب رئيس جمهورية العراق متحدثا إنابة عن الرئيس العراقي جلال الطلباني رئيس القمة السابقة مؤكدا اهمية انعقاد القمة فى هذا الوقت الذى تمر به الامة العربية والتحديات الجمة التى تواجهها مشيرا الى ان العراق خلال ترؤسه للدورة الثالثة والعشرين قد نهض بمسئوليته الكبيرة فى ظل التحديات والتطورات التى شهدتها المنطقة. واستعرض الانجازات التى تحققت فى الدورة واقترح إقامة مجلس امن عربي يتولى حل الإشكالات الأمنية بين الدول وفق صيغة يتفق عليها لمعالجة قضايا الأمن العربي كلها داخل البيت العربي بعيدا عن التدخلات الخارجية كما اقترح النقل المؤقت لموقع البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع فى سوريا. ورحب الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر رئيس الدورة الحالية للقمة بالمعارضة السورية التى يمثلها معاذ الخطيب رئيس الائتلاف المعارض وقال ان حماية الشعب السورى مسئولية تاريخية يتحملها الجميع داعيا للوقف الفورى للقتال حقنا لدماء السوريين. وأكد حرص قطر علي وحدة سوريا أرضا وشعبا مشيرا إلي الأوضاع في سوريا بلغت حد الكارثة وان الشعب السوري لم يعد يقبل معه بأقل من انتقال السلطة ، ودعا ائتلاف المعارضة السورية لشغل مقعد سوريا في القمة، مؤكدا على أهمية عقد مؤتمر دولي للأمم المتحدة لإعادة إعمار سوريا بعد انتقال السلطة. ودعا امير قطر القادة العرب لدعم دول الربيع العربى خاصة مصر والصومال وجزر القمر حاثا العرب على ضرورة دعم مؤتمر المانحيين لدارفور بالدوحة لتحقيق الامن والاستقرار فى دارفور . وتطرق الامير لضرورة اصلاح وتطوير الجامعة العربية لتواكب تطلعات الشعوب العربية المشروعة فى الحرية والعدالة الاجتماعية والتضامن العربى الحقيقى. وطالب سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر رئيس القمة العربية القمة أن توافق على إنشاء صندوق لدعم القدس بقيمة مليار دولار بشكل فوري ، مؤكدا أن قطر سيقدم ربع مليار دولار لصندوق مقترح دعم القدس كما اقترح عقد قمة مصغرة في القاهرة يحضرها قيادات فتح وحماس لتحقيق المصالحة . ومن جانبهم اوضح الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ان الجامعة ترحب برئيس ائتلاف المعارضة السورية بصفته ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري ، مشيرا إلي ان الجامعة طرحت العديد من المبادرات لحل الأزمة السورية لكنها فشلت والنظام السوري يتحمل المسؤولية . وقال معاذ الخطيب رئيس ائتلاف المعارضة السورية إن الشعب السوري هو الذي سيقرر من سيحكم سوريا وليست أي دولة في العالم، لأن الشعب هو من فجر الثورة وسيصنع مصيرها، مشيرا إلي ان ما يجري في سوريا اليوم هو صراع بين الحرية والعبودية والعدل والظلم موضحا مطالبته وزير الخارجية الأميركي بمد مظلة صواريخ باتريوت لتشمل شمال سوريا ووعد بدراسة الأمر. وأكد أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامي دعمه للسودان لتحقيق السلام في كل ربوعه ، مشيرا إلي ضرورة دعم إجراءات تنفيذ اتفاقية الدوحة للسلام في دارفور ، داعيا الحركات المسلحة إلي الانضمام مسيرة السلام واتفاقية الدوحة. وحول فلسطين أكد دعمه للشعب الفلسطيني وقال سنبقى ندافع عن الفلسطينيين بغض النظر عن علاقتنا مع إسرائيل وطالب المجتمع الدولي بحماية الشعب السوري، مشددا انه يجب عليه الالتفات لذلك ،وأضاف أن يجب تشكيل الحكومة السورية والإعلان عن انطلاق العملية الانتقالية . وقد تضمنت الجلسة الافتتاحية كذلك كلمات لممثلي الإتحاد الأوربي ورئيس البرلماني العربي بالإضافة لكلمة المبعوث المشترك لسوريا الاخضر الإبراهيمي وشهدت جلسة العمل الاولي إلقاء كلمات للقادة العرب واعتماد جدول الأعمال بعد مناقشة البنود المدرجة فيه تلتها جلسات اخرى مغلقة وختامية . وفيما يتعلق بقضايا السودان فقد وجدت حظها من النقاش والبحث لدى القادة العرب لاسيما السلام في دارفور حيث اعلن سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر رئيس القمة العربية الحالية دعم الجامعة لجهود السلام والاستقرار في دارفور مشيرا الي ان المؤتمر الدولي للمانحين لاعمار دارفور المزمع انعقاده خلال الفترة من السابع وحتى الثامن من ابريل الجاري بالدوحة سينقل دارفور لمرحلة جديدة للاستقرار والتنمية . وأوضح سيادته ان الجهود ستتواصل لاستكمال مسيرة السلام في دارفور وفق وثيقة الدوحة مشيرا الي ان الأثر الايجابي الذي تحقق خلال الفترة الماضية بفضل اتفاقية الدوحة للسلام في دارفور وانهم سيسرون قدما في هذا الاتجاه . الي ذلك حث الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدول الأعضاء للمشاركة بفاعلية في مؤتمر المانحين بشأن دارفور بالدوحة وتوفير الدعم المالي اللازم للتعويضات مبينا ان الجامعة تدعم جهود الاتحاد الإفريقي في هذا الصدد . وقد خاطب القمة العربية فخامة المشير عمر المشير رئيس الجمهورية قائلا إن انعقاد مؤتمرات القمم العربية تؤكد علي صدق العزيمة والمضى قدما فى العمل العربى المشترك وعبر عن تقديره لجهود استضافة ورئاسة قطر للقمة العربية الحالية وللعراق لترؤسها القمة السابقة . وعبر عن شعوره بالاسف لتدهور الاوضاع فى الشقيقة سوريا وقال ان السودان يبارك كل جهد عربى يؤدى الى استقرار سوريا ويلبى تطلعات شعبها ويحفظ وحدة ترابها،مع ترحيبنا بالشيخ احمد معاز الخطيب رئيسا لائتلاف قوى الثورة . وحول قضية فلسطين اعلن البشير عن التهنئة للاخوة فى فلسطين على الخطوة الكبيرة التى حققوها بالحصول على صفة دولة مراقب بالامم المتحدة ودعا للقيام بخطوات عملية مع المجتمع الدولى لمواجهة الصلف الاسرائيلى وطالب بتدعيم المصالحة بين ابناء الشعب الفلسطينى الشقيق. واكد سيادته وقوف السودان مع كل مصر وليبيا لتثبيت ركائز الامن واستعادة عجلة التنمية واعادة بناء مؤسسات الدولة وبناء القدرات والعمل المشترك لحماية الحدود داعيا الي المزيد من الاهتمام بقضايا جمهورية القمر والصومال ونشر اللغة العربية في دول الجوار الافريقي . وجدد عن شكر وعرفان السودان لجهود امته العربية وخاصة قيادة قطر الشقيقة لدعم السلام في دارفور مشيرا الي توقيع مصفوفة لتنفيذ التعاون مع دولة الجنوب والتحضير للمؤتمر الدولي للاعمار دارفور في الدوحة بابريل القادم ، والمضي في انفاذ مبادرة تحقيق الامن الغذائي العربي التي اطلقها السودان في القمة التنموية الثالثة بالرياض . وعن العلاقة مع الجنوب ودارفور في البيان الختامي للقمة العربية فقد اكد القادة العرب في اعلان الدوحة الذي صدر مساء امس في ختام أعمال قمتهم بمشاركة وفد السودان برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية اكدوا علي تضامنهم مع السودان وترحيبهم بتوقيع السودان وجنوب السودان مصفوفة اتفاقيات التعاون التسع بين البلدين . وأكد الاعلان على اهمية اقامة علاقات اخوة وتعاون بين الدولتين تتأسس على المصالح المشتركة والامن المتبادل وحسن الجوار بما يحقق الاستقرار فى المنطقة . وثمنت القمة جهود الحكومة السودانية فى دعم وتوطيد العلاقات العربية الافريقية , وترحيبها بالجهود التى تبذلها دولة قطر والسودان لعقد مؤتمر المانحين الدولى لاعمار دارفور فى الدوحة المقرر له يومى 7-8 ابريل المقبل . ودعت القمة الدول الاعضاء وصناديق التمويل العربية المشاركة الفاعلة فى اعمال المؤتمر والالتزام بتعهدات مقدرة لدعم جهود الحكومة السودانية فى اعادة اعمار دارفور . ومما لاشك فيه ان القمة العربية بإعلان الدوحة تكون قد ضعت لبنة هامة من لبنات للتضامن العربي لقضايا مصيرية وهامة للامة العربية لاسيما ما يتعلق بقضايا سورياوفلسطين والصومال وجزر القمر، ووجد السودان فرصة دبلوماسية ثمينة للتعريف بمجريات الأوضاع فيه وجهود علي مختلف الأصعدة والدور العربي المطلوب وخرج بمساندة ودعم القادة العرب لمشروعات وقضايا ملحة تتمثل في اتفاق مصفوفة التعاون مع الجنوب وانفاذ ويثقة الدوحة لسلام دارفور مع انعقاد الامال علي تعزيز ذلك بجهود عملية تترجم قرارات القمة الي واقع ملموس يدفع بالتعاون العربي المشترك الي الامام . ع/سعدان