الأغبش مصطفى 4-4-2014 يعتبر السودان من البلدان القليلة في القارة الأفريقية التي تمتلك تنوعا كبيرا في الثروة الحيوانية ( الأليفة والبرية ) والثروات المائية ، حيث تقدر الثروة الحيوانية بالسودان بأكثر من 140 مليون رأس ( أبقار - ماعز - ضأن - ابل ) و التي تعتبر من مصادر تحقيق الأمن الغذائي و أساس داعم للاقتصاد الوطني. ولدعم جهود السودان في زيادة الإنتاج الحيواني ولتحقيق مبادرة السيد رئيس الجمهورية في تحقيق الأمن الغذائي العربي بشقيه النباتي والحيواني ، نظمت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي " المؤتمر الإقليمي لدور التحسين الوراثي في توفير الغذاء لأفريقيا" في الفترة 29-30/3/2014م بفندق كورنثيا الخرطوم ، وقد حضر المؤتمر خبراء في مجال الإنتاج الحيواني من فرنساوالبرازيل وجنوب إفريقيا وكينيا وتنزانيا وجنوب السودان واستراليا حيث قدمت أوراق وتجارب بعض الدول في التحسين الوراثي ، وهو مؤتمر متخصص وهدفه تحسين إنتاجية الحيوان عبر الاهتمام بصحة الحيوان وغذائه وعملية التحسين الوراثي ( التلقيح الاصطناعي - التزامن الهرموني -الانتخاب الجيني - التخصيب داخل المختبر - تقنية تحديد النوع ) من خلال إلقاء الضوء على أهمية التحسين الوراثي في زيادة الإنتاجية لتحديد ومجابهة العقبات التي تعترض التحسين الوراثي ووضع السياسات التي تدعم ذلك و إشراك المجتمع فيها ، كذلك دعوة الباحثين والعلماء والخبراء في مجال الإنتاج الحيواني من داخل وخارج السودان لعكس تجاربهم بخصوص تربية الحيوان و التحسين الوراثي لتحسين جودة وسلامة الغذاء . من فوائد التحسين الوراثي عن طريق التلقيح الاصطناعي رفع الكفاءة الإنتاجية لسلالات الأبقار المحلية بالتهجين مع سلالات أجنبية ممتازة مما ينتج عنه زيادة في الألبان واللحوم ،كذلك إطالة العمر الإنتاجي للأبقار، بالإضافة إلي أن تقنية التلقيح الاصطناعي تقلل من خطر انتقال الأمراض و تلافي بعضها. ولدى مخاطبته ختام فعاليات المؤتمر أكد وزير الثروة الحيوانية والمراعي والسمكية والمراعي د/فيصل حسن إبراهيم اهتمام وزارته بدعم سياسات التحسين الوراثي وتأهيل وتدريب الكوادر العاملة في الحقل البيطري لترقية وتطوير قطاع الثروة الحيوانية بالسودان الدولة تتمتع بثروة هائلة ولها دور كبير في المساهمة في الاقتصاد القومي وتحقيق الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج والإنتاجية،داعيا لمجابهة التحديات بإدخال التقانات الحديثة في عمليات التحسين الوراثي وتبادل الخبرات ودعم الخدمات الإرشادية وزيادة فرص التدريب، مشيرا إلى أن وزارته تعمل على وضع ضوابط وأنظمة تعمل وفق منهج علمي متطور حسب التغيرات المناخية ومراعاة التوازن بين البيئة والوراثة في السودان .بالإضافة أن السودان لديه إمكانيات ضخمة لتحسين الإنتاجية ونقل التجارب من الدول الغربية واستخدام التكنولوجيا و تطبيقها على السلالات المحلية لزيادة الإنتاج وخاصة في اللحوم والألبان. من جانبه أشار السيد/ اريك سميث نائب رئيس شركة تقانات التناسل الفرنسية imv إلى أن هناك تحديات تواجه عمليات التحسين الوراثي بأفريقيا و لتطوير التحسين الوراثي لابد من التخطيط الجيد لتوفير بنية تحتية صلبة تقوم عليها عمليات التحسين الوراثي كتوفير الدراسات و تدوين السجلات واختيار سلالات غربية لإنتاج سلالات تتلاءم وظروف السودان وتسهم في زيادة الإنتاج . وأوضح سميث خلال استعراضه لورقته بعنوان " كيفية تغذية إفريقيا عام 2050" أن سكان إفريقيا سيبلغون 1.85 بليون نسمة بحلول عام 2050 م وهذا ينتج عنه زيادة في الطلب على البروتين الحيواني نتيجة للزيادة في عددية الطبقة الوسطى والنمو السكاني في المناطق الحضرية ، وقال الخبير الفرنسي أن السودان يأتي في المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الأبقار بعد كل من الهندوالبرازيل وأيضا قارة إفريقيا تعتبر ثاني قارات العالم من حيث عدد الثروة الحيوانية أي بعد قارة أسيا ، لكن رغم ذلك يمثل إنتاج إفريقيا من الألبان عالميا نسبة 5% فقط ، واستدرك سميث قائلا أن البرازيل لها نفس ظروف إفريقيا لكن عبر استخدامها للتكنولوجيا الحيوية وإخضاعها للظروف المحلية تعتبر الآن من اكبر الدول إنتاجا للألبان ، مؤكدا أن السودان بما يملكه من أراضي خصبة و أعلاف جيدة تكون له إمكانيات كبيرة عبر استخدام التكنولوجيا الحيوية لأن التلقيح الاصطناعي يسهم في تحسين الإنتاجية في مجال اللحوم كما يمكن استخدام التقانات الخاصة بالحمض الوراثي DNA في زيادة إنتاج الألبان واللحوم ، وجدد سميث تأكيده بأن السودان إذا طبق هذه التقانات بالتعاون مع المراكز المتخصصة في هذا المجال سيكون السودان هو المعول عليه في إنتاج الألبان عالميا. كما تحدث البروفسير الأمين دفع الله رئيس اللجنة العليا للمؤتمر ان الهدف من هذا المؤتمر هو الدفع بمبادرة السيد رئيس الجمهورية لتحقيق الأمن الغذائي العربي ، ذلك بما يمتلكه السودان من ثروة حيوانية تعتبر هي الأساس والعمل على تطوير هذه الإمكانيات من خلال الدراسات والخطط و البرامج وعبر التحسين الوراثي لزيادة الإنتاج والإنتاجية ليصبح السودان سلة العالم ، و أضاف دفع الله لابد من مقارنة تجربة السودان مع الدول الأخرى إقليميا وعالميا لدراسة اثر التغيرات المناخية والبيئية ، والاستفادة من الخبراء والمربين للخروج بحصيلة يمكن أن تسهم في إنجاح مبادرة رئيس الجمهورية . كما أوضح بروف الأمين إن معهد سفاري لتقانات تناسل الحيوان هو معهد متخصص في التدريب في مجال تقانات التناسل أنشأته وزارة الثروة الحيوانية بشراكة فنية مع القطاع الخاص الفرنسي العامل في هذا المجال وخاصة شركة imv وهي واحدة من أكبر شركتين في العالم في مجال التقانات الحيوية وتتمثل الشراكة بالمشاركة في التدريس و التدريب العملي والتوقيع على الشهادة ، حيث عمل المعهد منذ افتتاحه في ابريل الماضي على تدريب أكثر من 100 متدرب في مجال تقانات التناسل ونقل الأجنة . ومن أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر المناداة بضرورة دعم التلقيح الصناعي وإدخال تقانات نقل الأجنة للحفاظ على الموارد الوراثية وتطويرها بموارد مميزة من الدول المتقدمة في هذا المجال ، كما دعت التوصيات ألي تعزيز دور البحوث في استدامة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بنظم الإنتاج الحيواني عبر تدريب وتأهيل المربين وإنشاء جمعيات تربية الحيوان المتخصصة ودعم عمليات الإرشاد الحقلي وتبني تسجيل السلالات ، ودعت التوصيات للاستثمار في مجال الانتخاب الجيني الذي يؤدي إلي تحسين الكفاءة الإنتاجية للماشية السودانية. وأكدت التوصيات على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مجال البحوث المشتركة للتحسين الوراثي لا سيما تجربتي البرازيلوفرنسا في إدخال تقانات التناسل الحديثة في مجال التحسين الوراثي .