يقول الله سبحانه وتعالى (وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه إلا امم أمثالكم، ما فرطنا فى الكتاب من شئ، ثم إلى ربهم يحشرون) الانعام 38 نعلم تماما أنّ الحَيوانات بكافة انواعها أُمم تشبه أمم البَشرية يَعِيشُون كما يَعِيشُ الإنسانُ ويتزاوجُون ويرتبِطُون مع صِغَارهم بعَلاقَات من شَفَقةٍ وعطفٍ وحِمايَة ومأكَلٍ لهم و يؤَدُّون وظَائفهم كَما ألهمهم الله في فِطرَتِهم بأمانٍ وطاعةٍ إلاّ أنّهم يَخْتلفُون عن الإنسَانِ في عَدَمِ التَّفكيِر لِلمُسْتَقبَلِ البَعِيد والضِّحك والتَّكلُم وحتى في الطّاعة لأنّ طاعتهم لله فطرية أمّا عند الإنسان فهو مخير في الطّاعة. ونعرف ان طبائع الحيوانات فطرية ثابتة وأمّا الإنسان فطبائعه فطرية قابلة للتغير بعد التّعليم والتربية سواء من الدّين الحنيف أو من مصادر أخرى.، وحتى مربي الحيوانات الوحشية يستطيع جعلها حيوانات أليفة بقدر الإمكان، فالإنسان العاقل أولى بأن يغيّر طباعه وسلوكه السّئ إلى الأحسن حتى لا يشبه الوحوش والحيوانات الوحشية. تشبيه الانسان بالحيوانات يتخذ اتجاهين مدح وذم فمثلا حينما نشبه الانسان بالأسَد فقد اخذنا من (الاسد) الشَّجاعة والقِيادة والوَقار ومن (الفِيْل )القُوّة والضّخامة الطائشة والشّراهة ومن (الجمل ) سهولة الإنقياد والحقد والصَّبر ومن (الفَرَس ) الأصَالة والجُود والجَمال والعظمة ومن (البَغل ) التعند والقوة والصلابة والطّاعة العَمياء وعدم الأصَالة، ومن (القِرْد ) الحيرة والهزل والذّل وكثرة الحركة، ونشبه الانسان (بالذِّئْب) رمز للظُّلم والطُّغْيَان والوحشة والجوع والشّجاعة الطّائشة، ( الخِنْزِير ) عدم الإغارة والشَّهوة والقَذَارَة و لا يؤكل لحمه. لقد ذكر في القرآن الكريم بالجمع الخَنَازِير.(الحِمَار ) يَدُلُّ على الحَمَاقة وقلة التّفكير وعلى الصّبر والصوت المنكر، اما (الكَلْب ) فيَدُلُّ على الوَفَاء والطّاعة والجرأة، و(البَقَرة ) تَدُلُّ عَلى البَركة والسَّخاء والعَطاء،اما (الحَيَّة ) فتدل على الخيانة والمكر السريع والخفي، و (الخَروف) رمز لنَّقاء وصَفاء القَلب، و (المَاعِز) تَرمز للتعَّنُد وركوب الرأس والعطف بينما ( العَنكَبوت ) تدل على السَّعِي والحيلة وعَدم اليأس (وخاصة الأنثى منها) الحيوانات الطُّفيْلِية مثل (قَمل، ذباب، بَعُوض، أرَضَة،): تدُلُّ على التفاهة والبشاعة والوَسَاخَة والقُمامة، والتوكل على الغَير، ويضرب لمن له هذه الصفات (طفيلي) أي يتوكل في الرزق على الغير، (النَّحْلة ) تَدُلُّ على نَفعِ الغَير والعَمل الدّؤوب والنّشاط،و(النَّمْلة ) تدُلُّ على العيش المنظّم والعَمل الجَمَاعي والتدبير والتي تجمع زاد الشّتاء في الصّيف، والقوة لانها ترفع ثمان أضعاف وزنها، ويضرب لمن له هذه الصفات (كالنّملة) أي في السّعي والمثابرة فهي تعمل في الصّيف لتجني في الشّتاء، ويقال أيضاً (أضبط من نملة) (الصَّقر ) يَدُلُّ على والعلو والتَّحَكُم على العَدو والسّرعة وعلى حدة البصر،اما (العقاب ) فيدل على القوة والبأس وحدة البصر،بينما (البُوم ) يَدُلُّ على الشؤم وهو عَلاَمةُ الشَّر والخراب،و(الغُرَاب ) يَدُلُّ على القذارة لأنّهُ لا يَعرِفُ إلاّ القَذارة والنّجَاسَة وأيضا ينعت بالشؤم الذي يجلب التّشتت والفرقة، (النَّمْر، الفَهَد ) يَدُلاّن على السُّرعة والأنَاقَة والشَّراسَة، و( الثّور )يَدُلُّ على الغَباء والقوة الطّائشة و(الدُّب ) يَدُلُّ على القوة والغلظة والغباء والشراهة و (الزُّرَافَة ) تدُلُّ على الهَيبَة والغباء والطول والعُجب بالنّفس أي رأسه عالي لا يرى أحداً، ويضرب لمن له هذه الصفات (كالزرافة،) أي طويل مثلها و(مثل الزّرافة) أي لا عقل له بينما (الثعلب ) يَدُل على المَكْر والخِدَاع والدّهاء، و(التمساح ) يرمز على البكاء الزائف والظلم، فيضرب لمن يبكي زائفاً (كدموع التّمساح) و(أظلم من التّمساح).و (دُودَة القَزّ ) تَدُلُّ على العَطاء والفَداء والنّشاط الدّائم والجمال والرّوعة، كذلك حينما نقول للانسان (الغَزَال ) فهو رمز للرَّشَاقة والسّرعة ورِقَّة القَلب والنوم الكثير، (الثروة تأتي كالسلحفاة وتذهب كالغزال).و ( الطّاووس ) يَدُلُّ على الوقار والغرور والجَمَال والرّوعة، و (البُلبل ) يدُلُّ على الحب والعشق والجمال والصوت الجميل و (الفَأرَ) يرمز للجُبْن والخَوف والقذارة، والهِرَّة (القطة) : تدُلُّ على نُكران الجميل وحُبُّ الذّات وكذلك في ألفتها ورقة قلبها، و(البَطَّة ) تدل على العجْز والكَسَل وعدم النّشاط. (النعامة ) ترمز إلى الحماقة والسرعة والحقد و(العَقْرَب )رمز للغدر والخسة في الظلم . و(الحَمَامة ) ترمزٌ للحُبِّ وَالسَّلاَم أي السّاعي للصلح والوئام، يبقى اخيرا انه فى قلة تشبيه الانسان بالانسان (كرم حاتم وشجاعة عنترة ودهاء معاوية وغرور قارون ومثابرة عصام وجمال يوسف ) نميل الى اخذ الصفات الحسنة او الذميمة من الحيوان رغم ان الانسان افضل مخلوقات الله لانه تحمل امانة المسؤولية .