اختتم مؤتمر اقتصاد المعرفة الأول في السودان اعماله مساء اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم والذي نظمته كلية الأولى المهنية التقانية بالتنسيق مع مركز الشرق الاوسط لاقتصاد المعرفة وجامعة برايتون بالمملكة المتحدة تحت رعاية وتشريف الدكتور الحاج ادم يوسف نائب رئيس الجمهورية والتي استمر فعالياته لمدة يومين تحت شعار نحو اقتصاد مستدام مبني علي المعرفة وذلك بمشاركة عدد من الوزراء والمختصين من الكليات والجامعات والمؤسسات والمرافق والشركات والجهات ذات الصلة من القطاعين العام والخاص والقوات المسلحة. واعلن نائب رئيس الجمهروية لدى مخاطبته ختام فعاليات المؤتمر ان الدولة ماضية في الاهتمام بالاقتصاد المبني علي المعرفة والتوسع في الاليات التي تدعم هذا النهج وفي مقدمتها فتح المزيد من الكليات الجامعات لتقنية والتقانية مشيرا الي مكانية افتتاح كليات وجامعات تقانية في كل ولاية حسب الميز النسبية التي تتمتع بها كل ولاية مثلا ان تقام جامعات تقانية للصناعة او الزراعة او الثرة الحيوانية وطالب باقامة مؤتمرات مماثلة في شتى الشعب مثل مؤتمرات لثقافة المعرفة ولصحة المعرفة ولامن المعرفة . وحيا سيادته مبادرة كلية الاولى التقانية بتبنيها لاقامة مؤتمر اقتصاديات المعرفة مشيرا الى ان الدولة تعول علي القطاع الخاص كثيرا في النهوض بالاقتصاد الوطني لاسيما وان كل الاقتصاديات في العالم يقودها القطاع الخاص . واشاد بمخرجات المؤتمر معلنا عن تبنيه ورعايته لتنفيذ توصيات المؤتمر ووجه وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل باستلام توصيات المؤتمر ووضع الترتيبات اللازمة لانفاذها مشيرا الي ان الوزارة معنية بترجمتها الي سياسات وتشريعات وتطبيقات وتتنزل الي قرارات وتشريعات واجرءات عملية لتنفيذها. واكد اهتمام الدولة بالكادر البشري وتاهيله باعتبار ان كل اليات التقدم تقوم عليه ودعا الي الانفتاح علي العالم واخذ تجارب الاخرين مشيرا الي انه بقدر ارتقاء المجتمع في المعرفة تتحقق الاهداف المنشودة . واوضح ان عدد الجامعات في السودان حاليا يفوق الستين جامعة وكلية اهلية وبه حوالي 17 كلية تقنية تعني بتطبيق وتجويد العمل التطبيقي والمهني في الهندسة والطب والاقتصاد والمحاسبة وغيرها من فروع العلوم مشيرا الي اهمية مثل هذا الكليات التقنية . وقال (سننشأ كليات تقانية لتخاطب الميزات النسبية في كل ولاية، فالولاية التي تهتم بالصناعة ستنشأ بها جامعة او كلية تهتم بالتقانات الصناعية والولايات التي لديها ثروة حيوانية وزراعية ستنشأ كليات بها تعنى بالتقانات الزراعية وموارد الثروة الحيوانية ، والولايات التي بها موارد وامكانات سياحية ستنشأ بها كليات تهتم بالسياحة والفندقة وهذه الكليات الان في طريقها للإنشاء في السودان) وزاد (نحن الان بصدد اقامة جامعة تقنية لتؤدى دورها مع رصيفاتها من الجامعات الاخرى حتى يكون هذا المساق مرغوبا عند الطلاب في المستويات ويصاحب ذلك اعداد منهج من مرحلة الاساس الي المرحلة الجامعية لتجويد هذا الاتجاه للتعليم التقاني ). ودعا نائب رئيس الجمهورية لكي يكون هناك تنسيق محكم بين هذه الكليات في برامجها الأكاديمية وبين القطاعين العام و الخاص ان تكون المناهج مرتبطة باحتياجات سوق العمل وسد احتياجات القطاعين العام الخاص في مجالاته المختلفة وتزويدهم بخريجين أكفاء وان تتكامل الادوار بين الكليات في مجالات المعرفة والعلوم المختلفة . واكد الاستاذ احمد كرمنووزير الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية اهتمام وزارته بالارتقاء بالكادر البشري لتحسين الاقصاد الوطني مشيرا الي اهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات في تبادل الخبرات مشيرا الي ان وزارته ستعنى بتنفيذ توصيات المؤتمر التي تتماشي وتتطابق مع سياساتها وبرامجها . وشدد علي ضرورة الاستفادة من التجارب والمعارف العالمية وتطبيقاتها في المجالات المختلفة لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية وحيا سيادته الدور الذي يضطلع به القطاع الخاص السوداني في مواكبة التطورات العالمية واسهامه الوطني مؤكدا جدية الحكومة في انفاذ برامج الحكومة الالكترونية. وعبر علام النور عثمان احمد مدير معهد الشرق الاوسط للاقتصاد المبني علي المعرفة عميد كلية ادارة الاعمال في جامعة برايتون بالمملكة المتحدة عن سعادته والخبراء الاجانب المرافقين له من مصر وبريطانيا لمشاركتهم في اعمال في المؤتمر وما تمخض عنه من توصيات اذا تم تنفيذها ستعمل علي تحقيق الكثير من التقدم لاهل السودان في مجالات اقتصاديات المعرفة . واكد استعداده وجامعة برايتون لاستمرار التعاون بينها وكلية الاولى المهنية التقانية وسائر الجامعات السودان تحقيقا لتطلعات الشعب السوداني في التقدم . وقالت الدكتور عادله محمد الطيب مديرة كلية الاولى المهنية التقانية ان من اهم ما تم التداول حوله والتامين عليه في توصيات المؤتمر يتمثل في اهمية الاستمرار في برامج رفع بناء القدرات والتعليم المستمر في مجالات المعرف المختلفة لبناء جيل جديد يعني بذلك لاسيما في مجالات اقتصاد المعرفة . واكدت ان الكلية ستمضي قدما في تنفيذ برامجها بالشراكة مع القطاع الخاص والتنسيق والتعاون مع الجهات ذات الصلة بداخل وخارج السودان وعبرت عن شكر تقدير الجهات المنظمه لرعاية نائب رئيس الجمهورية ومشاركته في المؤتمر وكذلك عدد من الوزراء مما يؤكد اهتمام الدوله بالعلم وبناء الاقتصاد علي المعرفة. وكان الفريق محمد عثمان الركابي رئيس مجلس ادارة كلي الاولى المهنية التقانية قد تلا توصيات المؤتمر التي اشتملت علي المحاور التي تداول حولها المؤتمر وهي المحور الأول (إقتصاد المعرفة) والمحور الثاني (التعليم) والمحور الثالث (الإستثمار) والمحور الرابع (الحوكمة) واختتمت باضافة محور خامس اختص بالتوصيات العامة . وقد اكدت التوصيات علي ضرورة تبني عدة مرتكزات هامة لتحقيق الاقتصاد المبني علي المعرفة علي السودان منها أهمية الإقتصاد المبني على المعرفة وضرورة تبني الدولة له ، والعمل علي إنشاء آلية لوضع إستراتيجية لكيفية تبني فكرة الإقتصاد المبني على المعرفة والتحول ، و مشاركة القطاع الخاص في الترويج على فكرة الإقتصاد المبني على المعرفة، وان يتحول السودان من الإقتصاد التقليدي إلى الإقتصاد المتنوع المبني على المعرفة ، الإقتداء بتجارب الدول التي سبقت السودان في التحول من الإقتصاد التقليدي إلى الإقتصاد المبني على المعرفة.، و أن يكون للسودان نموذجه الخاص، أخذين في الإعتبار البيئة الخاصة بالسودان، أهمية تدريب الشباب والإستفادة من طاقاتهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية بتطبيق الإقتصاد المبني على المعرفة . كما أشاد المؤتمر بدور مركز الشرق الأوسط لإقتصاد المعرفة لمبادرته بإقامة هذا المؤتمر ومشاركته الفاعلة التي أثرت النقاش بجانب أشاده المؤتمر بدور جامعة برايتون بإقامة هذا المؤتمر بالتعاون مع كلية الأولى ومشاركتها بممثلها نائب مدير الجامعة وعميد كلية إدارة الأعمال البروفسور/ إيدن بيري وكذلك مشاركة رئيس قسم الإقتصاد بالجامعة البريطانية بمصر البروفسور/ جون آدم. و أشاد المؤتمر بالمجلس القومي للتعليم التقني والتقاني ومشاركته الفاعلة وبدور المؤسسات والشركات الخاصة التي قامت بدعم هذا المؤتمر لتمكينه من تحقيق أهدافه ممثلة في "زين - البنك السوداني الفرنسي والمؤسسات الأخرى ، واوصى المؤتمر بأن تتكفل كلية الأولى المهنية التقنية بالتعاون مع الجهات الراعية بإقامة هذا المؤتمر بشكل سنوي. وقد تم في ختام المؤتمر تكريم كل من الدكتور الحاج ادم يوسف نائب رئيس الجمهورية والاستاذ احمد كرمونو وزير الدولة بوزارة تنمية المواد البشرية والعمل والدكتورة تابيتا بطرس وزيرة الدولة بوزارة الموارد المائية والكهرباء بجانب عدد من الشخصيات والجهات الداعمة والمشاركة في المؤتمر . ع/سعدان