تاتى استضافة الخرطوم للمؤتمر التأسيسي للأحزاب الأفريقية مطلع الأسبوع المقبل بمشاركة الأحزاب الحاكمة فى كل البلدان الأفريقية (قرابة المائة حزب ) كخطوة هامه على طريق انفاذ اهم الموجهات الى توافق عليها القادة الافارقة فى اخر القمم التى جمعتهم وهى اعتبار العام الجارى 2013م عاما للوحدة والنهضة الافريقية ، ولابد لهذا التجمع الحزبي الافريقى فى عصر التكتلات من العمل على انشاء آلية افريقية جديدة قوامها هذه الاحزاب تلبية لاحتياج القارة لجسم مدنى ذو وزن فى زمن التأثير الأعظم فيه يكون لمنظمات المجتمع المدني التى تمثل الأحزاب فيها الضلع الاقوى خاصة الاحزاب ذات الثقل الجماهيري التى تتولى عبر الانتخابات امر تشكيل الحكومات وإدارة الدول فى القارة ، وان تحقيق هذا الهدف رغم تأخره يجئ من منطلق ان جل القوى السياسية على مستوى قارات العالم قد شكلت مجالس وكتل للعمل الجماعى فى الدفاع عن المصالح وحشد القدرات فى مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية . فالقارة الأفريقية هى الاحوج لاعادة ترتيب وتنظيم بيتها وأمرها من الداخل بالعمل المشترك من اجل حسم الصراعات والحروب الداخلية وبين الدول عبر تحقيق الربط القوى والفاعل بين الامن والسلام وتحقيق المصالح والتنمية المستدامة . ووجود مجلس للأحزاب الأفريقية التى نأمل ونطمح بان تتسامى على تحقيق المصالح والطموحات الضيقة فى اجتماعها وتنظر للهدف الكلى والمرامى السامية التى تضع مصالح واهداف القارة فى مواجهة الاستهداف الخارجى الطامع فى الموارد والثروات التى تذخر بها القارة البكر ، حيث تتحقق هذه المطامع فى الغالب عبر استثمار واشعال الصراعات الداخلية وتاجيجها وزرع الفتن فى ارض القارة التى ظلت للاسف تمثل البيئة الصالحة للصراعات والاقتتال واهدار الاوراح والموارد والثروات وتضييع الفرص . ولابد ان يمثل لقاء الخرطوم لهذه الاحزاب نقطة تحول كبيرة فى مسيرة التعاون والوحدة الأفريقية ، ومن اهم الايجابيات او الاهداف التى يسهم فيها بفاعليه قيام مثل هذا التجمع للأحزاب الأفريقية فى زمن سمته فاعلية التكتلات الكبرى و يمكن لمكونات القارة الصمود فى مواجهة العداء والاستهداف الغربي والحد من استغلال آليات الاستعمار الحديثة المتمثلة فى المنظمات الدولية ، خاصة فى ظل المحاولات والدعوات المتكررة لإصلاح هذه المؤسسات لتقليل الاستغلال من الدول الكبري لتحقيق أهدافها الاستعمارية . وعلى صعيد آخر فان وجود تكتل أفريقي بهذه القوة للأحزاب التى تمثل نبض وتطلعات شعوب القارة وفرض توجهاتها ومواقفها بما يعطيها القوة والتأثير فى صنع وتوجيه القرارات التي تصدر عن المؤسسات الدولية وإضفاء الطابع الديمقراطي وتعادل الفرص فى العلاقات الدولية ، وبذات المستوى يمكن لهذا التكتل الافريقى ان يكون له تأثير على الصعيد الاقتصادي بالتاثير على المؤسسات المالية الدولية وحثها على الاضطلاع يدروها فى دعم دول القارة خاصة على مستوى تحقيق اهداف التنمية الألفية التى حددت الاممالمتحدة العام 2015م للوفاء بها . وعلى صعيد اخر فان قيام هذا التجمع للاحزاب الافريقية من شأنه ان يوفر الفكاك من القيود التى تفرضها الاجراءات الدبلوماسية فى تجسير العلاقات من التكتلات المثيلة على مستوى القارات الاخرى بما يمهد لإقامة علاقات على أسس جديدة للتعاون المشترك حتى على متسوى القارة الداخلى فى تقوية علاقات التواصل بين الاحزاب ذات الايدلوجيات والتوجهات المختلفة ، مع امكانية الاضطلاع بدور هام وكبير فى تسوية النزاعات والحروب الداخلية داخل الدول وبينها من مكونات القارة وبالتالى التصدى لمحاولات تفتيت وتجزيئة دول القارة كهدف استعمارى . ولابد لهذا المؤتمر التاسيسي ان يتعرض ويستعرض الموقف الراهن فى القارة وتطلعات شعوبها ، والتنبيه لما يحيط بها من سيناريوهات ودور هذه الاحزاب فى التصدى للتحديات وتعزيز الديموقراطية والتنمية والعمل من اجل وضع الآليات المناسبة التى تمكن الانطمة والشعوب من مواكبة التطورات التى يشهدها العالم المعاصر على مختلف الصعد وذلك لتحقيق تطلعات اهل القارة والحد من معاناتهم ، وعلى مستوى القارات الاخرى فان الطريق سالكة لفتح علاقات تعاون مع التكتلات القائمة للاحزاب الاسيوية فى امريكا اللاتينيه والكاريبية خاصة فى ظل سعى هذه التكتلات وتعويلها على الاستفادة من المقدرات والثروات المتوفرة فى افريقيا . ويمكن لهذا التكتل الافريقى بهذا التوجه على مستوى ترتيب البيت الداخلى وبناء علاقات تقوم على الندية والتعاون المشترك مع التكتلات النظيرة فى اسيا وامريكا الشمالية واوربا الصديقة ان يرسل اشارات وتحذيرات لتكتلات الغرب المعادى وآلياته الامر الذى يضطره للتراجع او الركون للتعامل بذات المبادى والاسس التى يفرضها هذا الواقع الجديد القائم على التوحد فى مواجهة المخاطر والاستهداف عبر ممارسة مثل الضغط الناعم المتناغم فى وسائله مع توجهات العصر الحديث والمبادئ المقبولة فى تعاملات العصر الحديث . وفى الختام كل الامل ان تتحقق اهداف هذا المؤتمر ليكون له دوره المرجو فى ايجاد فهم مشترك لقضايا القارة وطبيعة ما تواجهه من مشاكل وتحديات والعمل من اجل التوافق على ضرورة وضع استراتيجية مشتركة عبر الحوار والتشاور وتبادل وجهات النظر لتحقيق تطلعات العيش الكريم لشعوب القارة .